الكنزة الصوفية... بين الكلاسيكية والحداثة

هناك قطع مرتبطة بالأجداد بحيث تكون لها إيحاءات من زمن غابر، ومع ذلك تبقى مهمة في خزانة الرجل، قلما يستغني عنها. السبب أنها، مثل أي شيء يفرض نفسه على الساحة، تُقدم له خدمة يحتاجها. من هذه القطع، لا بد أن نذكر الكنزة الصوفية، التي تتصدر المشهد في كل موسم شتاء، متسللة من باب الدفء والعملية. لحسن الحظ أن الكنزات المقترحة لهذا الموسم والمواسم المقبلة لا تمت للماضي بصلة باستثناء خامتها الصوفية ووظيفتها. فقد اكتسبت أخيراً صبغة شبابية من شأنها أن تغير بدلة رسمية بحيث تُضفي عليها إطلالة ديناميكية في ثانية، وذلك بتنسيقها بشكل أنيق مع سترة «بلايزر»، أو الاستغناء عن هذه الأخيرة تماماً والاستعاضة عنها بكنزة مفتوحة. ما يُحسب للمصممين الشباب الذين اقترحوها في عروضهم الأخيرة أنهم صبوا فيها كثيراً من الحداثة فيما يتعلق بالألوان والنقشات وتقنيات الغزل، بشكل أضفى عليها مرونة وحيوية وخفة، مع كثير من التنوع، بحيث تباينت تصاميمها هذا الموسم بين عالية الياقة أو الياقة على شكل حرف V والمفتوحة بأزرار أو سحابات لمظهر «سبور».
ما تجدر الإشارة إليه أن كل تصميم له تأثيره ودوره. في أماكن العمل، وعلى الرغم من أن أغلبها تحرر من القيود الرسمية باستثناء البنوك وبعض الشركات المالية القليلة، فإن المتعارف عليه أن هذا التحرر لا يجب أن يأتي على حساب الأناقة، لهذا يمكن تحقيق المعادلة بالاستعاضة عن الجاكيت المفصل بكنزة مفتوحة من الكشمير مفصلة على شكل سترة، مع الحفاظ على باقي الإطلالة رسمية. إذا كانت ستستعمل مع السترة، فمهم اختيار لونها بدرجة تتناغم مع البنطلون وأن تكون محددة على الصدر. إذا كانت بياقة V فإنه بالإمكان التعامل معها كصديري، أي بارتدائها فوق قميص مع ربطة عنق رفيعة، سواءً كانت بأكمام أو من دون.
خارج أماكن العمل، يمكن اعتماد كنزة سميكة بياقة عالية، يُفضل أن تكون بدرجة أقل من لون البنطلون لإطلالة بسيطة وأنيقة في الوقت ذاته. في هذه الحالة يمكن ارتداؤها لوحدها أو مع معطف بخطوط هادئة. فهي هنا تُغني عن الطبقات المتعددة عندما يكون الطقس بارداً.
أما إذا كنت شاباً في مقتبل العمر، وتعشق اللعب بالموضة أو فقط تريد أن تُظهر الجانب الشقي من شخصيتك، فإنك محظوظ هذا الموسم، لأن كثيراً من بيوت الأزياء الكبيرة من «ديور» و«غوتشي» إلى «فالنتينو» وغيرها قدمت تصاميم بألوان فاتحة، مثل الوردي والأزرق السماوي. درجات لم يكن الرجل ليتجرأ عليها في الماضي، مع رسمات ونقشات مثيرة تجسد حيوانات أو رسائل طريفة، لكن في حال تم تنسيقها بشكل ذكي، فقد تضخ بالإطلالة الحيوية. لكن ما لا يختلف عليه اثنان أنها لا تناسب أماكن العمل، لكنها تناسب شاباً يريد أن يجرب الموضة وأن يكون مواكباً لها.