الفراعنة أطلقوا اسم «تفن» على كل طفل يتيم

أطلق الفراعنة على اليتيم اسم «تفن» لأن الاهتمام باليتيم ورعايته كان جزءاً من عقيدة المصري القديم. ويقول عالم المصريات فرنسيس أمين لوكالة الأنباء الألمانية أمس الخميس إن حورس، الذي شيد معبد إدفو لعبادته، كان اليتيم الأكثر شهرة لدى المصريين القدماء، إذ قُتل والده أوزيريس، على يد عمه «ست» إله الشر، والذي حاول الاستيلاء على ملك حورس بعد قتله لوالده.
وأشار إلى أن إيزيس زوجة أوزيريس وأم حورس تعد المثال الأكبر لأم اليتيم الحانية المدافعة القوية عبر التاريخ، لافتاً إلى أن كتاب الموتى يسجل أن المصري القديم، حين يخضع للحساب أمام الآلهة عند موته، يقول: «لقد أطعمت اليتيم وقدمت له الكساء ولم أسئ له أبداً». وحسب أمين، كان يطلق على الإله آمون اسم «زوج الأرملة ووالد اليتيم»، مشيراً إلى أن هناك بعض الصور على المقابر التي شيدها ملوك وملكات ونبلاء مصر القديمة، تشير إلى الأطفال الأيتام. ولفت إلى أن آثار العصور المتأخرة في مصر القديمة، والعصرين اليوناني والروماني من أكثر الفترات ثراء بمشاهد ونصوص تدور حول الأطفال الأيتام.
وتقول الباحثة المصرية وسام داود لـوكالة الأنباء الألمانية إن الاهتمام بالأيتام ورعايتهم، كانت في مقدمة الصور الإنسانية العظيمة التي عرفتها مصر القديمة، وإن الفراعنة اهتموا بالأطفال الأيتام وقدموا الرعاية الاجتماعية لهم وعملوا على إسعادهم قبل آلاف السنين.
وأفادت الباحثة بأن قدماء المصريين كانوا يقومون بالترفيه عن الأطفال الأيتام ويوفرون الألعاب لهم لتعويضهم عن فقد ذويهم، فيما كان الود الاجتماعي سائداً وكان الجميع يحرص على تقوية الصلات العائلية ورعاية الأبناء الأيتام والنساء الأرامل، وكان الخال أو العم هو من يتولى مسؤولية رعاية الأطفال الأيتام ويوفر لهم ما يوفره لأبنائه.
وأشارت إلى حرص الفراعنة، على توفير الألعاب وإتاحة اللعب لأطفالهم، وبخاصة الأيتام بهدف الترويح والتخفيف عنهم. وتحتفل مصر غداً الجمعة بيوم اليتيم، حيث تقام احتفالات في كل المحافظات والمدن، للترفيه عن الأطفال الأيتام، وتقديم الكساء والغذاء والهدايا لهم، وهو تقليد سنوي، يقام في الجمعة الأولى من أبريل (نيسان) من كل عام.