ابتكار سويسري يفقد الماء قدرته على التحول ثلجاً

هل يمكن أن تصل المياه إلى 263 درجة مئوية تحت الصفر دون أن تتحول إلى جليد؟ باحثون سويسريون أجابوا بإمكانية حدوث ذلك، عبر ابتكار مكعبات ذات طبيعة خاصة تفقد الماء عند وضعه داخلها خاصية التجمد عند درجات الحرارة المنخفضة.
والطبيعي عند وضع الماء داخل صينية من مكعبات الثلج البلاستيكية وحفظها في الثلاجة، أنه سيتبلور ويتحول إلى ثلج، وإذا قمت بتحليل بنية بلورات الثلج، فسترى أن جزيئات الماء مرتبة في هياكل شبكية ثلاثية الأبعاد منتظمة، وهو ما يميزها عن الماء في صورته السائلة، حيث تكون جزيئاته غير منظمة، وهذا هو السبب في تدفقه.
ولكن باحثين سويسريين من جامعة زيوريخ وجامعة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات «ETH»، وصفوا في بحثهم المنشور بأحدث أعداد دورية «نيتشر نانو تكنولوجي» هذا الأسبوع 9 أبريل (نيسان)، طريقة غير اعتيادية لمنع المياه من تكوين بلورات الثلج، حتى في درجات الحرارة شديدة الانخفاض.
وتعتمد الطريقة التي وصفها البحث على تصميم وتصنيع مكعبات من فئة جديدة من الدهون تشكل أغشية متشابكة شبيهة بالشبكة تحيط بالماء، وعلى عكس علبة مكعبات الثلج التقليدية فإن هذه الأغشية الدهنية تغلق القنوات الضيقة للمياه فلا يوجد بها مكان يسمح بتشكيل بلورات الثلج مهما انخفضت درجات الحرارة.
واختبر الفريق البحثي طريقته باستخدام الهيليوم السائل، حيث ساعد الباحثون على تبريد الوسيط الدهني الذي يتكون من أحادي الغلسرين المعدل كيميائياً، لدرجة حرارة منخفضة تصل إلى 263 درجة مئوية تحت الصفر، ولم تتشكل رغم ذلك بلورات ثلجية.