ريتا حرب: استنساخ البرامج التلفزيونية غير مبرر

تطل بعملين دراميين في موسم رمضان المقبل

ريتا حرب تطل في مسلسلي «بروفا» و«آخر الليل» في موسم رمضان
ريتا حرب تطل في مسلسلي «بروفا» و«آخر الليل» في موسم رمضان
TT

ريتا حرب: استنساخ البرامج التلفزيونية غير مبرر

ريتا حرب تطل في مسلسلي «بروفا» و«آخر الليل» في موسم رمضان
ريتا حرب تطل في مسلسلي «بروفا» و«آخر الليل» في موسم رمضان

قالت الإعلامية والممثلة ريتا حرب إن دورها في مسلسل «آخر الليل» الذي يعرض حالياً على قناة «نيو تي في» المحلية مغاير لما سبق وقدّمته. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إنني أجسّد فيه دور امرأة تتحكّم في كل ما يدور حولها بحيث لا تغفل عن أي تفصيل تريده». وتتابع حرب التي لا تزال في طور تصوير هذا المسلسل المتوقع أن يندرج على شاشة المحطة المذكورة في موسم رمضان المقبل: «ستكون بمثابة الرأس المدبّر لخطط كثيرة وهي مقنّعة بالوجه البريء». وعن كيفية اختيارها أدوارها، تردّ: «لأنني آتية من خلفية إعلامية؛ فأنا لا تهمني الأضواء والشهرة قدر ما تهمني الشخصية التي أنوي تجسيدها. وعندها أدخل تحدياً مع نفسي؛ كوني أرغب في إظهار موهبتي التمثيلية قبل كل شيء».
وتؤكد حرب التي يعرفها المشاهد العربي من خلال برامج تلفزيونية كثيرة قدمّتها في مسيرتها الإعلامية، بينها «عيون بيروت» و«القاهرة اليوم» مع الممثل المصري إدوارد، و«بدي رأيك» وغيرها، بأنها مرات كثيرة تلجأ إلى صقل موهبتها بدروس خاصة بالتمثيل كي تكون على المستوى المطلوب. وتعلّق: «في رأيي، الموهبة لدى الممثل تشكل الركيزة الأساسية لنجاحه، وهو أمر لمسناه لدى جيل ذهبي تابعناه في الماضي على قناة تلفزيون لبنان. فكانوا أساتذة بالفطرة وموهبتهم هي دليلهم، وفي المقابل هناك أكاديميون لم يستطيعوا أن ينجحوا في هذا المجال. ومن ناحيتي وفي كل مرة ألمس أن الشخصية التي سألعبها في حاجة إلى تقنية معينة لا أتوانى عن اللجوء إلى دروس خاصة لأستطيع التسلّح بأدواتها الخاصة المرسومة لها. وهذا الأمر حصل خلال مشاركتي في مسلسل (عشرة عبيد صغار) و(أدهم بيك) وفي فيلم (شرعوا الحشيشة)». وعما إذا خيّبت الساحة آمالها يوماً ما، توضح في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «هي ليست خيبة بمعناها الحقيقي، لكني آسفة لتصويري مسلسل كامل (جمهورية نون) منذ نحو ثلاث سنوات وهو لم يبصر النور حتى الساعة».
وتجد ريتا حايك أنها عمدت منذ بدايتها في مجال التمثيل إلى التنويع، وهو أمر وفّرته لها شركات الإنتاج على اختلافها. «أعد السنوات العشر التي أمضيتها في التمثيل حتى الساعة حقل تجارب أغبّ منه الخبرة باستمرار. واليوم أستمتع بعملي هذا الذي اكتشف فيه دائماً الجديد وأربطه بتجربتي الإعلامية؛ إذ خلالها حاورت كثيرين من نجوم التمثيل الذين أتعاون معهم اليوم».
