فتيات كرديات ينشطن في حملة واسعة لدعم البيشمركة

مسؤول: كان هناك احتقان بين الشباب الأكراد والعرب وقد أزلناه بحكمة قيادتنا

عنصر في قوات البيشمركة يرفع علم كردستان وهو جالس على عربة عسكرية خلال مواجهات في جلولاء أول من أمس (رويترز)
عنصر في قوات البيشمركة يرفع علم كردستان وهو جالس على عربة عسكرية خلال مواجهات في جلولاء أول من أمس (رويترز)
TT

فتيات كرديات ينشطن في حملة واسعة لدعم البيشمركة

عنصر في قوات البيشمركة يرفع علم كردستان وهو جالس على عربة عسكرية خلال مواجهات في جلولاء أول من أمس (رويترز)
عنصر في قوات البيشمركة يرفع علم كردستان وهو جالس على عربة عسكرية خلال مواجهات في جلولاء أول من أمس (رويترز)

الأكراد تجمعهم الأفراح، كما توحدهم المحن، فهم المعروفون بحبهم للفرح، ويجيدون التعبير عن أنفسهم بالغناء والموسيقى والدبكات الشعبية، وولعهم بالطبيعة، كذلك هم الأشهر بين مكونات الشعب العراقي بالقتال للدفاع عن أرضهم وحقوقهم، وهذا ما كلل قتالهم عبر عقود من الزمن بانتصار ثورتهم، التي قادها الملا مصطفى بارزاني، والحصول على حقوقهم وتأسيس إقليمهم شبه المستقل، كردستان العراق، كما وضعهم ذلك في مقدمة المشهد السياسي العراقي بفضل سياستهم المتوازنة وروح التسامح التي يتمتعون بها.
أحد أبرز مصادر فخر الكردي هم قواتهم «البيشمركة» التي قاتلت لعشرات السنين في الجبال. كما يفتخر مقاتل البيشمركة بانتمائه إلى هذه القوات، كما يفخر الشباب بأنهم أبناء جيل من مقاتلي البيشمركة العنيدين، لهذا نجد هنا في مدن إقليم كردستان فعاليات كثيرة لدعم هذه القوات، فعاليات تعبر عن انتماء جيل من الشباب للبيشمركة، كما يحدث اليوم في مدينة السليمانية حيث تطوعت 13 فتاة لتكوين فريق لجمع التبرعات للقتلى من قوات البيشمركة التي تقاتل ضد قوات «داعش».
وتقول هانا برزنجي (19 سنة) لـ«الشرق الأوسط» التي التقت بها مع فريقها قرب أحد المراكز التجارية وسط السليمانية: «قررنا أن لا نجلس ونراقب الأحداث دون أن نقدم شيئا لقوات البيشمركة التي تقاتل قوات (داعش) دفاعا عنا وعن الإقليم، لهذا شكلنا هذا الفريق لجمع التبرعات المادية وتقديمها لعوائل البيشمركة، واخترنا عوائل فقيرة جدا، وبحاجة إلى دعم مادي سريع»، مشيرة إلى أنه «ليست هناك أي جهة تدعمنا أو حزب أو منظمة نرتبط بها، بل إن الحملة شبابية ومستقلة تماما».
تضيف هذه الفتاة الطموحة قائلة إن «حملتنا المتواضعة هذه، التي بدأت منذ أسبوع، لا تعني أن الجهات المعنية هنا وحكومة الإقليم لا تهتم بعوائل شهداء البيشمركة، بل على العكس من ذلك، لكننا أردنا أن نفعل أي شيء يظهر انتماءنا للإقليم ولهذه القوات»، مشيدة بالدعم الكبير والتعاطف الحقيقي الذي أبداه الناس معنا، ونعتقد أننا جمعنا مبلغا كبيرا، وسنعرف غدا (اليوم) كم بلغ بعد أن نفتح الصناديق حيث تتوزع مجموعتنا على ثلاثة مراكز تجارية، ونقوم ببيع القمصان التي تحمل جملة «نحب البيشمركة»، كما أن واحدة من فريقنا تغني للوطن وللمحبة وللبيشمركة، ونرسم علم إقليم كردستان على وجوه الأطفال».
وقالت: «هذه أول مراحل حملتنا، ونفكر بتطويرها وتطوير برامجها، وقد ينضم إلينا شباب لنكون فريقا مختلطا، شابات وشباب».
الإعلام الكردي، المقروء والمسموع والمرئي، خصص مساحات نشره وبثه عن فعاليات القتال في الجبهات لنقل أخبار إنجازات البيشمركة، وقتالهم ضد «داعش»، إضافة إلى بث لقاءات وأحاديث حية مع قادة ومقاتلي البيشمركة، تتخللها أغانٍ وأناشيد وطنية تتغنى بحب كردستان وشحذ همم المقاتلين والناس.
وهنا لا مجال للحديث مع أي مواطن كردي، مهما كان انتماؤه السياسي دون الإشادة بانتصارات وجهود البيشمركة، التي أعلن المئات من الشباب، خاصة طلبة الجامعات والموظفين، عن تطوعهم للقتال ضد «داعش».
