جنرالات إسرائيليون يطالبون بالتحقيق «في أكبر قضية فساد»

جنرالات إسرائيليون يطالبون بالتحقيق «في أكبر قضية فساد»
TT

جنرالات إسرائيليون يطالبون بالتحقيق «في أكبر قضية فساد»

جنرالات إسرائيليون يطالبون بالتحقيق «في أكبر قضية فساد»

أطلق مجموعة من كبار الجنرالات السابقين في الجيش الإسرائيلي، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الأسبق، إيهود باراك، بغية تشكيل لجنة تحقيق رسمية «ذات صلاحيات وأسنان»، حول صفقة ابتياع السفن الحربية والغواصات من ألمانيا وتورط رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، فيها وتحقيقه أرباحا خيالية منها.
وقد انضم لقيادة هذه الحملة، إلى جانب باراك، كل من رئيس أركان الجيش الأسبق، دان حالوتس، والجنرالات عوزي أراد، رئيس مجلس الأمن القومي في مكتب نتنياهو سابقا، وإيلان بيران وعاموس يارون ونوعم تيفون، وجميعهم خدموا في مواقع حساسة في قيادة الجيش والمخابرات. وقال باراك، الذي شغل في الماضي منصب وزير الدفاع ومنصب رئيس أركان الجيش ويعتبر حامل أكبر عدد من الأوسمة في تاريخ الجيش الإسرائيلي، إن «نتنياهو يكذب عندما يزعم أنه لم يكن يعرف شيئا عن علاقة أقاربه والمقربين منه شركاء في صفقات الغواصات والسفن الحربية مع الشركة الألمانية. فكل طفل في سن 12 عاما يدرك، إذا قرأ ما نشر حتى الآن أن نتنياهو متورط في هذه القضية حتى أذنيه». وقال باراك إنه كان قد أدلى بإفادة مفصلة إلى الشرطة حول الموضوع، بطلب منه. ولمح أن المحققين قالوا له إن أيديهم مكبلة ولا يستطيعون التحقيق في كل شيء، وعليهم أن يتقيدوا بتعليمات المستشار القضائي للحكومة، أبيحاي مندلبليت.
وعقد الجنرالات مؤتمرا صحافيا، مساء أول من أمس، في تل أبيب، وجه فيه باراك اتهاما صريحا للمستشار مندلبليت بالتهادن. وقال إنه ما كان عليه أن يعالج هذا الملف، كونه رجل نتنياهو الذي شغل منصب سكرتير لحكومته والذي عينه نتنياهو في منضب المستشار. وكان عليه أن يعتذر ويترك الموضوع لغيره من المسؤولين في النيابة.
وقال عوزي أراد، إنه عندما قرأ التحقيقات حول اعتقال أقرب المقربين من نتنياهو في شبهة تلقي الرشى في صفقات السفن والغواصات، شعر وكأنه يتلقى ضربة مفاجئة على بطنه. وعند الاطلاع على بقية التفاصيل، أرى أنها «أكبر قضية فساد في تاريخ إسرائيل». وأضاف: «نحن نتحدث أولا عن أناس يربحون المال من وراء وعلى حساب أمن إسرائيل. وليس مجرد ربح. فالتقديرات في ألمانيا تشير إلى أن الرشى تصل إلى مليار يورو. والمأساة عندي هي أن الحديث يجري عن كبار المسؤولين في مكتب نتنياهو فضلا عن ابني عمه، أحدهما رجل أعمال وشريك لنتنياهو في شركة ربح منها 16 مليون شيكل (5 ملايين دولار) بشكل شخصي، والثاني ابن خالته، الذي كان أيضا محاميه. مثل هذه القضايا لن تجد حلا لها في تحقيق الشرطة وتحتاج إلى لجنة تحقيق رسمية قادرة على محاسبة المسؤولين وإرسالهم إلى المحاكمة».
وشارك في المؤتمر الصحافي سفير إسرائيل السابق في ألمانيا، يورام بن زئيف، فقال إنه كان شاهدا على هذه الصفقات، ويقدر أن نتنياهو كان يقول شيئا في اللقاءات السياسية مع الألمان، ولكنه كان يتصرف بشكل مخالف في الخفاء، وإنه يعتقد أن هناك مخالفات جنائية ينبغي محاسبة أصحابها عليها.
وقال الجنرال يارون، المدير العام الأسبق لوزارة الدفاع، إن الغواصة السادسة التي أقر نتنياهو شراءها من دون موافقة الجيش، هي غواصة زائدة لا توجد حاجة لها. وهذه لوحدها قضية فساد خطيرة. فكيف يمكن لرئيس حكومة أن يشتري للجيش شيئا لم يطلبه.
وقال الجنرال حالوتس، إن نتنياهو أمر بشراء، ليس فقط الغواصة السادسة الزائدة، بل ثلاث غواصات أخرى بشكل مخالف لرغبة الجيش وخططه الاستراتيجية. وإذا فحصنا معمقا نجد أن القاسم المشترك لهذه الغواصات أنها من شركة واحدة هي: «تيسنكروف» الألمانية. وهذه الحقيقة وحدها تبث رائحة فساد كريهة.
يذكر أن رئيس حزب الجنرالات، بيني غانتس، الذي يعتبر المنافس الحقيقي لنتنياهو، كان قد وجه مطلبا مشابها قبل أسبوعين مع قادة تحالفه الانتخابي، يائير لبيد وموشيه يعلون وجابي أشكنازي، واتهموا نتنياهو، بأنه «ضالع ماليا في قضية الغواصات، بعد كشف القناة 13 التلفزيونية، عن أنه كانت بحوزته أسهما لشركة تزود خدمات لحوض بناء الغواصات الألماني تيسنكروب». وقال غانتس يومها: «الجمهور في إسرائيل يستحق إجابة حول سبب تلقي أقارب ومقربين للغاية من نتنياهو، عمولات بملايين اليوروهات على الصفقة الأمنية الأكثر حساسية في تاريخ الدولة. ونستحق إجابة على سبب مصادقته على صفقة الغواصات مع مصر وإخفائها عن وزارة الأمن والجيش الإسرائيلي».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.