خرج مئات الآلاف في العاصمة الخرطوم، قاصدين القيادة العامة للجيش السوداني للتعبير عن فرحتهم بنجاح «ثورتهم» التي استمرت أربعة أشهر، واعتصامهم أمام القيادة المستمر طوال ستة أيام، بعد أن حقق أهدافه بتسلم الجيش للسلطة وإعلانه تشكيل مجلس عسكري انتقالي.
وأطلق أفراد الجيش السوداني زخات من رصاص الفرح بما في ذلك إطلاقات «مدفعية» ثقيلة، فيما تبادل الجنود والمتظاهرين والأحضان، أمام ساحة القيادة العامة للجيش، بعد ورود «إشارة» من القيادة العسكرية بتسلم الجيش للسلطة وتنحية الرئيس عمر البشير من السلطة، وتكوين مجلس عسكري انتقالي يقود الحكم في البلاد لمدة عامين. .
وفور إعلان تنحية حكومة الرئيس عمر البشير، علت الهتافات في كل أنحاء الخرطوم، وسُمعت «الزغاريد» وهتافات النصر تتردد في كل بيت بل من غرفة داخل البيت الواحد.
وقال يوسف لـ«الشرق الأوسط» إن اللجنة القيادية لتحالف المعارضة، ستطال بتسليم السلطة لقوى مدنية، وأضاف: «لن نتراجع عن مطالب الشعب السوداني، في التنحي لنظام عمر البشير، عن الحكم، وسنواصل الاعتصام، حتى تحقيق مطالبة قوى الحرية والتغيير كافة».
وأعلن وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف، اليوم، «اقتلاع» نظام الرئيس السابق عمر البشير، واعتقاله والتحفظ على رأسه في مكان آمن، وتعطيل الدستور، وتكوين مجلس عسكري انتقالي يحكم البلاد لعامين، وأعلن حالة الطوارئ لثلاثة أشهر، وفرض حظر التجوال لمدة شهر من الساعة العاشرة مساءً إلى الرابعة صباحاً.
وعلمت «الشرق الأوسط» في وقت سابق أن السلطات اعتقلت عدد من قادة ورموز النظام السابق، ومن بينهم الرئيس عمر البشير، ونوابه السابقين، وعدد من قادة حزب المؤتمر الوطني الذي حكم البلاد بالحديد والنار، تحت لافتة الحركة الإسلامية «حركة الإخوان المسلمين».
وبحسب أنباء متطابقة، فإن السلطات الانقلابية شنت حملة اعتقالات واسعة وسط قيادات عسكرية في القوات المسلحة، وقيادات سياسية، والتحفظ على الرئيس «المخلوع» عمر البشير، ووزير الدفاع الأسبق عبد الرحيم محمد حسين، ومساعد الرئيس ورئيس حزب المؤتمر الوطني المكلف أحمد محمد هارون، ومساعده الأسبق نافع علي نافع، ومساعد البشير عوض أحمد الجاز، وعدد آخر من رموز الحكم في المرحلة السابقة.
ودعا تجمع المهنيين السودانيين في نشرة على صفحته على «فيسبوك»، لمواصلة الاعتصام والاحتجاج أمام القيادة العام، للحيلولة دون أي التفاف أو تزوير لإرادة الشعب في تغيير حقيقي.
وشدد على أهمية تواصل الاعتصامات في العاصمة والولايات، ودعا الثوار في محيط القيادة العامة، إلى عدم مغادرة مكان الاعتصام.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن السلطات أطلقت سراح المعتقلين السياسيين في الخرطوم، الذين كانت تحتجزهم قوات أمن نظام البشير، ويقدر عددهم بالآلاف على مشاركتهم في الانتفاضة الشعبية التي انتظمت البلاد منذ 19 ديسمبر (كانون الأول) 2019، وشوهدت حشود كبيرة من ذوي المعتقلين تحيط بمباني جهاز الأمن في الخرطوم بحري المعروفة شعبيا بـ«موقف شندي».
وحافظت الاحتجاجات السلمية على «سلميتها» ولم تشهد البلاد أية عمليات تفلت أثناء الاحتجاجات والاعتصام، أو بعد إعلان سقوط النظام، بيد أن «قناصة» موالون للحكومة السابقة أطلقوا النار على المعتصمين في شارع الجيش، وأصابوا عدداً منهم من مبنى «اتحاد المصارف» القريب من القيادة العامة، وتصدت لهم قوة من الجيش وألقت القبض عليهم.
وكانت قوات من الجيش السوداني، تحركت صباح اليوم، لتنفيذ ما بدا أنه "انقلاب عسكري"، ضد الرئيس عمر البشير وأركان نظامه، إثر ضغط شعبي هائل.
وقطعت قنوات التلفزيون والإذاعة الرسمية بثها المعتاد، اليوم، وبدأت بث أغانٍ وطنية، وأعلنت عن "بيان مهم" من القوات المسلحة سيذاع بعد قليل.
ودخلت مجموعة من ضباط الجيش دخلت مبنى الإذاعة السودانية، وطلبت ضم الموجات الإذاعية كافة لبث "بيان هام بعد قليل". ونشر الجيش والأجهزة الأمنية قواتهما بكثافة في أنحاء الخرطوم، خصوصاً على الطرق والمحاور الرئيسية.
وتجمهر الآلاف أمام القيادة العامة للجيش، ملوحين بالأعلام ومطلقين هتافات منها: "يا سفاح الشعب ارتاح" و"سقطت سقطت يا كيزان" و"صايمين رمضان بدون كيزان". و"الكيزان" مصطلح يطلق على أفراد تيار الإسلام السياسي في السودان. وذُبحت خراف أمام مقر قيادة الجيش.