شيرين، طالبة في جامعة السليمانية، أبدت استغرابها من السياسيين العرب، خاصة أعضاء البرلمان العراقي وقادة الكتل السياسية الذين «تحصنوا بمواقعهم ببغداد، ولم يكلفوا أنفسهم زيارة جبهات القتال واللقاء بالبيشمركة أو زيارة مخيمات النازحين، مع أن غالبيتهم من العرب أو من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الاتحادية»، مشيرة إلى أن «غالبية هؤلاء السياسيين يأتون للإقليم، إما للحصول على دعم قيادته لهم في الحصول على مناصب حكومية، أو الوصول إلى البرلمان، مع أن الغالبية منهم يقيمون أما في أربيل، أو السليمانية، وعوائلهم تشعر بالأمان».
وقالت: «بعض هؤلاء المسؤولين، وتعني العرب، في البرلمان، أو الحكومة العراقية، نقل عائلته إلى عمان وبيروت عندما شعروا أن ثمة خطرا يحيق بالإقليم عندما اقتربت قوات (داعش) من حدودنا»، مطالبة «حكومة الإقليم بعدم السماح لهم بالعودة إلى الإقليم».
ولا يخفى على المتتبع للأمور هنا استياء بعض الشباب الكردي من الشباب العرب أو الحضور العربي، ويقول سالار، وهو سائق سيارة أجرة: «أنا متطوع مع قوات البيشمركة وأنتظر استدعائي في أي وقت، بينما الشباب العرب هنا، الذين نزحوا ومنذ سنوات إلى مدننا لم يبدوا أي تفاعل أو تعاطف معنا، هم يسهرون في النوادي الليلية، ويقضون أوقاتهم في المراكز التجارية وأبناؤنا يقاتلون (داعش)»، مشيرا إلى أن «العشائر العربية داخل حدود الإقليم وحوله هم من خاننا وناصر (داعش) ضدنا».
وفي هذا الموضوع، قال الدكتور فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان: «بالفعل، شعرنا بمخاطر اشتباكات بين الشباب الكردي والعربي، بل إننا لمسنا تحركا بهذا الاتجاه، مما دفعني وبتوجيه من قبل السيد مسعود بارزاني رئيس الإقليم للظهور على شاشات التلفزيونات الكردية لأنبه إلى أن العرب العراقيين هم ضيوفنا وضيوف مسعود بارزاني، وأن أي تحرك أو مشاعر معادية ضدهم سيكون موجها ضدنا وضد أسلوبنا في التسامح والتعايش، وبأن العراقيين هم إخوتنا في الوطن»، مشيرا إلى أن «هذا التوجه هدّأ كثيرا من الاحتقان، الذي نحن في غنى عنه، كما أن تصريح السيد رئيس الإقليم بأن العرب السنّة أهلي، ومن يتصرف ضدهم كأنما يتصرف ضدي» هدّأ الكثير، و«جعل الأمور طبيعية».
وكلما توغلنا في المناطق القريبة من محاور القتال، خاصة باتجاه الموصل من جهة محافظة دهوك، يتحول المشهد إلى اللون الكاكي والفعل العسكري، شاحنات تنقل المؤنة والأسلحة والعتاد العسكري إلى الخطوط الأولى من القتال، حافلات وسيارات تابعة لقوات البيشمركة تقل مقاتلين يتوجهون إلى الجبهة، وكلما مروا قرب تجمعات سكانية تلقوا التحيات وإشارات النصر، ويجري التلويح لهم بعلم إقليم كردستان».
قيادي كردي بارز، قال لـ«الشرق الأوسط»، مفضلا عدم ذكر اسمه: «لقد وحدت هذه المواجهات العسكرية بين مقاتلي البيشمركة وقوات (داعش) الإرهابية من وحدتنا الداخلية، وجعلتنا نؤمن أكثر، مواطنين ومسؤولين سياسيين، بقوة بأهمية إقليمنا، وأن نتعامل بالمزيد من الثقة مع أبناء شعبنا سواء كانوا مع الحكومة أو معارضين لها، لأننا اليوم في موقف واحد ومحنة واحدة ضد الإرهاب».
ومع كل هذه المشاهد، إلا أن الحياة تجري داخل المدن بشكل طبيعي والحياة تجري على وتيرتها؛ ففي السليمانية، المدينة الثانية في الإقليم، يبدو كل شيء طبيعيا، لكن هندرين حكمت موسيقي كردي، يقول: «ما تأثر كثيرا هو الوضع الاقتصادي بسبب معاقبة الحكومة المركزية ببغداد للإقليم بقطع الميزانية وحرمان الموظفين من رواتبهم»، مشيرا إلى أن ذلك «يكاد يشل الحركة الاقتصادية تماما»، وقال: «أما بقية فعاليات حياة الناس، فهي طبيعية تقريبا، رغم أن غالبية الشباب يقاتلون الآن في الجبهات لدرء خطر إرهاب (داعش) عن مدننا».



