تونس ترفع أسعار قطاع النقل 8 %

TT

تونس ترفع أسعار قطاع النقل 8 %

وافقت وزارة النقل التونسية على زيادة أسعار النقل العمومي بنسبة 8 في المائة، بعد التراجع عن رفع المحروقات، استجابة لضغوطات سلطها قطاع النقل على الحكومة وتهديده بالدخول في سلسلة من الاحتجاجات وغلق الطرقات ضد القرار الحكومي بالترفيع في أسعار المحروقات بنسبة 4 في المائة بداية من 31 مارس (آذار) الماضي.
وتشمل هذه الزيادات المتفق بشأنها، أمس الاثنين، بين وزارة النقل التونسية واتحاد الصناعة والتجارة (مجمع رجال الأعمال)، سيارات التاكسي الفردي والتاكسي الجماعي والسيارات السياحية وسيارات النقل بين المدن والنقل بالمناطق الريفية.
وتم الاتفاق على إرجاء تطبيق هذه الزيادة إلى بداية السنة المقبلة، وبمقتضى هذا الاتفاق مع الطرف الحكومي قال معز السلامي، نائب رئيس «الجامعة الوطنية للنقل»، إنه تم العدول عن مطالبة الحكومة بالتراجع عن الزيادة الأخيرة في أسعار المحروقات بعد إقرار زيادة بنسبة 8 في المائة على مستوى تعريفة النقل الخاص.
وبشأن هذه الزيادة المتفق عليها حول تعريفة النقل الخاص، قال سعد بومخلة، الخبير الاقتصادي والمالي، إنها قد تتجاوز حدود قطاع النقل إلى عدد آخر من الأنشطة الاقتصادية التي ستتأثر تكاليف إنتاجها بدورها بالزيادة في أسعار المحروقات، مثل القطاع الفلاحي ومعظم الأنشطة الصناعية والحرفية وقطاع إنتاج الكهرباء والغاز ومياه الشرب وغيرها من الأنشطة، وهو ما سيجعل الحكومة في مرمى تلك المطالب المتتالية بالزيادة في الأسعار، وهذا ما ستكون تكلفته كبيرة على مستوى القدرة الشرائية لمعظم الفئات الاجتماعية.
وعدّ بومخلة أن اللجوء إلى التعديل الآلي لأسعار المحروقات كل 3 أشهر إجراء غير مبرر على الأقل حالياً في ظل استقرار أسعار النفط في الأسواق الدولية عند مستوى 70 دولاراً. في حين أن الحكومة اعتمدت سعراً مرجعياً ضمن ميزانية 2019 في حدود 75 دولاراً للبرميل، وهو ما لم يتحقق حالياً، متوقعاً أن تكون الاحتجاجات كثيرة وتمس معظم الأنشطة الاقتصادية، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار عند الاستهلاك ويضعف القدرة الشرائية للتونسيين.
وكانت وزارة الصناعة في تونس قد أعلنت في نهاية شهر مارس الماضي، زيادة جديدة في أسعار بعض المحروقات، في أعقاب 4 زيادات متتالية في عام 2018. وتتضمن موازنة تونس للسنة الحالية دعماً يبلغ 2.1 مليار دينار تونسي (نحو 700 مليون دولار) لقطاع المحروقات، بينما تقول الحكومة إن إجمالي العجز الطاقي بلغ ثلث العجز التجاري البالغ 19 مليار دينار تونسي خلال السنة الماضية.
يذكر أن إنتاج تونس من النفط تراجع خلال السنوات الماضية بشكل ملحوظ، حيث بات لا يزيد حالياً على 42 ألف برميل نفط يومياً، في حين أن الكميات المنتجة كانت في حدود 80 ألف برميل قبل عام 2011، ولا تغطي هذه الكميات المنتجة إلا نحو 48 في المائة من احتياجات البلاد من النفط، وهو ما يتطلب استيراد بقية الاحتياجات من أسواق النفط الدولية.
وفي المقابل، توقعت وزارة الصناعة التونسية أن يزيد إنتاج تونس المحلي من النفط خلال السنة الحالية بنسبة 13.6 في المائة ليبلغ الإنتاج السنوي نحو 16.2 مليون برميل، مقابل 14 مليون برميل خلال السنة الماضية.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.