قتلى في قصف لقوات النظام على ريف إدلب

المعلم يلوح بـ«استعادة جميع الأراضي»

TT

قتلى في قصف لقوات النظام على ريف إدلب

قال عمال إنقاذ إن ما لا يقل عن 12 شخصاً قُتلوا نتيجة قصف الحكومة السورية، أمس (الخميس)، شمال غربي البلاد الذي تسيطر عليه المعارضة، فيما قالت دمشق إن صبرها ينفد على تنفيذ اتفاق روسي - تركي في المنطقة.
وقال عبادة ذكرى مدير الدفاع المدني في المنطقة، إن القصف أسفر عن مقتل 12 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات في كفرنبل، حيث أصاب صاروخ سوقاً. وأضاف أن عدد القتلى قد يرتفع نظراً إلى خطورة بعض الإصابات.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بشكل منفصل، بأن القصف الحكومي أوقع 17 قتيلاً مدنياً في الساعات الأربع والعشرين الماضية في مواقع مختلفة من شمال غربي سوريا، وأن نصف عدد القتلى دون سن الثامنة عشرة.
ويمثل شمال غربي البلاد آخر مساحة كبيرة من الأراضي لا تزال تحت سيطرة المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد.
وفي العام الماضي كانت الحكومة السورية، المدعومة من روسيا وإيران في الحرب، بصدد شن هجوم كبير على جزء من شمال غربي سوريا الذي يضم محافظة إدلب وأجزاء من محافظتي حماة وحلب المجاورتين، الأمر الذي أثار مخاوف من كارثة إنسانية. لكن الهجوم تأجل بعد أن أبرمت موسكو اتفاقاً مع أنقرة شمل إقامة «منطقة منزوعة السلاح». وموسكو هي أقوى حلفاء الحكومة، بينما تدعم تركيا بعض جماعات المعارضة ولديها قوات على الأرض في شمال غربي البلاد.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إن الحكومة لا تزال عازمة على استعادة الأراضي، وكرر وجهة نظر الحكومة بأن تركيا فشلت في تطبيق الاتفاق مع روسيا. وقال: «حتى الآن نسمع من الأصدقاء الروس أن الوضع صعب لكن تركيا مصممة على تنفيذ الاتفاق».
وأضاف خلال مؤتمر صحافي في دمشق: «للصبر حدود... يجب أن نحرر هذه الأرض، ولذلك الأصدقاء الروس بدأوا يشعرون بنفاد صبرنا ومن هنا يعالجون المسألة مع القيادة التركية».
وتقول الأمم المتحدة إن شمال غربي سوريا موطن لنحو ثلاثة ملايين شخص نصفهم نازحون بالفعل.
وفي بداية العام انتزعت جماعات متشددة في شمال غربي البلاد السيطرة على معظم المنطقة من فصائل معارضة أخرى. ويسيطر مقاتلو المعارضة الذين تدعمهم تركيا على جيب مجاور في شمال محافظة حلب حيث لا معارك قائمة مع الحكومة.
وكان المعلم يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا الذي زار دمشق والتقى الرئيس بشار الأسد.
وكانت سوريا أكدت دعمها للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وأدانت تدخل الولايات المتحدة في شؤون فنزويلا.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.