هيدرسفيلد يدفع ثمن عدم إنفاقه... لكنه مؤهل للعودة إلى الأضواء سريعاً

هبوط الفريق لم يكن مفاجئاً رغم أنه في كثير من المناسبات بدا قادراً على مجابهة الكبار

هيدرسفيلد يودع الأضواء إلى «دوري المظاليم» (رويترز)
هيدرسفيلد يودع الأضواء إلى «دوري المظاليم» (رويترز)
TT

هيدرسفيلد يدفع ثمن عدم إنفاقه... لكنه مؤهل للعودة إلى الأضواء سريعاً

هيدرسفيلد يودع الأضواء إلى «دوري المظاليم» (رويترز)
هيدرسفيلد يودع الأضواء إلى «دوري المظاليم» (رويترز)

انتهت مسيرة نادي هيدرسفيلد تاون في الدوري الإنجليزي الممتاز بسبب النتائج السيئة للفريق وتذيله جدول الترتيب لأسابيع كثيرة. وخلال رحلة صعود الفريق من دوري الدرجة الأولى، كان جمهور النادي يشجع اللاعبين من خلال هاشتاغ ولافتات بعنوان «بلا حدود»، وهو الأمر الذي جعل هذه الكلمات بمثابة شعار للنادي خلال تلك المرحلة. لكن يبدو أن هذه الكلمات التشجيعية لن يكون لها تأثير في الوقت الحالي، بعدما هبط الفريق رسميا إلى دوري الدرجة الأولى.
ورغم الشعور بالحزن داخل جدران النادي خلال الأشهر الأخيرة، فإن جيلا من جمهور هذا النادي سوف يرحل عن الدوري الإنجليزي الممتاز ولديه ذكريات رائعة سوف تستمر في أذهانه إلى الأبد: بدءا من اليوم الذي ضمن فيه الفريق الصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز بعد فوزه في المباراة الفاصلة على ملعب ويمبلي في عام 2017. مرورا بالفوز على مانشستر يونايتد في أكتوبر (تشرين الأول) التالي، وصولا إلى الرقص فرحا في ملعب «ستامفورد بريدج» بعد ضمان البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز في أول موسم للفريق في دوري الأضواء والشهرة بعد 46 عاما من الغياب.
وحتى خلال هذا الموسم السيئ للفريق، كانت هناك بعض اللحظات المضيئة، مثل حقيقة أن هيدرسفيلد تاون هو الفريق الوحيد في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم الذي تمكن من الفوز مرتين على وولفرهامبتون واندررز، الذي تمكن من البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز بفضل امتلاكه لموارد لا يملكها هيدرسفيلد تاون. لكن الشيء المؤكد أيضا أن هيدرسفيلد تاون يدفع الآن ثمن عدم إنفاقه بشكل جيد على تدعيم صفوف الفريق خلال الصيف الماضي، خلافا لما قام به الفريق في الموسمين السابقين. ونظرا لأن هيدرسفيلد تاون ينافس أندية أكثر ثراء منه، فكان يتعين عليه أن يتأكد من أن كل صفقة يتعاقد معها سوف تضيف للفريق بالشكل المطلوب، لكن ذلك لم يحدث، وبالتالي دفع الفريق ثمن عدم التعاقد مع اللاعبين الذين يمكنهم تقديم الإضافة اللازمة للنادي.
وكان يتعين على هيدرسفيلد تاون أن يدعم خط هجومه، نظرا لأنه كان قد صعد للدوري الإنجليزي الممتاز بفارق سلبي من الأهداف، كما تمكن من البقاء في أول موسم له في الدوري الإنجليزي الممتاز رغم أنه كان أقل فرق المسابقة إحرازا للأهداف. وبدلا من ذلك، رأى النادي أن تدعيم خط هجوم الفريق يبدأ بالتعاقد مع لاعبين قادرين على تقديم الدعم الهجومي للخط الأمامي فتعاقد مع خمسة لاعبين، من بينهم ثلاثة لاعبين في مركز الجناح.
لكن المدير الفني للفريق في ذلك الوقت، ديفيد فاغنر، سرعان ما أدرك أن رمضان صبحي وآدم دياخابي وإيزاك مبينزا ليسوا جاهزين لتقديم الإضافة اللازمة للفريق، وبالتالي بدأ يلعب بطريقة لا تعتمد على الأجنحة، على أمل أن يتحول ظهيرا الجنب، كريس لوي وفلورينت هاديرجوناي إلى أجنحة في حال امتلاك الكرة والتحول للأداء الهجومي. وقد شهدت طريقة اللعب بشكل عام بعض التحسن، حيث زادت نسبة استحواذ الفريق على الكرة، لكنها ظلت عقيمة وغير فعالة بشكل ملحوظ. وكان المهاجم الوحيد الذي يعتمد عليه الفريق، سواء ستيف مونيه أو لاورينت ديبواتري، يواجه صعوبات كبيرة في تحويل الفرص القليلة التي تتاح له إلى أهداف. ومع ذلك، كان هيدرسفيلد تاون يبدو في كثير من المناسبات قادرا على مجابهة الفرق التي ينافسها.
وقد كانت هناك لحظة مناسبة لكي يعود الفريق إلى الطريق الصحيح لو أحسن استغلالها، وكان ذلك بالتحديد في بداية شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عندما كان الفريق يسير بشكل جيد إلى حد ما، بعدما فاز على فولهام وتعادل مع وستهام يونايتد وفاز على وولفرهامبتون واندررز، وكان متقدما على برايتون بهدف دون رد حتى الدقيقة 32 من عمر المباراة قبل أن يتعرض مونيه للطرد.
