المغرب: انطلاق إحصاء المرشحين للخدمة العسكرية

توقع تدريب 10 آلاف شاب

TT

المغرب: انطلاق إحصاء المرشحين للخدمة العسكرية

شرعت وزارة الداخلية المغربية أمس في إشعار الشباب المرشحين لأداء الخدمة العسكرية، إيذانا ببدء عملية الإحصاء المتعلقة بالتجنيد الإجباري.
وأعاد المغرب العمل بالتجنيد الإجباري بعد 11 عاما من إلغائه، وسيبدأ في تدريب وتكوين أول فوج من الشباب المستهدف بالخدمة العسكرية، ابتداء من سبتمبر (أيلول) المقبل، ومن المتوقع أن يجري تكوين 10 آلاف شاب سنويا.
ويسعى المغرب من خلال إعادة العمل بإلزامية الخدمة العسكرية إلى «تدريب قاعدة من القوات الاحتياطية من أجل اللجوء إليها عند الضرورة للمساهمة في الدفاع عن الوطن، والتصدي لكل المخاطر الأمنية، ومواجهة الكوارث الطبيعية أو غيرها».
وأوضحت وزارة الداخلية في بيان أنه في إطار الإعداد لعملية الإحصاء المتعلق بالخدمة العسكرية، برسم سنة 2019 المقرر إجراؤها ابتداء من أمس إلى غاية الجمعة 7 يونيو (حزيران) المقبل، ينهي وزير الداخلية إلى علم الشباب، البالغ من العمر ما بين 19 و25 سنة، أن قوائم الأشخاص المدعوين لملء استمارة الإحصاء تم حصرها من طرف اللجنة المركزية المختصة، خلال الاجتماع الذي عقدته لهذه الغاية، يوم الثلاثاء الماضي برئاسة نائب الرئيس الأول لمحكمة النقض، ورئيس غرفة بالمحكمة المذكورة.
وأشار البيان إلى أن القوائم السالفة الذكر، التي تم حصرها من طرف اللجنة المركزية، تأتي طبقا لأحكام القانون رقم 44.18 المتعلق بالخدمة العسكرية والنصوص التنظيمية المتخذة لتطبيقه، وأخذا بعين الاعتبار لمبدأ المساواة بين المواطنين، وضمان التوازن فيما بين الجهات، أحيلت إلى مصالح العمالات (المحافظات) والأقاليم وعمالات المقاطعات لطبع الإشعارات الموجهة للأشخاص المعنيين، قصد دعوتهم لملء استمارة الإحصاء الخاصة بهم.
وأضاف المصدر ذاته أنه تبعا لذلك، فإن وزير الداخلية يهيب بالشبان، الذين سيتوصلون من السلطات الإدارية المحلية بالإشعارات الخاصة بهم إلى أن يبادروا إلى ملء استمارة الإحصاء فور توصلهم أو توصل أفراد أسرهم بهذه الإشعارات.
في السياق ذاته، يخبر وزير الداخلية كافة الشبان المستوفين لشرط السن المذكور أنه يمكنهم أن يتأكدوا عبر نفس الموقع الإلكتروني، من إدراج أو عدم إدراج أسمائهم ضمن قوائم الأشخاص المدعوين لأداء الخدمة المذكورة برسم السنة الجارية. كما يخبر الشبان، الذين لم يتم استدعاؤهم لأداء هذه الخدمة برسم السنة الجارية، والراغبين في أدائها، وكذلك الشابات الراغبات في أدائها، أنه بإمكانهم ملء استمارة الإحصاء عبر نفس الموقع الإلكتروني. كما يمكن للشباب من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج المسجلين بالسجلات القنصلية، والراغبين في أداء الخدمة المذكورة، أن يقوموا بملء استمارة الإحصاء عبر نفس الموقع الإلكتروني.
وذكر وزير الداخلية أنه يمكن للشباب الحصول على المعلومات المتعلقة بالخدمة العسكرية، إما لدى السلطات الإدارية المحلية القريبة من محل سكناهم، وإما لدى مصلحة الإرشاد المحدثة بالعمالات والأقاليم وعمالات المقاطعات، أو عبر الموقع الإلكتروني www.tajnid.ma.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.