بروفايل: عوض بن عوف... الاستخباراتي والأمني

ضمن قائمة الممنوعين من زيارة الولايات المتحدة

عوض بن عوف (أ.ف.ب)
عوض بن عوف (أ.ف.ب)
TT

بروفايل: عوض بن عوف... الاستخباراتي والأمني

عوض بن عوف (أ.ف.ب)
عوض بن عوف (أ.ف.ب)

ولد عوض محمد أحمد بن عوف في الخمسينات من القرن الماضي، بقلعة «ود مالك» قرية «قرِّي» في شمال السودان، وتخرج في الكلية الحربية في الخرطوم، الدفعة 23 مدفعية. ثم تلقى تدريبات في مصر، قبل أن يصبح معلما بكلية القادة والأركان. ثم تدرج في صفوف الجيش وأصبح قائداً لسلاح المدفعية. وتم تعيينه مديراً عاماً لجهاز المخابرات الخارجية في عهد الرئيس المعزول عمر البشير، ثم رئيسا لهيئة الاستخبارات والأمن، ثم رئيساً لهيئة الأركان المشتركة.
وبسبب دوره في تحسين العلاقات السودانية الإريتيرية بعدما ترأس اللجنة الأمنية للمفاوضات بين الدولتين، اختير بن عوف لتولي منصب مدير إدارة الأزمات في وزارة الخارجية، ومنح لقب سفير بعد تقاعده من الجيش عام 2010.
واستكمل بن عوف مسيرته الدبلوماسية، فتم تعيينه في منصب القنصل العام للسودان بمصر، ثم مثل دولته كسفير لدى سلطنة عمان.
وبعد 5 سنوات من العمل الدبلوماسي، عاد بن عوف إلى الاحتكاك المباشر بالجيش، بعدما أصدر البشير مرسوما جمهوريا في أغسطس (آب) 2015 بتعيين الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف وزيرا للدفاع. وفي 23 فبراير (شباط) الماضي، قرر البشير تعيين وزير الدفاع نائبا أول لرئيس الجمهورية، ليحل محل نائب الرئيس السابق بكري حسن صالح، مع الاحتفاظ بمنصبه وزيرا للدفاع.
وتقول سيرته وسط الجيش السوداني إن في عهده شهد سلاح المدفعية طفرات كبيرة حيث أدخلت منظومات الصواريخ مما صنف وقتها أن السودان صاحب أطول الأنظمة الصاروخية في القارة الأفريقية. كما حصلت بلاده في عهده على مدفع الهاوترز الصيني PLZ54 والمدفع الروسي MSTA.
عمل مديراً لمكتب سكرتير الأمانة العامة للاتحاد الاشتراكي وهو الحزب الحاكم في نظام الرئيس الأسبق جعفر النميري (1969 - 1985) ثم انتقل للعمل مديراً لجهاز المخابرات الخارجية عندما كان منفصلا عن الأمن الداخلي.
برز اسم عوض ابن عوف أكثر عندما وضعته لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة بشأن إقليم دارفور في العام 2005 ضمن القائمة المتهمة بالتسبب في سوء الأوضاع في هذا الإقليم الذي شهد حرباً أهلية في العام 2003 أدت إلى مقتل أكثر من 300 ألف مواطن، وكان وقتها يعمل رئيساً للاستخبارات العسكرية. وأصدرت الولايات المتحدة حظراً عليه من دخول بلادها وحجزت أمواله، بالتزامن مع قرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة توقيف ضد الرئيس السابق عمر البشير لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية في دارفور.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.