وبعد هذه اللحظة، عاد برايتون إلى أجواء المباراة ونجح في تحقيق الفوز بهدفين مقابل هدف وحيد، وهو الأمر الذي جعل هيدرسفيلد تاون يشعر بأن مسيرة التحسن والتطور وحصد النقاط قد توقفت. وبعد هذه المباراة، لم ينجح الفريق في تحقيق الفوز على مدار ثلاثة أشهر كاملة.
وبدا وكأن فاغنر، الذي كان دائما ما يجسد الروح القتالية وعدم الاستسلام، قد استسلم فجأة للخوف، فأصبح يعتمد على خطط تكتيكية تتسم بالحذر الشديد والسلبية، وظهر في أكثر من مناسبة ليشكو من سوء الحظ، بالشكل الذي جعله يبدو وكأنه يحاول التغلب على فشل لا مفر منه.
ورحل فاغنر عن الفريق في شهر يناير (كانون الثاني) بعد التعادل السلبي أمام كارديف سيتي، وهي المباراة التي شهدت غضبا عارما من جانب فاغنر بسبب احتساب حكم المباراة لركلة جزاء للفريق قبل أن يعود في قراره ويلغي ركلة الجزاء.
ولو تعاقد النادي مع لاعبين جيدين خلال فترة الانتقالات الشتوية التالية فإن ذلك كان من شأنه أن يساعد المدير الفني التالي، يان سيويرت، في مهمته للهروب بالفريق بعيدا عن منطقة الهبوط، لكن النادي لم يتعاقد سوى مع لاعب واحد وهو كارلان غرانت البالغ من العمر 21 عاما من نادي تشارلتون مقابل مليوني جنيه إسترليني! وبدا الأمر وكأن النادي يستعد للموسم التالي، إذ يعمل سيويرت على تدعيم الخط الأمامي للفريق، وظهر عدد من اللاعبين الشباب الجيدين، مثل لويس أوبرين، الذي سيعود بعد الموسم الذي لعبه على سبيل الإعارة مع برادفورد، كما أظهر غرانت تطورا ملحوظا في مركز المهاجم الذي قد يتألق به في دوري الدرجة الأولى خلال الموسم المقبل.
ويدرك هيدرسفيلد تاون دائما أن هناك حدودا لما يمكن أن يحققه، وبالتالي يضع النادي حدودا فيما يتعلق باستعداده للمغامرة ولا يفكر بتهور على الإطلاق.
وتجب الإشارة إلى أن هبوط الفريق لدوري الدرجة الأولى لن يؤثر عليه من الناحية المالية، لأنه ينفق في حدود إمكانياته، حتى لو كان يضم حاليا أغلى 15 لاعبا في تاريخه. ومع ذلك، يعد هيدرسفيلد تاون هو أقل فرق الدوري الإنجليزي الممتاز إنفاقا على أجور اللاعبين، كما أن عقود لاعبيه تحتوي على شروط تسمح بتخفيض أجور اللاعبين بشكل كبير في حال هبوط الفريق من الدوري الإنجليزي الممتاز.
وقد يكون العزاء الوحيد لهيدرسفيلد تاون هو أن من لحق به في الهبوط هو نادي فولهام، الذي أنفق أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني خلال الصيف الماضي لكي يضمن البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه هبط بعد موسم واحد فقط في المسابقة. وقد يشعر هيدرسفيلد تاون بالرضا من حقيقة أن فولهام قد أغضب جمهوره بسبب رفع تذاكر المباريات بشكل كبير، لكن هيدرسفيلد تاون أبقى على أسعار التذاكر كما هي، بالشكل الذي سمح للجمهور بأن يشارك النادي رحلته ويؤازر الفريق في أصعب اللحظات والأوقات.
وكان هذا جزءا من الإرث الذي بدأ رئيس النادي، دين هويل، في الحديث عنه فور صعود الفريق للدوري الإنجليزي الممتاز. وهناك أمر آخر وهو أن النادي قد أنشأ ملعبا للتدريب بتكلفة 20 مليون جنيه إسترليني، ومن المقرر أن تنتهي أعمال الإنشاء به في نهاية الموسم المقبل، وهو الوقت الذي قد يشهد عودة هيدرسفيلد تاون للدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى.


مقالات ذات صلة

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

رياضة عالمية  توماس بارتي لاعب أرسنال محتفلا بهدفه في مرمى نوتنغهام فورست (رويترز)

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

بعد تعثره بتعادلين أمام تشيلسي وليفربول وخسارتين أمام بورنموث ونيوكاسل يونايتد في الجولات الأربع الماضية، وضع فريق آرسنال حداً لنتائجه السلبية في الدوري

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيدرو لاعب توتنهام محتفلاً بهدفه في السيتي (رويترز)

الدوري الإنجليزي: رباعية توتنهام تحطم سلسلة مان سيتي القياسية على أرضه

استمرت معاناة مانشستر سيتي بخسارة مفاجئة 4 - صفر أمام ضيفه توتنهام هوتسبير في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».