بومبيو: تزويد إيران الحوثيين صواريخ يهدد الخليج والسعودية

حذر من وصول البرنامج الباليستي إلى لبنان... وأكد وجود علاقات وثيقة بين طهران و«القاعدة»

بومبيو
بومبيو
TT

بومبيو: تزويد إيران الحوثيين صواريخ يهدد الخليج والسعودية

بومبيو
بومبيو

شدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، على أن البيت الأبيض سيواصل الضغط حتى تغيير سلوك طهران، واتهم إيران بتوجيه تهديدات مباشرة للخليج والولايات المتحدة نتيجة تزويدها الحوثيين بصواريخ باليستية، محذراً من خطر تكرار السيناريو اليمني بوصول الصواريخ الباليستية إلى لبنان.
وأشار إلى علاقات تربط طهران بتنظيم القاعدة، إلا أنه رفض الردّ على سؤال عما إذا كانت إدارة الرئيس دونالد ترمب لديه السلطة القانونية لغزو إيران.
وأكد بومبيو في شهادة أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، أمس، أن الرئيس دونالد ترمب عازم على زيادة الضغط على إيران، محذراً من مخاطر برنامج إيران لتطوير الصواريخ الباليستية في عدة نقاط من الشرق الأوسط، وقال إن «إيران قد تلجأ إلى وضع أنظمة صواريخها داخل لبنان وخطر التصعيد بين حزب الله وإسرائيل حقيقي».
وأشار بومبيو إلى دور طهران في تزويد الحوثيين بالصواريخ الباليستية، وقال: «التكنولوجيا التي زودت بها إيران الحوثيين تشكل خطراً على دول الخليج وأميركا»، مؤكداً أن «خطر الحوثيين في اليمن ليس فقط على السفن بل من خلال الصواريخ التي تستهدف الدول المجاورة، والطائرات من دون طيار»، ونوه بأن «إيران لا تكتفي بتزويد الحوثيين بالتجهيزات، وإنما تدرّبهم على استخدام الأسلحة».
وقال بومبيو إنه ليست لديه «أي تصريحات» بشأن إعفاءات. وقال: «أستطيع أن أطمئن بقية العالم بأن الرئيس ترمب سيواصل الضغط على طهران حتى يتغير سلوكها»، وامتنع في الوقت نفسه عن التعقيب على إمكانية تقديم إعفاءات للدول التي تستورد النفط الإيراني، وفق ما نقلته وكالة «رويترز».
وتطرق بومبيو إلى علاقات طهران وتنظيم القاعدة وتجنب الكشف عما إذا كان «التخويل باستخدام القوة» الذي منحه الكونغرس الأميركي للحكومة بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 يسمح لواشنطن بضرب إيران، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وقال للسيناتور الجمهوري راند بول الذي ينتقد التدخلات الأميركية في الخارج: «أفضّل أن أترك ذلك للمحامين». وأضاف: «التساؤل المتعلق بعلاقة إيران بتنظيم (القاعدة) حقيقي جداً. فقد استضافت (إيران) (القاعدة) وسمحت له بالمرور عبر أراضيها». وتابع: «لا شك في أن هناك علاقة بين إيران وتنظيم (القاعدة). نقطة على السطر». ويُعتقد أن حمزة بن لادن، نجل مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، يقيم في إيران منذ فترة طويلة.
إلا أن بومبيو نفى تلميحات بول بأن تصنيف ترمب لـ«الحرس الثوري» يهدف إلى إيجاد سبب قانوني للحرب. وقال «لم يكن ذلك جزءاً من عملية صنع القرار. لقد كان ذلك التصنيف اعترافاً بسيطاً بالواقع»، مستنداً إلى أرقام أميركية تشير إلى أن إيران كانت وراء مقتل أكثر من 600 جندي أميركي في العراق، عقب غزو ذلك البلد في 2003 عندما دعمت طهران ميليشيات عراقية.
وكثّف ترمب الضغوط على إيران بعد انسحابه العام الماضي من الاتفاق النووي الذي تم التفاوض عليه إبان إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وفرض مجموعة جديدة من العقوبات على طهران في إطار مساعي واشنطن وقف توسع النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط.
وأعرب بول عن قلقه من أن بومبيو لم يستبعد شن حرب على إيران بموجب «تخويل 2001»، الذي استخدم لدعم الحرب في أفغانستان وشن هجمات على «القاعدة» في دول كثيرة من بينها اليمن والفلبين.
وقال بول: «في أي عالم عاقل، عليك أن تعود لنا قبل أن تذهب إلى إيران. الدستور الأميركي يعطي سلطة إعلان الحرب للكونغرس».