أزمة تمويل تهدد معيشة اليمنيين خلال العام المقبل

فجوة كبيرة في التمويل الدولي الموجه إلى المساعدات وأعمال الإغاثة في اليمن (إ.ب.أ)
فجوة كبيرة في التمويل الدولي الموجه إلى المساعدات وأعمال الإغاثة في اليمن (إ.ب.أ)
TT

أزمة تمويل تهدد معيشة اليمنيين خلال العام المقبل

فجوة كبيرة في التمويل الدولي الموجه إلى المساعدات وأعمال الإغاثة في اليمن (إ.ب.أ)
فجوة كبيرة في التمويل الدولي الموجه إلى المساعدات وأعمال الإغاثة في اليمن (إ.ب.أ)

على الرغم من أن التدخلات التنموية في اليمن تمكّنت من إحداث فارق ملموس في تحسين سبل العيش، تزداد تحذيرات وكالات الأمم المتحدة من اتساع فجوة تمويل الأعمال الإنسانية في اليمن، مع سعيها إلى الاستجابة الطارئة لحماية الأطفال والفئات الأكثر هشاشة من الوصول إلى مستويات شديدة من نقص الاحتياجات.

نفاد الإمدادات

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عن حاجتها إلى 126.25 مليون دولار، لتنفيذ خطتها الإنسانية في البلاد للعام المقبل، وضمان استمرار خدمات الصحة والتغذية والمياه والتعليم والحماية لملايين الأطفال الذين يعتمد غالبيتهم على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، محذرة من أن استمرار التدهور قد يحرم أعداداً متزايدة من الرعاية الأساسية.

وتراجعت حاجة «اليونيسف» إلى تمويل نشاطها في اليمن للعام المقبل بنسبة 40 في المائة عن العام الحالي، الذي طلبت فيه تمويلاً بمبلغ 212 مليون دولار.

ونبهت المنظمة الأممية إلى أن إغلاق أكثر من 3000 مركز تغذية، ونفاد الإمدادات الحيوية بحلول أوائل العام المقبل، يجعلان حياة مئات الآلاف من الأطفال عرضة للخطر.

ملايين الأطفال اليمنيين يواجهون خطر سوء التغذية ونقص الخدمات الصحية (الأمم المتحدة)

بدورها، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) نداء تمويلياً بقيمة 86.57 مليون دولار، لدعم سُبل العيش الزراعية وتعزيز القدرة على الصمود لنحو 9.15 مليون شخص في اليمن خلال العام نفسه.

تدخلات زراعية

تقدّر «فاو» أن اليمن يُعد ثالث أكبر أزمة غذاء في العالم، حيث يواجه أكثر من نصف السكان مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينهم نحو 41 ألف شخص معرضون لخطر المجاعة، بعد عقد من بدء النزاع المسلح، والتطورات الأخيرة التي عطّلت سلاسل التوريد، إلى جانب الانهيار الاقتصادي والتغيرات المناخية القاسية.

