شهدت «الشرق الأوسط» على وضع النقاط الأخيرة على اتفاقية بيع الامتياز التجاري لعلامة «حلال غايز» Halal Guys الأميركية لشركة ITICO F+B لتفتح هذه الأخيرة أول مطعم لـ«حلال غايز» في منطقة «ليستر سكوير» Leicester Square في لندن.
بحضور الآلاف، فتح مطعم «حلال غايز» أبوابه حاملاً لونيه المميزين الأصفر والأحمر إلى قلب عاصمة الطعام لندن.
نسبة كبيرة من الذين أتوا إلى الافتتاح سمعوا بـ«حلال غايز» الشهيرة في نيويورك، ونسبة أخرى لم تسمع بها؛ كونها شركة أميركية، لكن الطوابير العملاقة التي كانت تنظمها شركة مختصة بضبط الأمن، شدتها، وهناك نسبة من الحاضرين الذين جاءوا لرؤية آدم صالح المدوّن الشهير على «يوتيوب»، وهو أميركي من نيويورك أصوله يمنية تم اخياره ليكون سفيراً لـ«حلال غايز» في المملكة المتحدة.
المطعم يستع لنحو 40 مقعداً، ويلتزم بالمعايير والقوانين التي تفرضها شركة «حلال غايز» ومقرها نيويورك. الديكور يشبه إلى حد كبير ذلك الذي تجده في مطاعم الشركة الأخرى مع إضافة بعض المفردات التي تناسب النمط الإنجليزي من إضاءة وجماليات.
الديكور هنا ليس الأهم؛ لأن الطعام والوصفة السحرية للصلصتين البيضاء والحمراء السريتين هما الأهم؛ فالطعام هو عبارة عن دجاج مسحب (أشبه بالشاورما الشامية)، أو لحم يقدمان في طبق أو في رغيف من الخبز، ويختار الزبون الخضراوات التي يريدها، مثل الخس، والطماطم، والأرز، والبطاطس المقلية، ويختار بنفسه الصلصة التي يريدها، فالصلصة البيضاء لذيذة جداً وغير حريفة، أما الصلصة الحمراء فهي تفوق حدة صلصة التاباسكو، وهنا أشدد وأقول: «لا تضعوا الكثير منها؛ لأنها بالفعل حارقة كالنار مهما كان ولعكم بالحر كبيراً».
وللنباتيين يقدم المطعم الفلافل أو الطعمية مع الخضراوات والطحينة، فميزة المطعم أنه يقدم أطباقاً محدودة، لكن بنكهة وجودة عاليتين بأسعار جيدة جداً تناسب السياح والذواقة على حد سواء.
وتسعى الشركة إلى افتتاح فرعين إضافيين في لندن هذا العام، وهناك مشروع توسعي خارج لندن في السنوات القليلة المقبلة.
اللافت في زبائن، أن 85 في المائة منهم غير مسلمين، ويقول محمد أبو العينين، أحد الشركاء المؤسسين: «الطعام الجيد يتفوق على أي اختلافات بين الناس».
يشار إلى أن «حلال غايز» يملك حالياً 4 عربات للطعام في شوارع نيويورك إلى جانب العربة الأولى في الشارع 14 في مانهاتن، بَيع الامتياز وتحويل طعام الشارع إلى مطاعم بدأ عام 2015، وتم افتتاح أول مطعم في الفلبين، وبعدها بِيع الامتياز في أكثر من 450 موقعاً في ستة بلدان، وتعتبر شركة «حلال غايز» حالياً الشركة الأسرع انتشاراً في العالم.
وحضر مؤسسو الشركة من نيويورك بمناسبة افتتاح الفرع للندني الأول، وأبدوا سعادتهم بالتنظيم والإقبال الشديد في ظل صيحات معجبي ومعجبات آدم صالح الذي يعتبر من زبائن «حلال غايز» المخلصين في نيويورك.
> القصة بدأت عام 1988 مع محمد أبو العينين وأحمد السقا وعبد الباسط السيد، في عربة طعام لبيع الـ«هوت دوغ» عند تقاطع الشارعين السادس والثالث والخمسين في نيويورك المزدحمة، وفي عام 1990 طالب سائقو سيارات الأجرة أصحاب العربة بتطوير الفكرة وتحويل الطعام إلى أكل حلال يناسب أبناء الجالية المسلمة، ولا سيما في أيام شهر رمضان الكريم، وفكّر أحمد السقا في الموضوع جدياً، وطوّر وصفة للدجاج وأخرى للحم البقري على الطريقة اليونانية تُعرف باسم «جايرو» Gyro Beef، وصلصة بيضاء وصلصة أخرى حمراء حاذقة في منزله المتواضع، وعمل ليلاً ونهاراً على اللحم الحلال ليصبح أكلة تحولت إلى ظاهرة حقيقية في نيويورك بعدما تهافت الزبائن عليها وأصبحت الطوابير حالة غير مسبوقة في شوارع المدينة.