انعقد في الرياض أمس (الثلاثاء) مؤتمرا دوليا لمناقشة «دور التعليم في الوقاية من الإرهاب والتطرف»، ويهدف لاستعراض تجارب الدول في الوقاية من التطرف والإرهاب بواسطة التعليم، ونشر التوعية التعليمية من خطر الجماعات الإرهابية والمتطرفة، كما يهدف إلى زيادة ثقافة التعايش من خلال تحسين الآليات التعليمية، بتنظيم منظمة «التعاون الإسلامي» ممثلة في مركز صوت الحكمة وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
ويبحث المؤتمر الذي يعقد على مدى يومين، النظر في التجارب الدولية الناجحة التي وجهت وسائل التعليم إلى مواجهة خطر الفكر المتطرف، كما يسعى إلى إيجاد برنامج أكاديمي متخصص لمواجهة التطرف.
وأكد الدكتور يوسف العثيمين الأمين العام لمنظمة «التعاون الإسلامي»، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر، دعم بلاده المتواصل للمنظمة باعتبار السعودية دولة المقر، مشيراً إلى أن المؤتمر يأتي في ظل تحولات دولية كبرى، وفي ظل تراجع ملحوظ لنشاط الجماعات المتطرفة بعد الانتصار العسكري للتحالف الدولي على «داعش»، كما يعقد في ظل تحول عالمي كبير تجاه ظاهرة الإسلاموفوبيا بعد أحداث نيوزيلندا التي أيقظت الضمير العالمي، وهزت ركود الاستجابة الدولية لمخاطر هذه الظاهرة المهلكة للسلم وللقيم الحضارية كافة.
وأضاف أن منظمة التعاون الإسلامي في مقدمة المنظمات التي تسعى إلى إشاعة خطاب الاعتدال وترسيخ قيم التسامح التي جاء بها الدين الإسلامي، والتصدي لخطاب الكراهية والعنف والإرهاب.
ونوه الأمين العام بأن المنظمة كانت سباقة في التفطن لمخاطر خطاب الإقصاء والتطرف على اختلاف أوجهه ومنطلقاته الدينية والآيديولوجية، مضيفاً تأسيس المنظمة في 2007 مرصداً خاصاً لرصد ظاهرة الإسلاموفوبيا في الأمانة العامة.
ولفت الأمين العام إلى أن المنظمة طوّرت من سياساتها في التصدي لظاهرتي «الإسلاموفوبيا» والإرهاب وفق استجابة مرنة وحازمة لمقتضيات المرحلة والقوالب التي كانت تبرز فيها هاتان الظاهرتان وتتزايدان، مضيفا أنه مع بروز وسائل التواصل الاجتماعي وتزايد أثرها على الحياة العامة واستثمار الجماعات المتطرفة لها لنشر آيديولوجياتها، «بادرت المنظمة بتأسيس مركز صوت الحكمة في أكتوبر (تشرين الأول) 2016 الذي يدشن اليوم باكورة نشاطاته الدولية، ويجسد رسالة منظمة التعاون الإسلامي بأن مواجهة الفكر المتطرف على نحو فعال ينبغي أن تتم على مستوى مناقشة الأفكار، وأن الحرب على الفكر الضال لا تكون إلا بدعم ومناصرة الفكر البناء والإيجابي، وأن مواجهة نزعات التفرقة والإقصاء لا تتم إلا بإرساء وترسيخ مبادئ التعايش والتسامح».
وتابع أن السبيل الأمثل لمحاربة الإرهاب والتطرف والإسلاموفوبيا معا هو التعليم، مشيراً لوضع المؤتمر لنماذج دولية ناجحة استطاعت أن تضع نموذجاً راقياً وحضارياً في التصدي لجميع ظواهر العنف والتطرف من خلال توظيف القوة الناعمة للمدرسة والتعليم بشكل عام.
وأكد أنه من الأهمية الإشارة إلى «استراتيجية تطوير التربية في العالم الإسلامي»، التي اعتمدتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الإيسيسكو، في مؤتمرها الأول لوزراء التربية الذي عقد في تونس في 2016، حيث تسعى الاستراتيجية في صيغتها المعدّلة إلى الإسهام في تطوير منظومات التربية والتعليم في دول العالم الإسلامي، وتؤكد مضامينها ضرورة تعزيز دور المؤسسات التعليمية بما يمكنها من تعميق وعي المتعلمين الشباب بأخطار العنف والتطرف والإرهاب عليهم وعلى مجتمعاتهم.
مؤتمر دولي في الرياض يعزز دور التعليم في الوقاية من التطرف
أمين منظمة «التعاون الإسلامي»: مواجهة الإقصاء لا تتم إلا بترسيخ التعايش والتسامح
مؤتمر دولي في الرياض يعزز دور التعليم في الوقاية من التطرف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة