موسكو ستردّ «في الوقت المناسب» لمواجهة أي تهديد ضدّها

استمرار التصعيد بين روسيا وحلف شمال الأطلسي

سفن حربية روسية في مرفأ سيفاستوبول على البحر الأسود (أرشيف - رويترز)
سفن حربية روسية في مرفأ سيفاستوبول على البحر الأسود (أرشيف - رويترز)
TT

موسكو ستردّ «في الوقت المناسب» لمواجهة أي تهديد ضدّها

سفن حربية روسية في مرفأ سيفاستوبول على البحر الأسود (أرشيف - رويترز)
سفن حربية روسية في مرفأ سيفاستوبول على البحر الأسود (أرشيف - رويترز)

فيما يلتقي وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي "ناتو" اليوم (الخميس) في واشنطن، وفي رأس برنامج المحادثات اقتراح الولايات المتحدة تعزيز الوجود العسكري الأطلسي في البحر الأسود حمايةً لأوكرانيا من أي تحرّك عدائي روسي، أكّدت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو سترد عسكريا في الوقت المناسب لمواجهة أي تهديد ضدها، مشيرة إلى ازدياد عدد المناورات العسكرية للأطلسي التي تتضمن "عنصرا نوويا".
وردا على تصريحات للأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، قال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو اليوم إن موسكو ليست الجهة التي تخفض "عتبة استخدام" الأسلحة النووية، بل الولايات المتحدة عبر تعديل استراتيجيتها النووية وتطوير أسلحة جديدة. وأضاف أن واشنطن لم تقدم حتى الآن أي دليل على "انتهاك روسيا المزعوم" لمعاهدة نزع الأسلحة النووية المتوسطة المدى الموقعة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي عام 1987، "وهي في الوقت نفسه تتجاهل كليا المخاوف الروسية بشأن مدى التزام الولايات المتحدة بالمعاهدة".
وكان ستولتنبرغ صرّح أمس (الأربعاء) أن دول الناتو تتفق على حقيقة أن روسيا تخرق المعاهدة المذكورة، لأنها امتلكت صواريخ "يصعب رصدها وذات قدرة عالية على المناورة وقادرة على حمل رؤوس نووية"، مما يخفض عتبة استخدام الأسلحة النووية في النزاع.
وفي سياق متصل، أشارت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته اليوم بمناسبة مرور 70 عاما على تأسيس حلف الناتو، إلى أن القرارات والخطوات الأخيرة للحلف "لا تترك مجالا للشك في أنه لا ينوي التخلي عن تصعيد المواجهة العسكرية السياسية مع روسيا، عبر تعزيز قدرات الحلف الجماعية وتطوير بنيته التحتية قرب حدودها، إضافة إلى رصد أموال إضافية لتطوير منظومات الدفاع الجوي والطائرات المسيرة ومقاتلات من الجيل الجديد".
وأكد غروشكو في هذا السياق أن روسيا لن تقف موقف اللامبالي من تزويد قوات الأطلسي في أوروبا بأسلحة جديدة.
ويشكل الوضع القائم في البحر الأسود وبحر آزوف المتصل به عبر مضيق كيرتش نقطة "اشتباك" بين روسيا وأوكرانيا، وقد اقترحت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأطلسي كاي بايلي هاتشينسون تعزيز المراقبة ونشر مزيد من السفن التابعة للحلف في البحر الأسود بسبب المواجهة البحرية التي وقعت العام الماضي بين موسكو وكييف.
وسارع الكرملين إلى الرد على ذلك أمس، لافتاً إلى أن موسكو "لا تفهم" هذا الموقف وتنظر "بسلبية" إلى الاقتراح الأميركي.
يذكر أن السفن تتحرك داخل البحر الأسود وفق اتفاق مونترو الموقّع عام 1936 والذي يسمح بمرور السفن الحربية لدول حوض البحر من دون أي تحديد، أما السفن الحربية التابعة لدول من خارج حوض البحر الأسود، فمسموح بأن تكون سفنا سطحية – أي لا غوّاصات - وخفيفة ومساعدة بحيث لا يزيد عدد المجموعة عن تسع سفن تمرّ عبر مضيق في آن واحد وبحمولة إجمالية لا تتجاوز 15 ألف طن.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.