أفغانستان: عشرات القتلى في مواجهات بين القوات الحكومية و«طالبان»

جنود أفغان يعرضون مجموعة من المتشددين المشتبه بهم والمتهمين بالتخطيط لهجمات ضد القوات الحكومية في جلال أباد بشرق أفغانستان أمس... وثلاثة من المعتقلين ينتمون إلى «طالبان» وخمسة إلى فرع «داعش» المحلي (إ.ب.أ)
جنود أفغان يعرضون مجموعة من المتشددين المشتبه بهم والمتهمين بالتخطيط لهجمات ضد القوات الحكومية في جلال أباد بشرق أفغانستان أمس... وثلاثة من المعتقلين ينتمون إلى «طالبان» وخمسة إلى فرع «داعش» المحلي (إ.ب.أ)
TT

أفغانستان: عشرات القتلى في مواجهات بين القوات الحكومية و«طالبان»

جنود أفغان يعرضون مجموعة من المتشددين المشتبه بهم والمتهمين بالتخطيط لهجمات ضد القوات الحكومية في جلال أباد بشرق أفغانستان أمس... وثلاثة من المعتقلين ينتمون إلى «طالبان» وخمسة إلى فرع «داعش» المحلي (إ.ب.أ)
جنود أفغان يعرضون مجموعة من المتشددين المشتبه بهم والمتهمين بالتخطيط لهجمات ضد القوات الحكومية في جلال أباد بشرق أفغانستان أمس... وثلاثة من المعتقلين ينتمون إلى «طالبان» وخمسة إلى فرع «داعش» المحلي (إ.ب.أ)

شهدت أفغانستان مزيداً من التصعيد في المواجهات بين القوات الحكومية وبين مقاتلي حركة «طالبان»، وسط تقارير عن عشرات الضحايا من الطرفين.
ونقلت وكالة «باجهواك» المحلية، أمس، عن مصادر أمنية وعسكرية أفغانية قولها إن 15 من عناصر «طالبان» قُتلوا في مواجهات مع القوات الحكومية في ولايتي غزني وبادغيس، قرب كابل، فيما اعترفت مصادر حكومية باجتياح «طالبان» عدداً من نقاط التفتيش والمراكز الأمنية الحكومية بعد مقتل 20 جندياً حكومياً. وقالت مصادر أمنية أفغانية إن 8 جنود آخرين أصيبوا في هجوم لـ«طالبان» بمديرية شورابك بجنوب البلاد، حسب قول محمد يوسف يوسفي عضو المجلس الإقليمي لولاية قندهار. وكان متحدث باسم «طالبان» في جنوب أفغانستان قد أعلن مسؤولية الحركة عن هجوم على مركز أمني حكومي في قندهار والاستيلاء على كميات ضخمة من الأسلحة والذخيرة.
كانت قوات «طالبان» قد قتلت خمسة من القوات الحكومية الأفغانية في ولاية ساريبول الشمالية، حسبما اعترف ذبيح الله أماني المتحدث باسم حاكم الولاية، مضيفاً أن سبعة جنود آخرين أُصيبوا في الاشتباكات في منطقة سنغ تشرك، فيما قُتل أربعة من «طالبان».
في غضون ذلك، نقلت وكالة الأنباء الأفغانية الرسمية «باختر» عن مسؤولين أمنيين في ولاية غزني قرب كابل، أن مسؤول استخبارات «طالبان» في هذه الولاية قُتل نتيجة غارة جوية شنتها قوات حلف الأطلسي في غزني. لكن بياناً لـ«طالبان» قال إن الغارة الجوية أدت إلى مقتل ملا موسى خان وهو إمام مسجد في قرية عالم خيل في مديرية شولغر بولاية غزني.
وبالتزامن مع المواجهات، أعلن المتحدث باسم «طالبان» في جنوب أفغانستان، قاري يوسف أحمدي، أن مقاتلي الحركة أسقطوا قاذفة أميركية من نوع «بي 52» الاستراتيجية الضخمة، صباح أمس (الأربعاء)، في مديرية واشير بولاية هلمند جنوب أفغانستان. وأكد أحمدي، في بيان، أن الطائرة الأميركية سقطت واحترقت وقُتل كامل طاقمها. ولم تؤكد أي معلومات أخرى صحة زعم «طالبان». غير أن بياناً لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان أشار إلى أن طائرة مسيّرة من دون طيار سقطت وتحطمت في ولاية هلمند نتيجة خلل فني، حسبما نقلت وكالة «باجهواك» الأفغانية عن قوات الأطلسي في كابل. أما وكالة «خاما برس» فنسبت بدورها إلى حلف الأطلسي أن فريقاً من الخبراء يحاول العثور على الطائرة واستعادتها.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية إحباط محاولة تفجير ضخمة في مدينة قندهار (جنوب) بعد إبطال مفعول قنبلة تُلقى عادةً من الطائرات وتزن 500 كيلوغرام. وقال بيان «الداخلية» إنه تم العثور على القنبلة وإبطال مفعولها في منطقة تختا بول، وإن القوات المعارضة للحكومة كانت تهدف إلى تفجير القنبلة في إطار عملياتها ضد قوات الأمن الأفغانية.
وأصدرت مهمة الدعم الحازم التابعة لحلف الأطلسي (ناتو) بياناً محدّثاً ذكرت فيه أن متعاقداً عسكرياً تواترت تقارير عن مقتله خلال هجوم في أفغانستان نجا من الانفجار. وقال البيان الذي أوردته وكالة الأنباء الألمانية، إن المتعاقد، وهو مواطن أفغاني، أُصيب في الهجوم وخضع للعلاج مع المدنيين المصابين الآخرين.
وكان بيان عن الهجوم قد صدر، الاثنين، قد أورد بشكل غير صحيح أن المتعاقد قُتل جنباً إلى جنب مع ثلاثة جنود أميركيين آخرين. واستُخدمت عبوة ناسفة بدائية الصنع لتنفيذ الهجوم على قافلة من قاعدة باغرام الجوية التي تديرها الولايات المتحدة شمال العاصمة الأفغانية كابل. وأصيب في الهجوم أيضاً ثلاثة جنود أميركيين آخرين.
وأوضح نائب وزير الدفاع المسؤول عن البحرية الأميركية ريتشارد سبنسر، أول من أمس (الثلاثاء)، في الكونغرس أن العسكريين الثلاثة الذين قُتلوا ينتمون إلى مشاة البحرية (المارينز)، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأشاد وزير الدفاع في الوكالة باتريك شاناهان في تغريدة، بضحايا هذا الهجوم.
وبهذا الهجوم الذي أعلنت «طالبان» مسؤوليتها عنه، يرتفع إلى سبعة عدد الجنود الأميركيين الذين قُتلوا منذ بداية العام في هذا البلد في مقابل 12 خلال عام 2018. وقُتل نحو 2300 جندي أميركي وأُصيب أكثر من 20 ألفاً في أفغانستان منذ نهاية 2001 عندما أطاح تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة نظام حركة «طالبان». إلا أن عدد القتلى في صفوف الأميركيين تراجع كثيراً بعد 2014 عندما أنهى الحلف الأطلسي مهمته القتالية واستبدل بها مهمة استشارية وتدريبية للقوات الأفغانية.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».