إمام أوغلو نجم إسطنبول الجديد

إمام أوغلو نجم إسطنبول الجديد
TT

إمام أوغلو نجم إسطنبول الجديد

إمام أوغلو نجم إسطنبول الجديد

> تمكّن أكرم إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات المحلية بمدينة إسطنبول، من تحطيم هيمنة استمرت 26 سنة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان على المدينة، التي هي أكبر مدن تركيا وأعرقها. وبذا قدّم نفسه نجماً جديداً في عالم السياسة التركية بعد أن استحوذ على رئاسة البلدية التي وصل منها إردوغان إلى رئاسة الجمهورية.
حسب النتائج الأولية للانتخابات، تغلب إمام أوغلو على منافسه القوي رئيس الوزراء ورئيس البرلمان السابق بن علي يلدريم الحاكم، بحصوله على 4 ملايين و159 ألفاً و650 صوتاً، بنسبة 48.8 في المائة، مقابل 4 ملايين و131 ألفاً و761 صوتاً ليلدريم بنسبة 48.5 في المائة.
وُلِد إمام أوغلو في مدينة طرابزون، على ساحل البحر الأسود بشمال شرقي تركيا، عام 1970. وبعدما أنهى دراسته الثانوية هناك التحق بقسم إدارة الأعمال باللغة الإنجليزية في جامعة إسطنبول. وحصل لاحقاً على درجة الماجستير من قسم الإدارة والموارد البشرية من الجامعة ذاتها. وبدأ حياته العملية عام 1992 من خلال العمل في شركة عائلته بمجال الإنشاءات، ثم تولى منصب رئيس مجلس إدارتها في مرحلة لاحقة. ومارس كرة القدم كهاوٍ، وتولى مناصب إدارية في عدد من الأندية الرياضية، مثل طرابزون سبور وبيلك دوزو سبور.
عرف اسم إمام أوغلو في الساحة السياسية خلال سبتمبر (أيلول) 2009، عندما أصبح رئيساً لبلدية تابعة لحزب «الشعب الجمهوري»، ثم رشحه الحزب لمنصب رئيس بلدية بيليك دوزو (غرب إسطنبول) وفاز بها لخمس سنوات، ولفت الأنظار بفضل خطته المعتمدة على التوسّع الحضري وتزيين الشوارع وإقامة أماكن حضارية مميزة لجذب الشركات للاستثمار. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعلن إمام أوغلو أنه طلب لقاء إردوغان لمناقشة سبل تنمية مدينة إسطنبول والنهوض بها، لكن طلبه قوبل بالرفض. هذا التصريح أحرج إردوغان وحزبه، وأثار ردود فعل واسعة، لدرجة أن تقارير إعلامية وصفت طلب إمام أوغلو لقاء إردوغان بـ«اللكمة القوية» في وجه الرئيس، مرجحة أن تلك الحادثة كانت من بين الأسباب التي أسهمت في إضعاف موقف يلدريم.



تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»