العاهل الأردني والرئيس الإيطالي يشددان على حل الدولتين

دعوَا إلى إنهاء الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي

الملك عبد الله الثاني والرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا يستعرضان حرس الشرف الملكي في الأردن أمس (إ.ب.أ)
الملك عبد الله الثاني والرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا يستعرضان حرس الشرف الملكي في الأردن أمس (إ.ب.أ)
TT

العاهل الأردني والرئيس الإيطالي يشددان على حل الدولتين

الملك عبد الله الثاني والرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا يستعرضان حرس الشرف الملكي في الأردن أمس (إ.ب.أ)
الملك عبد الله الثاني والرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا يستعرضان حرس الشرف الملكي في الأردن أمس (إ.ب.أ)

دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، أمس (الأربعاء)، إلى تكثيف الجهود الدولية من أجل إنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي عبر حل الدولتين، حسب ما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي.
وقال البيان: إن الملك عبد الله والرئيس ماتاريلا أجريا مباحثات في قصر الحسينية في عمان تناولت «آخر المستجدات التي تشهدها المنطقة، وضرورة مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين حيال مختلف القضايا، بما يسهم في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم»، بحسب البيان الذي بثته (رويترز).
وأكد الملك عبد الله على «ضرورة تكثيف الجهود لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية»، مشيراً إلى «أهمية دور الاتحاد الأوروبي بهذا الخصوص».
كما أكد على «أهمية الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس». وقال: إن «الأردن مستمر بتأدية دوره في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، انطلاقاً من الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات». وتابع: «نحن نتشارك في رأي ثابت حول القدس والأمل بأن تكون مدينة سلام توحد الجميع، وهذا موقف مهم في مواجهة التحديات في مستقبل المنطقة».
من جهته، قال الرئيس الإيطالي: إن «الأردن والاتحاد الأوروبي يتشاركان بموقف واحد تجاه عملية السلام وحل الدولتين»، مؤكداً دعم بلاده «للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس». ومن جانب آخر، أشاد الرئيس الإيطالي بما تقوم به المملكة تجاه اللاجئين، وقال: «كانت لي الفرصة يوم أمس (أول من أمس الثلاثاء) لزيارة مخيم الزعتري للاجئين السوريين، وهو في الحقيقة مدينة وليس مخيماً».
ويقع مخيم الزعتري على الحدود الأردنية – السورية، ويستقبل نحو 80 ألف لاجئ سوري، ويعد أكبر مخيمات اللاجئين السوريين.
وأضاف: «أعتقد أن الأردن في حاجة إلى أن يقف المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي إلى جانبه إذا ما نظرنا إلى الجهود الإنسانية الكبيرة التي يقوم بها»، مشيراً إلى أن بلاده وافقت قبل أيام على ثمانية قروض ميسّرة بقيمة 85 مليون يورو لدعم الأردن، خصوصاً في قطاع التعليم. وقال: «أعتقد أن هذا مهم لنعبّر عن وقوفنا مع الأردن، وهو ما يجب على كل الدول أن تقوم به». ويستضيف الأردن نحو 670 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، في حين تقدر عمّان عدد الذين لجأوا إلى المملكة منذ اندلاع النزاع في سوريا بنحو 1.3 مليون سوري.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.