وعما إذا صدمت بحقيقة بعض هؤلاء الضيوف عندما عملت معهم عن قرب، ترد: «لا يمكنني القول إنني واجهت صدمات قوية؛ لأنني من الأشخاص الذين يرسمون حدوداً في علاقتهم مع الآخرين فأبقيها متينة وترتكز على الزمالة لا أكثر ولا أقل». لم تكتفِ ريتا حرب من النجاحات التي حققتها حتى اليوم على صعيد التمثيل، وكان أحدثها «طريق» في رمضان الماضي، وتقول: «أنا طموحة بطبيعتي، وأجهد وراء الأفضل. وأتمنى أن تتحقق جميع أحلامي فتفاجئني مثلاً إحدى شركات الإنتاج بنص لفكرة عمل من خارج لبنان ضمن دراما خليجية».
وترى الممثلة اللبنانية أن مخرجين كثراً أنصفوا مسيرتها التمثيلية وأسندوا إليها أدواراً رائعة كإيلي حبيب، ورشا شربتجي، وأسامة الحمد، وغيرهم. وتضيف: «مؤخراً عملت مع المخرجة رندلي قديح في أول تجاربي السينمائية ضمن فيلم (شرعوا الحشيشة)، فكانت تجربة جميلة أسعدتني، ولا سيما أن للسينما نكهتها الخاصة. فهي من الفنون التي لا تقدم على طبق من فضة للمشاهد، بل هو من يختارها فيحجز بطاقة ويدفع ثمنها». وتبدي ريتا حايك فرحتها لتعاونها في هذا الفيلم مع الممثل طوني عيسى. «لطالما تمنيت مشاركته في عمل ما، وشاءت الصدف أن تترجم في عمل سينمائي». وتصف دورها في فيلم «نقيب في سلك الشرطة» بأنه أضاف إليها الكثير فأعجبت به منذ البداية.
وستطل في موسم رمضان المقبل ضمن عملين دراميين، وهما «بروفا» و«آخر الليل». «ستكون إطلالتي في الأول بمثابة ضيفة شرف أجسد فيها دور أستاذة لغة إنجليزية. أما في الثاني فسأقع في قصة حبّ لم أكن أتوقعها». وعن مدى تمسكها بإطلالاتها في موسم رمضان، تقول: «هذا الموسم - في رأيي - سيف ذو حدين؛ لأن له نكهته الخاصة التي تنعكس إيجاباً على الممثل. لكنه أحياناً كثيرة وبسبب كثافة الأعمال الدرامية المعروضة، تكون النتيجة سلبية، فلا يأخذ حقه المطلوب».
وعن جديدها في عالم التقديم التلفزيوني، تقول: «أدرس حالياً عرضاً في هذا الصدد؛ فأنا لم أبتعد يوماً عن مهنتي الأساسية التي أكنّ لها شغفاً كبيراً». وعن رأيها بالبرامج التلفزيونية اليوم، ترد: «هناك عملية استنساخ كبيرة تغزو قنواتنا؛ مما يجعلنا نشعر بالملل.
وعن إمكانية دخولها عالم المسرح، تقول: «هو عالم بحد ذاته، لكنه يتطلب التفرغ التام له؛ كون عروضه طويلة الأمد، وتأخذ من الممثل الجهد والطاقة والوقت مجتمعين. وهذا الأمر يتوقف على نوع الفكرة التي قد تعرض عليّ في هذا الإطار، فإذا لمست بأنها ذات تركيبة جذابة حينها قد أفكر بالأمر».



