ألمانيا: عمليات سرية لاستعادة عائلات «الدواعش»

TT

ألمانيا: عمليات سرية لاستعادة عائلات «الدواعش»

رغم رفضها العلني استعادة مقاتلي «داعش» وعائلتهم الألمان من سوريا، إلا أن الحكومة الألمانية بدأت تنفيذ عمليات سرية لاستعادة بعض العائلات، أمام تزايد ضغوط عائلات أفراد «داعش» الموجودين داخل ألمانيا.
وعادت أمس سيدة ألمانية تدعى كارلا شتاينهاور، تبلغ من العمر 32 عاماً، مع أولادها الثلاثة إلى ألمانيا، في طائرة أقلتها من تركيا إلى مطار مدينة شتوتغارت، حسبما نشرت مجلة «شبيغل». وألقت الشرطة القبض على شتاينهاور فور هبوط الطائرة. إلا أن التهم الموجهة إليها لا تتعلق بنشاطها في سوريا، وارتباطها بـ«داعش»، بل باختطاف أولادها والهرب معهم إلى أراضٍ واقعة تحت سيطرة «داعش» عام 2015.
وذكرت «شبيغل» أن العائلة وصلت برفقة عاملين من السفارة الألمانية في أنقرة، مشيرة إلى أن السفارة هناك لعبت دوراً محورياً في إعادة شتاينهاور إلى ألمانيا. وكانت السيدة المتحدرة من مدينة إيسن الألمانية، تعيش في مخيم تديره تركيا داخل الأراضي السورية. وهربت من منزلها عام 2015، وأخذت معها أطفالها الثلاث تاركة زوجها الألماني خلفها. وعندما وصلت إلى سوريا تزوجت مقاتلاً من «داعش».
ونقلت «شبيغل» أن والدتها تتواصل منذ أشهر مع السلطات الألمانية لإعادة ابنتها وأولادها بعد أن اتصلت بها ابنتها للمرة الأولى منذ مغادرتها ألمانيا، في نهاية العام الماضي. وبعثت الابنة برسائل عبر «واتساب» إلى والدتها جوزفين تطلب منها المساعدة لإعادتها إلى ألمانيا، وتخبرها بأن منزلها الذي كانت تعيش فيه في سوريا تعرض للقصف، وأن ابنها البالغ من العمر 9 أعوام قتل في القصف. وكتبت الابنة، حسب «شبيغل»، أن ابنها توفي «بسرعة ومن دون ألم». وتابعت تطلب من والدتها مساعدتها على العودة مع ابنتيها البالغتين من العمر 7 سنوات و11 عاماً، وقالت إنهم بحاجة إلى مساعدات مالية للهرب والحصول على الدواء.
ونقلت «شبيغل» عن الوالدة جوزفين، أن ابنتها حاولت الهرب عبر تركيا بمساعدة مهربين، إلا أن الخطة فشلت، وانتهت في مخيم أعزاز للاجئين داخل سوريا. وكتبت كارلا لوالدتها من داخل المخيم تدعوها لمساعدتها بشكل عاجل، لأن ابنتيها مريضتان، و«الجرذان تتسلق على الأسرة».
وقالت جوزفين إنها كتبت عشرات الرسائل للسلطات الألمانية لمساعدتها، ولكنها لم تتلق شيئاً. وفتح المحقق في دوسبيرغ تحقيقاً بحق شتاينهاور لتحديد إمكانية توجيه تهم تتعلق بالإرهاب لها، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان سيتمكن من توجيه تهم بالإرهاب لها.
وترفض رسمياً ألمانيا استعادة مقاتلي «داعش» وعائلاتهم لصعوبة محاكمتهم فور عودتهم إلى ألمانيا. ورغم أنها لا تنفي حق حملة جوازات السفر الألمانية بالعودة، إلا أنها تقول إنه من الضروري حصول تواصل مع القنصلية أو السفارة الألمانية في سوريا، وأن هذا الأمر غير ممكن كون السفارة أغلقت منذ سنوات بسبب الحرب.
والأسبوع الماضي أقرت الحكومة خطة لتجريد مقاتلي «داعش» الذين يحملون جنسية مزدوجة، من جوازهم الألماني. إلا أن هذا لن يطبق على مقاتلي «داعش» السابقين، الذين عادوا إلى ألمانيا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر في الخارجية الألمانية، أن الحكومة أعادت حتى الآن 10 أطفال لمقاتلين في «داعش»، وتم تسليمهم لأقارب ذويهم.
من جهتها، نقلت صحيفة «تاغس شبيغل»، أمس، أن 90 مقاتلاً ألمانياً من المنتمين لـ«داعش» يريدون العودة إلى ألمانيا، من بينهم من تبوأ مناصب عليا في التنظيم الإرهابي. ومعظم الألمان من مقاتلي «داعش» وعائلاتهم يقبعون في سجون ومخيمات تابعة للأكراد في سوريا. ونقلت الصحيفة أن 66 عضواً في التنظيم يحملون الجنسيات الألمانية موجودون في مخيم روجافا وحده، وأن هناك مذكرات توقيف بحق 21 عضواً منهم صدرت عن الادعاء في ألمانيا.
ونقلت الصحيفة أن أفراداً من المخابرات الألمانية انتقلوا إلى سوريا، حيث يعتقل الأكراد مقاتلي «داعش» لتحديد الخطرين منهم، واستجوابهم، وتسجيل إجاباتهم لاستخدامها في المحاكم لاحقاً. ولا تملك برلين علاقات رسمية مع الإدارة الكردية الذاتية في سوريا، تفادياً لتضرر العلاقات مع أنقرة.



بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
TT

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فجر السبت، إلى لاوس حيث سيحضر اجتماعات رابطة دول «آسيان» ويجري محادثات مع نظيره الصيني، وذلك في مستهل جولة آسيوية تشمل دولاً عدة وتهدف إلى تعزيز علاقات واشنطن مع حلفائها الإقليميين في مواجهة بكين.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش محادثات وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تعقد في فينتيان، عاصمة لاوس.

منافسة حادة

ويسعى بلينكن لتحقيق تطلّع بجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ «منطقة حرة ومفتوحة ومزدهرة»، وهو شعار يحمل في طيّاته انتقاداً للصين وطموحاتها الاقتصادية والإقليمية والاستراتيجية في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية في بيان صدر قبل وقت قصير من وصول بلينكن إلى فينتيان، إنّ «محادثات الوزير ستواصل البناء والتوسع غير المسبوق للعلاقات بين الولايات المتحدة وآسيان»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وهذه هي الزيارة الـ18 التي يقوم بها بلينكن إلى آسيا منذ توليه منصبه قبل أكثر من ثلاث سنوات، ما يعكس المنافسة الحادة بين واشنطن وبكين في المنطقة.

ووصل بلينكن بعد يومين على اجتماع عقده وزيرا خارجية الصين وروسيا مع وزراء خارجية تكتل «آسيان» الذي يضم عشر دول، وقد عقدا أيضاً اجتماعاً ثنائياً على الهامش.

وناقش وانغ وسيرغي لافروف «هيكلية أمنية جديدة» في أوراسيا، وفق وزارة الخارجية الروسية.

وقالت الوزارة إن وانغ ولافروف اتفقا على «التصدي المشترك لأي محاولات من جانب قوى من خارج المنطقة للتدخل في شؤون جنوب شرق آسيا».

وتقيم الصين شراكة سياسية واقتصادية قوية مع روسيا. ويعتبر أعضاء حلف شمال الأطلسي بكين مسانداً رئيسياً لموسكو في حربها على أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، الجمعة، إن وانغ وبلينكن «سيتبادلان وجهات النظر حول مسائل ذات اهتمام مشترك».

ووفق وزارة الخارجية الأميركية سيناقش بلينكن «أهمية التقيّد بالقانون الدولي في بحر الصين الجنوبي» خلال محادثات «آسيان».

توترات متصاعدة

وتأتي المحادثات في خضم توترات متصاعدة بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي، حيث سجّلت مواجهات في الأشهر الأخيرة بين سفن فلبينية وصينية حول جزر مرجانية متنازع عليها.

وتتمسك بكين بالسيادة شبه الكاملة على الممر المائي الذي تعبره سنوياً بضائع بتريليونات الدولارات، على الرغم من حكم أصدرته محكمة دولية قضى بأن لا أساس قانونياً لموقفها هذا.

وفقد بحار فلبيني إبهامه في مواجهة وقعت في 17 يونيو (حزيران) حين أحبط أفراد من جهاز خفر السواحل الصيني محاولة للبحرية الفلبينية لإمداد قواتها في موقع ناء.

وانتقدت الصين في وقت سابق من العام الحالي تصريحات لبلينكن أبدى فيها استعداد واشنطن للدفاع عن الفلبين إذا تعرضت قواتها أو سفنها أو طائراتها لهجوم في بحر الصين الجنوبي.

وتصر بكين على أنه «لا يحق» للولايات المتحدة التدخل في بحر الصين الجنوبي.

والبلدان على طرفي نقيض في ملفات التجارة وحقوق الإنسان ووضع جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي.

وتشمل جولة بلينكن ستّ دول هي لاوس وفيتنام واليابان والفلبين وسنغافورة ومنغوليا.

ومن المقرر أن يصدر وزراء خارجية الدول المنضوية في «آسيان» بياناً مشتركاً في ختام الاجتماعات التي ستُعقد على مدى ثلاثة أيام.