شاشة الناقد: Shazam‪!

مشهد من فيلم «شازام»
مشهد من فيلم «شازام»
TT

شاشة الناقد: Shazam‪!

مشهد من فيلم «شازام»
مشهد من فيلم «شازام»

• إخراج: ديفيد ساندبيرغ
• تقييم: (وسط)
من ولد ضعيف إلى سوبرهيرو بكلمة

ورد المخرج ديفيد ساندبيرغ من سينما الرعب. سبق أن حقق «أنابيل: خلق» الذي مر بنجاح معتدل كان كافياً لكي يتسلح به باحثاً عن مشروع أكبر. «شازام!» هو ذلك المشروع بكل تأكيد. فيلم مبني على شخصية سوبر هيرو آتية من بين صفحات مجلات الكوميكس ولو أنها شخصية تختلف عن باقي الشخصيات المعتادة. نعم هناك مشاهد للدلالة على القدرات العجيبة (لكل من المؤثرات كما لشخصية شازام) لكن الفيلم يقدم في الوقت ذاته شكلاً جديداً من أشكال الأبطال الخارقين تجعل بطله صديقاً مقرباً من الصغار والأحداث أكثر من سواه.
حالة التقرب هذه مدفونة في صميم الفكرة ذاتها. الصبي بيلي (آشر أنجل) يبلغ من العمر 14 سنة ويعيش في ميتم منذ أن هجرته والدته صغيراً. يتم تبنيه لدى عائلة لديها صبي آخر كانت تبنته متيم بمجلات الكوميكس. لكن بيلي يكتشف، عبر رجل لديه قدرات سحرية (جيمون هاونسو)، قدرات بطولية سرعان ما تتبدّى له حال أن ينطلق بكلمة «شازام» فإذا به يتحول إلى شاب قوي البنيان بقدرات فائقة وحلاوة روح معاً (يقوم به زكاري ليفي).
ككل بطل، يحتاج إلى عدو من حجمه وبراعته. والعدو هنا هو دكتور تاديوس (مارك سترونغ) الذي يريد الاستئثار بكل قوّة ممكنة لكي يحكم العالم. القوّة التي يتمتع بها شازام هي الوحيدة التي تنقصه.
يدلف الفيلم سريعاً إلى معالجة متعددة النوايا. هو كوميديا حين يريد وفانتازيا حين يهدف ودراما عائلية محشورة بين الحالتين. وهو يلعب، بطريقة متوقعة، على موضوع الصبي الذي لم يشعر بأنه محبوب يوماً والذي تتاح له قدرات كبيرة عليه استغلالها لو أن كيفية استغلالها لا تتبدى له جيداً إلا بعد مشاهد من التمهيد. هذا قبل أن يستوي شازام- بيلي على قدميه ويتعرف إلى الدور الذي يستطيع أن يلعبه في مواجهة الشرير تاديوس. هنا أيضاً يتبلور الفيلم كنسخة خفيفة من الحكايات السوبرمانية التي لا تختلف إلا بذلك القدر من الخفة في الواقع.
ككثير من الأفلام التي تدور حول أولاد محرومين وضعفاء في مواجهة الآخرين من دون أن تحميهم القوّة التي سيتمتعون بها لاحقاً، يصوّر الفيلم حالة مهترئة من حالات الضعيف ضد القوي. مفهوم ذلك الصبي حتى من بعد أن يجد نفسه بطلاً قوياً، هو أنه بحاجة للانتقام من الذين عاملوه صغيراً بخشونة. هو ليس وحده الضعيف بل هناك الابن الثاني للعائلة وعدد آخر من الأولاد. المقصود هو أن هؤلاء يستطيعون الانتقام من الأكبر سنا الذين اعتادوا على سوء معاملتهم وتعنيفهم. هذا لا ينفع كرسالة ويبدو أحادي التفكير وسهل الانقياد صوب رسالة لا يجب أن يتبناها الصغار من المشاهدين.
يجهد الفيلم لتقديم حالة مختلفة عن حالات البطل التقليدي، لكنه يؤول إلى تلك الحالة بنفسه ويفتقد الأحداث التي يمكن لها أن تزيد الفيلم اختلافاً عن أترابه. في مجموعه مسل ومرفه لكنه خال من القيمة الفنية.


