الأمم المتحدة تتطلع إلى العمل مع لبنان لتأمين عودة النازحين السوريين

سوريون يعودون من لبنان إلى بلادهم أمس (إ.ب.أ)
سوريون يعودون من لبنان إلى بلادهم أمس (إ.ب.أ)
TT

الأمم المتحدة تتطلع إلى العمل مع لبنان لتأمين عودة النازحين السوريين

سوريون يعودون من لبنان إلى بلادهم أمس (إ.ب.أ)
سوريون يعودون من لبنان إلى بلادهم أمس (إ.ب.أ)

أكد الرئيس اللبناني ميشال عون لنائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، أن لبنان «يتطلع إلى التنسيق الكامل مع الأمم المتحدة لمواجهة التحديات الراهنة، ولا سيما في مسألة عودة النازحين السوريين من لبنان إلى بلادهم، وكذلك في مجال دعم الخطة الاقتصادية والإصلاحات التي سيعتمدها في إطار عملية النهوض الاقتصادي التي تركّز على تفعيل قطاعات الإنتاج».
وأشار عون إلى «وجود مشاريع عدة يتم درسها حالياً للانطلاق في تنفيذها بعد إقرار الموازنة»، منوهاً بما تقدمه الأمم المتحدة من تعاون في هذا المجال. ولفت إلى أن ملف النازحين السوريين «يلقي بثقله على الواقعين الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، في وقت لا يبدي فيه المجتمع الدولي حماسة لتسهيل عودة النازحين الذين قدم لهم لبنان الاهتمام والرعاية يوم كانت الحرب مستقرة في سوريا، لكن الوضع الأمني اختلف اليوم، ولا بد من عودة النازحين إلى ديارهم».
بدورها، أكدت أمينة محمد دعم الأمم المتحدة لكل الخطوات التي يتخذها لبنان من أجل تعزيز الاستقرار فيه وتحقيق الإصلاحات التي يراها مناسبة. وأشارت إلى أن الأمم المتحدة تتطلع إلى العمل مع لبنان لتأمين عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، كما تدعم الاقتراح الذي قدمه الرئيس عون إلى القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي انعقدت في بيروت لإنشاء مصرف لإعادة الإعمار والتنمية في الدول العربية، ولا سيما تلك التي شهدت تطورات عسكرية في السنوات الأخيرة، لافتة إلى أن هذا الملف يمكن أن يوضع في عهدة منظمة «الاسكوا».
وكان سبق الاجتماع الموسع، لقاء بين عون والمنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كيوبيش، الذي أطلع رئيس الجمهورية على المحادثات التي أجراها في نيويورك، والمشاورات التي رافقت صدور تقرير الأمين العام للأمم المتحدة المتعلق بتنفيذ القرار 1701 الذي عرض أمام مجلس الأمن قبل أسبوعين.
وفي ملف النزوح السوري، اجتمعت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن مع وزير الإعلام جمال الجراح يرافقه رؤساء اتحاد بلديات السهل في البقاع، حيث جرى عرض للمشاكل ومعاناة البلديات بسبب أمور عدة، أهمها مواضيع البناء والصرف الصحي والنفايات، و«هذه المشاكل تفاقمت نتيجة وجود عدد كبير من النازحين السوريين في قرى بلديات السهل».
وأوضح الجراح أن «هناك عقبات مالية، ونحن بحثنا مع الوزيرة في كيفية التواصل مع المنظمات الدولية التي تساعد المجتمعات المضيفة؛ إذ إن معظم القرى التي حضر رؤساء بلدياتها هي مضيفة للنزوح السوري، وتنفق بلدياتها موازناتها على تداعيات النزوح. وسيتابع هذا الملف في جلسات لاحقة مع وزيرة الداخلية لإيجاد حلول».


مقالات ذات صلة

غالبية أممية ساحقة تطالب بوقف فوري للنار في غزة

المشرق العربي الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال التصويت على مشاريع قرارات بشأن القضية الفلسطينية (إ.ب.أ)

غالبية أممية ساحقة تطالب بوقف فوري للنار في غزة

أيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأكثرية ساحقة الوقف الفوري للنار في غزة مؤكدة على دعم وكالة «الأونروا» وسط اعتراضات أميركية وإسرائيلية.

علي بردى (واشنطن)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)
المشرق العربي صورة ملتقطة في 4 ديسمبر 2020 في جنيف بسويسرا تظهر غير بيدرسن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

مبعوث الأمم المتحدة يندد ﺑ«وحشية لا يمكن تصورها» في سجون نظام الأسد

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا إن الفظاعات التي شهدها سجن «صيدنايا» ومراكز الاحتجاز الأخرى في سوريا، تعكس «الوحشية التي لا يمكن تصورها» التي عاناها السوريون.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي رجل فلسطيني يحمل جثة طفل قُتل في غارات جوية إسرائيلية ليلية على مدينة غزة أثناء الاستعدادات للدفن في «مستشفى الأهلي العربي» المعروف أيضاً باسم «المستشفى المعمداني» (أ.ف.ب)

«حماس» «ترحّب» بالتصويت الأممي على وقف إطلاق النار في غزة

رحّبت حركة «حماس»، الخميس، بتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي قوات إسرائيلية تتحرك داخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان (إ.ب.أ)

خبراء: القصف الإسرائيلي ضد مواقع عسكرية سورية يتعارض مع القانون الدولي

أكّد خبراء أمميون، أمس (الأربعاء)، أنّ الغارات الجوية التي شنّتها إسرائيل ضدّ مواقع عسكرية سورية أخيراً تتعارض مع القانون الدولي.

«الشرق الأوسط» (جنيف- دمشق)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.