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

روما: إيران تفرج عن الصحافية الإيطالية تشتشيليا سالا

الصحافية الإيطالية تشتشيليا سالا خلال مشاركتها بمهرجان أدبي في بُردِنُونة شمال شرقي إيطاليا منتصف سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)
الصحافية الإيطالية تشتشيليا سالا خلال مشاركتها بمهرجان أدبي في بُردِنُونة شمال شرقي إيطاليا منتصف سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)
TT

روما: إيران تفرج عن الصحافية الإيطالية تشتشيليا سالا

الصحافية الإيطالية تشتشيليا سالا خلال مشاركتها بمهرجان أدبي في بُردِنُونة شمال شرقي إيطاليا منتصف سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)
الصحافية الإيطالية تشتشيليا سالا خلال مشاركتها بمهرجان أدبي في بُردِنُونة شمال شرقي إيطاليا منتصف سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

قال مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم الأربعاء، إن إيران أفرجت عن الصحافية الإيطالية تشتشيليا سالا، مؤكدة مغادرتها إيران وهي في طريق العودة إلى إيطاليا.

واعتقلت السلطات الإيرانية سالا (29 عاماً)، التي كانت تحمل تأشيرة صحافة عادية، في طهران يوم 19 ديسمبر (كانون الأول) بتهمة «انتهاك قوانين الجمهورية الإسلامية».

وجاء احتجاز سالا بعد ثلاثة أيام من اعتقال رجل الأعمال الإيراني محمد عابديني في ميلانو، بموجب مذكرة أميركية تتهمه بتوريد قطع غيار طائرات مسيرة تقول الولايات المتحدة إنها استخدمت في هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد القوات المسلحة الأميركية في الأردن عام 2024.

وتنفي طهران أي دور لها في الهجوم، ورفضت الاتهامات بأنها احتجزت سالا للضغط على إيطاليا لإطلاق سراح عابديني.

وذكر مكتب ميلوني، في بيان، أن الإفراج عن سالا، التي كانت محتجزة في حبس انفرادي بسجن إيفين «سيئ السمعة» في العاصمة طهران، تحقق «بفضل العمل المكثف عبر القنوات الدبلوماسية والاستخباراتية». ولم يذكر أي شيء عن قضية عابديني.

وقالت ميلوني على منصة «إكس»: «أود أن أعبر عن امتناني لكل من ساعد في جعل عودة تشتشيليا ممكنة». ومن المتوقع أن تستقبل رئيسة الوزراء، سالا، شخصياً عندما تصل إلى روما في وقت لاحق اليوم الأربعاء.

ولا يزال عابديني في سجن بميلانو، اليوم الأربعاء، ومن المقرر أن تتخذ محكمة الأسبوع المقبل قراراً في طلب الإفراج عنه ووضعه قيد الإقامة الجبرية قبل الإجراءات النهائية لتسليمه إلى الولايات المتحدة.

وقالت المدعية العامة في ميلانو فرانشيسكا ناني للصحافيين: «في الوقت الحالي، لا يزال موقف عابديني دون تغيير».

والأحد، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن اعتقال عابديني يمكن أن يعد بمثابة احتجاز رهينة.

ولم يتضح على الفور ما إذا أطلقت إيران سراح الصحافية بموجب صفقة تبادل. ولم تعلق إيران على إطلاق سراح سالا.

انتصار دبلوماسي

تعمل سالا لصالح صحيفة «إل فوليو» وشركة «كورا ميديا» التي تنتج برامج إذاعية صوتية رقمية (بودكاست). وقال والدها ريناتو سالا إن المشاعر غمرته عندما علم بأنها عائدة إلى المنزل.

وقال: «بكيت ثلاث مرات فقط في حياتي»، مضيفاً: «خلال هذه الفترة، كان لدي انطباع بأن هناك مباراة شطرنج تُلعب، وأن هناك أكثر من لاعبين اثنين فقط».

ويمثل الإفراج السريع عن سالا انتصاراً دبلوماسياً لميلوني التي كانت تخشى استمرار القضية لفترة طويلة.

وتوجهت ميلوني إلى ولاية فلوريدا الأميركية في مطلع الأسبوع في زيارة لم يُعلن عنها مسبقاً للقاء الرئيس المنتخب دونالد ترمب. ولم يتم الكشف عن تفاصيل محادثاتهما، لكن ماتيو سالفيني، نائب ميلوني، قال إنهما ناقشا وضع سالا.

وألقت قوات الأمن الإيرانية في السنوات القليلة الماضية القبض على عشرات الأجانب ومزدوجي الجنسية، ووجهت لمعظمهم اتهامات تتعلق بالتجسس والأمن.

واتهمت جماعات حقوق الإنسان إيران بمحاولة انتزاع تنازلات من دول أخرى عن طريق هذه الاعتقالات، وهو ما تنفيه إيران.