لماذا تراجعت أعداد مطربات الغناء الشعبي في مصر؟

الفنانة المصرية فاطمة عيد (حسابها على {فيسبوك})
الفنانة المصرية فاطمة عيد (حسابها على {فيسبوك})
TT

لماذا تراجعت أعداد مطربات الغناء الشعبي في مصر؟

الفنانة المصرية فاطمة عيد (حسابها على {فيسبوك})
الفنانة المصرية فاطمة عيد (حسابها على {فيسبوك})

ارتبطت الأغنية الشعبية في مصر بأزياء وكلمات وألحان وطقوس لافتة عبرت عن مناسبات وحكايات من عمق الشارع، كما نال مطربوها شهرة واسعة، من خلال شرائط الكاسيت، والأعراس الشعبية، والبرامج التلفزيونية، وغيرها من الفعاليات الفنية.

ومع التغيرات التي طرأت على الوسط الغنائي في مصر أصبحت الأغنية الشعبية تعاني ندرة المطربات؛ وذلك منذ العقد الأول من الألفية الجديدة، وفق آراء البعض منهم.

الفنانة الشعبية شفيقة (أرشيفية)

وشهدت الأغنية الشعبية انطلاق أسماء نسائية عدة على مدار سنوات من بينها: حياة صبري، ومنيرة المهدية، ونعيمة المصرية، وخضرة محمد خضر، وبدرية السيد، وجمالات شيحة، ورضا شيحة، وفاطمة سرحان، وعايدة الشاعر، وليلى نظمي، وشفيقة، وفاطمة عيد، وهدى السنباطي، وغيرهن.

ورغم أن المطربة الشعبية فاطمة عيد تعتبر إحدى رائدات الأغنية الشعبية في مصر لكنها اعتمدت في السنوات الأخيرة على إصدار أغنيات منفردة، واكتفت بذلك ولم يعد لها وجود مكثف في الحفلات الجماهيرية والتلفزيونية مثل السابق.

كما لمع اسم المطربة الشعبية هدى السنباطي أخيراً، من خلال مشاركتها في ديو «ولعانة» مع الفنان أحمد مكي عبر مسلسل «الكبير أوي»، برغم وجودها على القائمة منذ ما يقرب من 50 عاماً.

وتراجعت أعداد مطربات الأغنية الشعبية بعد أن كن نجمات لحفلات غنائية، ورائدات في إصدار «شرائط الكاسيت»، حتى التسعينات ومطلع الألفية، واقتصرت الساحة الشعبية بالوقت الحالي على المطربتين بوسي وأمينة، وفق تصنيف البعض لهما.

فلماذا شهد الشارع المصري تراجعاً في عدد المطربات الشعبيات وخاصة منذ مطلع الألفية الجديدة؟

ووفق الدكتور محمد عبد الله، الأستاذ بكلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان، فإن عجلة «الأغنية الشعبية» لم تتوقف لكنها شهدت تغييرات جذرية، وسحب منها البساط قليلاً، لكنها راسخة وتحتاج إلى تسليط الضوء من خلال التجول بالمحافظات المصرية.

الفنانة الشعبية هدى السنباطي (يوتيوب)

ونوه عبد الله بأن المطربة الشعبية تتمتع بمواصفات شكلية لم نعد نراها، كما أن الساحة الفنية تخلو حالياً من الأسماء النسائية، بسبب تغييرات السوق ومطالب الناس التي تتطلع لألوان فنية أخرى.

وشدد عبد الله في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، على أن الفن الشعبي لن يندثر، لكن الناس تشبعت منه خلال السنوات الماضية، والعبرة بخروج أسماء جديدة تجد من يدعمها؛ لأننا في عصر السوشيال ميديا التي تتحكم في متطلبات السوق.

الفنانة الشعبية عايدة الشاعر (يوتيوب)

ويطمح عبد الله أن تتبنى وزارة الثقافة بقطاعاتها المختلفة المواهب، وعمل برامج للغناء الشعبي، وإظهار المواهب التي تحقق مشاهدات واسعة على موقع «تيك توك».

من جانبها، ترى الشاعرة المصرية منة عدلي القيعي أن الصوت النسائي قليل بشكل عام وليس في اللون الشعبي فقط، وأرجعت منة ندرة ظهور مطربات شعبيات على الساحة للإنتاج الذي يجب عليه الاهتمام بالمواهب التي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي، وفق قولها.

ونوهت القيعي بأن العملية الإنتاجية هي المتحكمة في كل الأدوات بشكل عام، فلم نعد نرى الأزياء الشعبية، وأغاني الفلكلور، والسيرة الهلالية، والحكايات الشعبية، والآلات التي اعتدنا عليها، سواء في الأغنيات الرجالية أو النسائية.

وتضيف القيعي لـ«الشرق الأوسط» أن الساحة الرجالية أيضاً تعاني من قلة عدد المطربين، كما نوهت القيعي إلى أن قنوات الأغاني مطلع الألفية الجديدة كانت كفيلة بانتشار أي اسم فني من الجنسين خلال ساعات، لأن القنوات كانت الأكثر متابعة، لكن بعد انتشار السوشيال ميديا فإن حجم دورها قل.

الفنانة الشعبية جمالات شيحة (يوتيوب)

ولخصت القيعي الأزمة في الإيمان بالفكرة والإنتاج وليس في الكلمات والألحان، مؤكدة أن الغناء الشعبي جمهوره أصبح قليلاً، لكن عندما يظهر فنان يجذب الناس سيزداد العدد مجدداً.

