توتر بين جنبلاط و«حزب الله» يشوش على زيارة وزير الصحة لراشيا

رئيس «التقدمي الاشتراكي» يشدد على حصر الإمرة الدفاعية بالجيش

الوزير جميل جبق خلال جولته أمس وإلى جانبه الوزير وائل أبو فاعور (الشرق الأوسط)
الوزير جميل جبق خلال جولته أمس وإلى جانبه الوزير وائل أبو فاعور (الشرق الأوسط)
TT

توتر بين جنبلاط و«حزب الله» يشوش على زيارة وزير الصحة لراشيا

الوزير جميل جبق خلال جولته أمس وإلى جانبه الوزير وائل أبو فاعور (الشرق الأوسط)
الوزير جميل جبق خلال جولته أمس وإلى جانبه الوزير وائل أبو فاعور (الشرق الأوسط)

تصاعد التوتر بين «حزب الله» ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط، على خلفية الانتقادات التي يوجهها جنبلاط للنظام السوري، وتعاطيه مع ملف النازحين السوريين.
وبعد حملة إعلامية شنتها وسائل إعلام لبنانية على صلة بالحزب، تحدثت عن قطيعة مع جنبلاط، وجه الأخير انتقاداً لسلاح «حزب الله»، من غير أن يسميه، وشدد على أن «تكون وحدة الإمرة الأمنية والدفاعية في مواجهة الأعداء للجيش اللبناني فقط».
وأدى التوتر بين الطرفين إلى التشويش على زيارة قام بها وزير الصحة جميل جبق (المحسوب على «حزب الله») لمنطقة راشيا، حيث قرر الحزب التقدمي مقاطعة الزيارة، قبل أن يعود ويقرر المشاركة، من خلال «عدم ترك الساحة»، كما قال مصدر قريب من جنبلاط لـ«الشرق الأوسط». وكشف المصدر أن الحزب ألغى افتتاح قسم لتمييل القلب، كان من المقرر أن يدشنه جبق. وأفاد المصدر بأن «حزب الله» نفذ انتشاراً أمنياً في محيط اللقاءات التي قام بها جبق، مشيراً إلى أن الحزب حشد حلفاءه في الساحة الدرزية لإنجاح الزيارة.
وكشف المصدر أن وزارة الصناعة سوف تصدر اليوم أو غداً بياناً يشرح سبب إقدام وزير الصناعة وائل أبو فاعور على إلغاء ترخيص لإنشاء شركة إسمنت في منطقة عين دارة. وقال المصدر إن قرار أبو فاعور «تقني، وليس سياسياً».
وشنت وسائل إعلام مقربة من الحزب هجوماً على جنبلاط أمس، وتحدثت عن قطيعة بينهما، وهو ما لم يثبت، على الأقل على مستوى الوزراء، لكنها لم تخفِ التوتر بين الطرفين، إذ جدد جنبلاط التعبير عن موقفه من سلاح الحزب، ودوره في «الاستراتيجية الدفاعية» التي كان قد وعد الرئيس ميشال عون في العام الماضي بمناقشتها.
وخلال جولة وزيري الصحة والصناعة في مستشفى راشيا الحكومي، رحب أبو فاعور بالوزير جبق، وأكد أن «الأقدار والنيات الطيبة شاءت أن تمتد إلى قرى راشيا والبقاع الغربي ووادي التيم أيادي الخير، فكانت يد وليد جنبلاط التي امتدت إلى هذه المنطقة، وإلى مستشفى راشيا الحكومي، بداية في إنشاء قسم غسيل الكلى الذي تبرع به جنبلاط والشيخ وجدي أبو حمزة»، مؤكداً أن التعاون هو لخير هذه المنطقة التي منذ أن نظر إليها وليد جنبلاط نظرة المحبة والإنماء والتطوير، أدى ذلك إلى أن تكون هذه المنطقة منطقة نموذجية، تطبق فيها أعلى معايير اللامركزية الإدارية.
من جهته، دعا وزير الصحة الدكتور جميل جبق السلطتين التنفيذية والتشريعية لتتكاملا معاً «من أجل دعم قطاع الاستشفاء في لبنان، والخطة الاستشفائية التي نعمل عليها، ورفع السقوف المالية كي نصل إلى صيغة لا تكون لدينا سقوف للمستشفيات الحكومية، معتبراً أن هذه المستشفيات يجب ألا تخضع لمحدودية السقوف المالية».
واللافت أن جبق زار حلفاء «حزب الله» في المنطقة، وبعضهم على خلافات مع «التقدمي الاشتراكي»، حيث زار دارة النائب السابق فيصل الداود، قبل أن يكمل جولته الصحية في حاصبيا، كما زار النائب طلال أرسلان في حاصبيا.



اليمن يطالب بحزم أممي لوقف تهريب الأسلحة إلى الحوثيين

وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني استقبل في الرياض رئيس بعثة الحديدة مايكل بيري (سبأ)
وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني استقبل في الرياض رئيس بعثة الحديدة مايكل بيري (سبأ)
TT

اليمن يطالب بحزم أممي لوقف تهريب الأسلحة إلى الحوثيين

وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني استقبل في الرياض رئيس بعثة الحديدة مايكل بيري (سبأ)
وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني استقبل في الرياض رئيس بعثة الحديدة مايكل بيري (سبأ)

شدد وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني على ضرورة اتخاذ إجراءات أممية حازمة لمنع تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، وعلى إسناد جهود الحكومة في بلاده لنزع الألغام التي زرعتها الجماعة بكثافة في محافظة الحديدة.

وفي حين تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة باتجاه إسرائيل، أتت تصريحات الزنداني خلال استقباله في الرياض، الأحد، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، اللواء متقاعد مايكل بيري.

وذكر الإعلام الرسمي اليمني أن وزير الخارجية اطلع من المسؤول الأممي، على نشاط البعثة والقضايا المتصلة بمهامها، ومسار مواءمة عملها وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية أن الوزير الزنداني تطرق إلى التهديدات الحوثية للملاحة الدولية، مشدداً على ضرورة اتخاذ مواقف حازمة من عمليات تهريب الأسلحة إلى ميليشيات الحوثي، مع تأكيده على أهمية عمل البعثة الأممية على إسناد جهود الحكومة لنزع الألغام التي زرعتها الميليشيات بكثافة وعشوائية في الحديدة.

ونسبت الوكالة الحكومية إلى المسؤول الأممي أنه عبَّر عن تقديره لتعاون ودعم الحكومة والسلطات المحلية في المديريات المحررة من الحديدة، وأنه أكد التزام البعثة بالعمل وفقاً لقرار ولايتها واستعدادها لمعالجة كافة التحديات والإشكاليات بالشراكة مع الحكومة اليمنية.

وسبق أن دعت الحكومة اليمنية البعثة الأممية الخاصة بالحديدة والمنشأة عقب اتفاق استوكهولم في أواخر 2018 إلى نقل مقرها إلى المناطق المحررة لكي تستطيع ممارسة دورها بعيداً عن ضغوط الحوثيين الذين يسيطرون على معظم مناطق الحديدة وعلى موانئها.

وتتهم الحكومة اليمنية الجماعة الحوثية باستغلال موانئ الحديدة وسواحلها لاستقبال الأسلحة المهربة من إيران إلى جانب النفط الإيراني، فضلاً عن استخدام المحافظة لشن الهجمات البحرية ضد السفن والتعاون مع الجماعات الإرهابية في القرن الأفريقي.

هجمات حوثية

في سياق الهجمات الحوثية باتجاه إسرائيل، تبنت الجماعة، مساء السبت، تنفيذ عملية عسكرية ضد هدف حيوي إسرائيلي في إيلات، بعدد من الطائرات المسيَّرة، وفق بيان لمتحدثها العسكري يحيى سريع.

وبحسب البيان الحوثي، حققت الهجمات أهدافها، وهو ما لم يؤكده الجيش الإسرائيلي، الذي عادة ما يشير إلى الهجمات القادمة من اتجاه اليمن.

صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة زعموا أنها استهدفت تل أبيب (أ.ف.ب)

وفي حين توعد المتحدث العسكري الحوثي باستمرار الهجمات حتى توقف العمليات الإسرائيلية في غزة ولبنان، كان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي تبنى، الخميس الماضي، في خطبته الأسبوعية تنفيذ عمليات عسكرية بـ29 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيَّرة، خلال أسبوع.

وزعم الحوثي أن جماعته شنت هجمات باتجاه العمق الإسرائيلي، وباتجاه سفن أميركية حربية في البحر الأحمر والبحر العربي، وأن الهجمات أجبرت حاملة الطائرات «إبراهام لينكولن» على الابتعاد من موقعها في البحر العربي مئات الأميال.

وبخصوص هجمات واشنطن، في الأسبوع الماضي، على مواقع الجماعة، قال الحوثي إن الضربات التي طالت محافظات عدة، لم يكن لها أي تأثير على قدرات جماعته العسكرية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، في سياق مزاعمها لمناصرة الفلسطينيين في غزة. وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

واشنطن استخدمت مقاتلات «إف 35» في ضرب مواقع الحوثيين (الجيش الأميركي)

ورداً على التصعيد، فإن الجماعة تلقت نحو 800 غارة غربية بقيادة أميركا، أملاً في الحد من قدرتها على شن الهجمات البحرية. وإلى ذلك استهدفت إسرائيل مرتين مواقع خاضعة للجماعة في محافظة الحديدة من بينها مستودعات الوقود رداً على الهجمات.

وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.