مقالات ذات صلة

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم في شخصية المغنّي العالمي شارل أزنافور (باتيه فيلم)

«السيّد أزنافور»... تحيّة موفّقة إلى عملاق الأغنية الفرنسية بأيادٍ عربية

ينطلق عرض فيلم «السيّد أزنافور» خلال هذا الشهر في الصالات العربية. ويسرد العمل سيرة الفنان الأرمني الفرنسي شارل أزنافور، من عثرات البدايات إلى الأمجاد التي تلت.

كريستين حبيب (بيروت)

شاشة الناقد: قضية المرأة في أفعانستان

«لقتل حصان مونغولي» (بلوتو فيلم)
«لقتل حصان مونغولي» (بلوتو فيلم)
TT

شاشة الناقد: قضية المرأة في أفعانستان

«لقتل حصان مونغولي» (بلوتو فيلم)
«لقتل حصان مونغولي» (بلوتو فيلم)

TO KILL A MONGOLIAN HORSE ‫★★★⭐︎‬

* إخراج: جيانغ شياو شوان | Jiang Xiaoxuan

‫* هونغ كونغ / ماليزيا

من بين كثير من المشاهد اللافتة يوجد في هذا الفيلم مشهدان متباعدان، في الأول يربت ساينا على رأس فرسه الذي يستجيب لحنان صاحبه ويميل برأسه فوق كتفه بحنان ظاهر. في المشهد الثاني قبيل النهاية يتقدم ساينا صوب الحصان نفسه يربت على وجهه، لكن الحصان ينظر إليه سريعاً ومن ثَمّ يشيح بوجهه بعيداً عنه. تمر بين المشهدين أحداث تنعكس على تلك العلاقة، فساينا مُخيّر بين أن يبيع حصانه ويعتزل المهنة التي توارثها بصفته مدربَ خيول وفارساً، أو البقاء في ذلك العمل. الحصان لا بد بات يشعر بأن صاحبه لم يعد ذلك الرجل الواثق من نفسه وقد يضحي بالفرس متى شاء.

«لقتل حصان منغولي» يطرح طوال الوقت (85 دقيقة) مسألة بين الأمس واليوم. إنها صحاري منغوليا الجافة التي لم تعُد تشهد مطراً كافياً لإنبات الأرض. السبب في الأزمة التحوّلات البيئية، وهذه واحدة من المسائل المطروحة بوضوح. تشكل عصباً مهماً كون صلب الموضوع يتعلق بحياة تتغير لا يستطيع ساينا فعل شيء حيالها. إنه مرتبط عاطفياً بتقاليد فروسية ومعيشية متوارثة في حين أن المتغيرات طرقت باب تلك التقاليد ولا مجال للحفاظ على الوضعين معاً. على ساينا ترك الماضي أو الانضمام إلى الحاضر. قدمٌ هنا وقدمُ هناك، والفيلم ينتهي بقرار يرتاح المُشاهد إليه.

كانت المخرجة الصينية الشابة جيانغ شياو شوان صوّرت فيلماً قصيراً في تلك الأنحاء وتعرّفت على مدرّب الخيول ساينا وراقبته في عمله. هذا ما أوحى إليها بإخراج هذا الفيلم عنه وعن البيئة وأزمة الوجود بين عالمين على المرء أن يختار بينهما. ساينا ممثلاً لديه القدرة على استخدام عدم حرفيّته في تناسب مع الشخصية التي يؤديها. رجل لديه من المتاعب مع والده السّكير والمديون ومطلّقته. في مشهد آخر يذكّره والده بأنه هو من وضعه فوق الفرس لأول مرّة عندما كان طفلاً صغيراً. يحاول ساينا فعل ذلك مع طفله، لكن طفله يخاف. هي فعلاً حياة أخرى تندثر سريعاً.

