«كنداكة»... أيقونة مظاهرات السودان التي أشعلت مواقع التواصل

الناشطة السودانية تعتلي سطح إحدى السيارات لتردد هتافات تطالب بتغيير نظام عمر البشير (سي إن إن)
الناشطة السودانية تعتلي سطح إحدى السيارات لتردد هتافات تطالب بتغيير نظام عمر البشير (سي إن إن)
TT

«كنداكة»... أيقونة مظاهرات السودان التي أشعلت مواقع التواصل

الناشطة السودانية تعتلي سطح إحدى السيارات لتردد هتافات تطالب بتغيير نظام عمر البشير (سي إن إن)
الناشطة السودانية تعتلي سطح إحدى السيارات لتردد هتافات تطالب بتغيير نظام عمر البشير (سي إن إن)

اجتاحت صور وفيديوهات لامرأة سودانية مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين، تبرزها وكأنها تقود الاحتجاجات في ساحات الخرطوم، لتصبح أيقونة المظاهرات.
وتمت مشاركة مقطع فيديو لتلك السيدة وهي تردد هتافات مطالبة بالحرية في الاحتجاجات المناهضة لحكومة الرئيس عمر البشير في العاصمة السودانية، مئات الآلاف من المرات على موقع «تويتر».
وقد أطلق عليها اسم «كنداكة»، وهو لقب الملكات النوبيات في السودان قديماً، كما أنها رددت جملة «حبوبتي كنداكة» مرات عدة ضمن هتافها؛ في إشارة إلى السيدات المشاركات في الاحتجاجات.
ولفتت السيدة الأنظار بارتدائها الزي السوداني التقليدي، وانتشرت صورتها وهي ترفع يدها منادية بالحرية بكثافة على مواقع التواصل ووسائل إعلامية عدة.
وقالت لانا هارون، التي التقطت الصورة الشهيرة للناشطة لـشبكة «سي إن إن»: «عندما رأيت المرأة ركضت نحوها، والتقطت ثلاث أو أربع صور لها».
وأضافت: «كانت تحاول إعطاء الجميع الأمل والطاقة الإيجابية وتمكنت من فعل ذلك. كانت تمثل جميع النساء والفتيات السودانيات وألهمت كل امرأة وفتاة في الاعتصام. كانت تروي قصة النساء السودانيات... هي مثالية».
وقام متظاهر آخر يدعى أحمد عوض بتصوير فيديو لهذه السيدة السودانية وهي تردد هتافات داعية لإسقاط نظام الرئيس عمر البشير.
وأوضح عوض، الذي قال إن المرأة كانت صديقة له في الجامعة، لشبكة «سي إن إن»: «لقد كانت تشجع الجمهور على إسقاط النظام. كانت تدعو إلى الثورة».
وتعليقاً على زي السيدة، غردت هند مكي قائلة: «ترتدي الناشطة ثوباً أبيض وأقراطاً ذهبية اللون، ويمثل هذا الزي النساء العاملات، سواء في المدن أو في القطاع الزراعي بالمناطق الريفية».
وأشارت مكي إلى أن أقراط تلك المرأة على شكل قمر ذهبي، وتمثل مجوهرات الزفاف التقليدية في السودان، وأن الزي بأكمله يشبه «الملابس التي كانت ترتديها أمهاتنا وجداتنا في الستينات والسبعينات والثمانينات أثناء المظاهرات ضد الأنظمة العسكرية السابقة».
وتصاعدت الضغوط على الرئيس السوداني عمر البشير بعد دعوة الشرطة و3 دول غربية إلى انتقال سياسي، على خلفية مظاهرات ضخمة لليوم الرابع على التوالي أمام مقر الجيش في الخرطوم.
ويُواجه الرئيس السوداني أبرز تحدّ خلال 30 عاماً لسلطته، في أعقاب اندلاع حراك احتجاجي في شهر ديسمبر (كانون الأول).



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.