المطربة الشعبية المصرية فاطمة عيد تؤكد أن الأغنية الشعبية موجودة ولن تنقرض، لكن الإنتاج الضئيل هو ما يجعلنا نلمس قلة في عدد المطربات الشعبيات، كما أكدت أن الغناء الشعبي بالنسبة للبعض ليس في المقدمة بل في درجة ثانية وثالثة.

وشددت عيد في حديثها لـ«الشرق الأوسط» على أنها ما زالت موجودة على الساحة الفنية وتحضر لشريط غنائي، كما أوضحت أن العائق وراء بروز أسماء فنية أخرى على الساحة الشعبية هو الدعم وتسليط الضوء عليها، كما أشارت إلى أن لا أحد يشبهها على الساحة، ولا يستطيع أحد غناء الموال بإتقان مثلها.

الإنتاج الضئيل هو ما يجعلنا نلمس قلة في عدد المطربات الشعبيات

فاطمة عيد

كما أوضحت عيد أن المطربتين بوسي وأمينة ليستا فنانتين شعبيتين بالشكل المتعارف عليه، لكنهما تقدمان الشعبي «المودرن»، ولونهما لا يشبه المطربات الشعبيات اللواتي قدمن حكايات العامل، والفلاح، والصعيدي، والأفراح الشعبية، وغيرها من المهن والمستويات.

«الأغنية الشعبية» شهدت تغييرات جذرية وسُحب منها البساط

الأكاديمي محمد عبد الله

ومن جانبها، أكدت المطربة الشعبية المصرية هدى السنباطي لـ«الشرق الأوسط»، أن اللون الذي تقدمه كل من المطربتين بوسي وأمينة لا يصنف ضمن مدارس الغناء الشعبي التي تتنوع حسب الطبقات الاجتماعية، وخصوصاً الطبقتين الفقيرة والمتوسطة، بل هي أغنيات للاستهلاك في الحفلات.

وشددت السنباطي على أن الغناء الشعبي هو أصل الحكاية والموضوعات الاجتماعية مثل الأخوة والصداقة والأبوة والبنوة، ومواويل الغزل والألم والرثاء التي تعبر عن المشاعر، وهي أساس كل بيت مصري.

وتضيف السنباطي: نحن نفتقد الغناء الشعبي الأصلي، وليس الأعمال التي تقدم في حفلات النخبة. كما أكدت على أن طمس هوية الغناء الشعبي وانقراضه بدآ بالفعل، ولم يعد لرواده نصيب من التقدير وميزانية القنوات، مؤكدة أن القنوات تحتاج إلى «الشو» وليس للغناء الشعبي، بل أصبحت «المهرجانات» هي السائدة.

الغناء الشعبي جمهوره أصبح قليلاً

الشاعرة منة القيعي

وتقول السنباطي إنها آخر مطربات الغناء الشعبي، مؤكدة أن موهبتها الغنائية لم تستغل بالشكل الأمثل ولم تجد الدعم المناسب، مثل اهتمام وزارة الثقافة بحفلات الأوبرا والموسيقى العربية، وفق قولها. وطالبت السنباطي بتجديد المسارح والبرامج، وتسليط الضوء على المواهب والفرق الشعبية في ربوع مصر.

ما تقدمه «بوسي وأمينة» لا يصنف ضمن مدارس الغناء الشعبي

هدى السنباطي

وتوضح السنباطي أن نجاحها عبر ديو «ولعانة»، مع الفنان أحمد مكي، لم يستغل من قبل المنتجين والقنوات لإحياء هذا الفن مثل سابق عهده، كما كشفت أن الأزمة تتلخص في الإنتاج، والإعلام الذي لا يهتم بـ«الغلابة» ومساعدتهم للظهور وإقامة الحفلات مثل السابق بالجلبابين الشعبي والصعيدي، ودعم البراعم وعازفي الآلات الموسيقية، وإظهارهم بالبرامج، وتسليط الضوء على عادات وتقاليد المحليات.

وكان التلفزيون المصري حريصاً على إظهار الأغنية الشعبية بشكل كبير عبر برنامج «الفن الشعبي» الذي كان يتجول بكاميراته في دلتا مصر وصعيدها لتقديم المواهب الغنائية الشعبية الرجالية والنسائية، وتسليط الضوء عليها عبر حلقات تستضيف نجومها بأزيائهم وآلاتهم وتجمعاتهم اللافتة.