الفيلم معزّز بالألوان والإضاءات المناسبة داخلياً وخارجياً. الإيقاع متمهّل، لكنه ليس مُملاً وفيه ملامح من بعض أفلام الوسترن الأميركية التي تحدّثت بدورها عن غروب حياةٍ وبدء أخرى.

* عروض مهرجان البحر الأحمر.

★★★⭐︎‬SIMA‪’‬S SONG

* رويا سادات | ‪Roya Sadat‬

‫* هولندا، فرنسا، أسبانيا ‬

لعلها صدفة لم تستطع المخرجة رويا سادات تحاشيها، وهي أن بداية فيلمها هذا شبيهة ببداية فيلم أفغاني القضية أيضاً، حققته ساهرا ماني في فيلمها التسجيلي «Bread ‪&‬ Roses» الذي شوهد في 2023. كلاهما يبدأ بمظاهرة نسائية في كابل تنادي بحقوقها. بعد 3 دقائق ينفصل الفيلمان بالضرورة ويعود «أغنية سيما» من زمن «طالبان» الحالي إلى عام 1973 عندما كانت أفغانستان على وعد مع التقدم المجتمعي. سورايا (مزهدة جمالزاده) هي إحدى المتظاهرات ومع عودة الفيلم إلى فترة سابقة نجدها حين كانت لا تزال شابة تؤمن بمبادئ التحرر عموماً وتحرر المرأة خصوصاً. في الواقع الحكاية التي نشاهدها هي حكايتها وليس حكاية سيما (نيلوفار كوقحاني) صاحبة الصوت الجميل التي حين تغني، في أحد المشاهد، تثير إعجاب الحضور.

«أغنية سيما» (بلوتو فيلم)

حينها، يقول الفيلم، كان بالإمكان للفتاة الظهور بتنانير والرجال بربطات عنق. صداقة سورايا وسيما قوية لدرجة رفضها الإفصاح عن مكان صديقتها سيما وزوجها عندما انضما إلى حركة «طالبان» وبدأت الحكومة الأفغانية سلسلة الاعتقالات والتحقيقات. مع اعتقال سورايا والإفراج عنها واحتلال الفيلا حيث كانت تعيش مع أهلها يدخل الفيلم جوّاً داكناً في أجوائه كما في تأطير مشاهده. يزداد التوتر وتبدأ رسالته بالتبلور صوب مراميها على نحو أفضل. إنه فيلم عن آخر فترة من حياة ثقافية ومجتمعية واعدة قبل دخول الاتحاد السوفياتي للدفاع عن الحكومة والولايات المتحدة لتأييد «طالبان».

يذكر الفيلم أن الأحداث مأخوذة عن قصّة واقعية، لكن هذا ليس ضرورياً، خصوصاً أن الشخصيات معروفة. ما يمكن التنويه إليه حقيقة أن التصوير وظّف أطراف مدينة أثينا بنجاح لافت.

* عروض مهرجان البحر الأحمر

في الصالات

* Juror‪#‬2 ‫★★★★‬

- دراما محاكِم نوعها غير معهود، للمخرج كلينت إيستوود، عن عضو لجنة محلّفين يحاول إخفاء جريمته.

* Nosferatu ‫★★★⭐︎‬

- يُعيد المخرج روبرت إيغرز سرد حكاية «نوسفيراتو» (1922) بزخم وطاقة جديدتين. يتضمن لحظات مرعبة.

* Carry‪-‬on ‫★★★‬

- تشويق جيد من جومى كوليت سيرا، حول رجل أمن في مطار مهدد باغتيال حبيبته إذا لم يهرّب متفجرة إلى طائرة.

* The Substance ‫★★⭐︎‬

- المخرجة الفرنسية كورالي فارجيت، تضع ديمي مور في بطولة فيلم عن امرأة تنشد شباباً وأنثوية دائمين.