ويتوقع المنسق العام للجنة اليمنية العليا للإغاثة، جمال بلفقيه، أن نقل مكتب منسق الشؤون الإنسانية إلى العاصمة المؤقتة عدن سيساعد بشكل كبير على تنفيذ خطط الاستجابة الإنسانية وتغيير مسار العمل الإنساني وبيان أثرها، داعياً إلى الشراكة بين المنظمات الدولية والقطاع الخاص في اليمن، لتوفير السلع الأساسية والشراء من السوق المحلية.

فجوة تمويل الإغاثة في اليمن تهدد بتراجع كبير في القدرة الشرائية للسكان وفق خبراء (أ.ف.ب)

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط» يبدي المسؤول الإغاثي الحكومي قلقه من أن اختطاف الجماعة الحوثية العاملين في الوكالات الأممية، وممارسة الابتزاز باستخدام الورقة الإنسانية سيعوقان أداء المنظمات ويؤثران سلباً على الدعم الخارجي، مبدياً تفاؤله بأن تؤدي الإجراءات الاقتصادية الحكومية إلى تحسين أسعار المواد الأساسية، مما يساعد في تحسين القوة الشرائية.

وتوضح الوكالة الأممية أن 17.68 من التمويل سيُوجّه إلى صالح تدخلات زراعية طارئة لتحقيق تعافي سُبل المعيشة، ويشمل ذلك توزيع البذور، وتطعيم الماشية، وإعادة تأهيل البنى التحتية الزراعية والمائية، في مساعٍ للحد من اعتماد السكان الكامل على المساعدات الغذائية، فيما سيُستخدم المبلغ المتبقي لتعزيز القدرة على الصمود للفئات المستهدفة.

وبسبب مواجهة برنامج الغذاء العالمي عجزاً كبيراً في تمويله، تم تقليص المستفيدين من خدماته إلى النصف، وهو ما سيؤدي إلى انخفاض القدرة الشرائية وسحب ما بين 200 و300 مليون دولار سنوياً من الأسواق المحلية، حسبما أورده المستشار الاقتصادي في مكتب الرئاسة اليمنية، فارس النجار.

تعزيز صمود الريف

وبينما يحتاج البرنامج الأممي إلى أكثر من 300 مليون دولار للستة الأشهر المقبلة، لم يحصل سوى على 106 ملايين دولار فقط.

طفل يتلقى العلاج من سوء التغذية في أحد مستشفيات صنعاء (الأمم المتحدة)

ويقدّر النجار أن سوء التغذية سيؤدي إلى خسارة مستقبلية في إنتاجية الفرد ما بين 10 و15 في المائة، مما يعني اقتصاداً أصغر وناتجاً أقل لعقد كامل إذا لم تجرِ حماية الفئات الأضعف، لافتاً إلى أن عدم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية سيضع اليمنيين أقرب من أي وقت مضى أمام سيناريوهات المجاعة.

في غضون ذلك، كشف الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) عن أن التدخلات التنموية متوسطة المدى يمكن أن تُحدث فرقاً ملموساً حتى في ظل استمرار النزاع، وأن هذه التدخلات عززت من تحسين سبل العيش والأمن الغذائي لعشرات الآلاف من السكان في المناطق الريفية في اليمن، رغم استمرار النزاع وانهيار البنية التحتية والخدمات الأساسية.

جاء ذلك بعد أن أظهر مشروع تنمية سبل العيش الريفية، المنفذ بين عامَي 2021 و2024، أن تحسين الوصول إلى المياه وتحديث أنظمة الري أسهما في خفض استهلاك المياه بنسبة وصلت إلى 80 في المائة، إلى جانب زيادة الإنتاج الزراعي، وتحسين دخل آلاف الأسر في خمس محافظات يمنية.

تنمية سبل العيش الريفية تُسهم في تحسين الإنتاج الزراعي وتحسين دخل آلاف الأسر (إيفاد)

وذكر «إيفاد»، في تقرير حديث، أن إجمالي تمويل المشروع وصل إلى 5.3 مليون دولار، وشمل 5 محافظات و31 مديرية، واستفاد منه أكثر من 84 ألف شخص في نحو 12 ألف أسرة ريفية. وركزت التدخلات على تحسين الوصول إلى المياه، وإعادة تأهيل أنظمة الري، وحماية الأراضي الزراعية من الفيضانات، بالإضافة إلى دعم المزارعين بمدخلات زراعية وتدريب تقني.

ونوه «إيفاد» إلى أن اعتماد نهج التعاقد المجتمعي، بالشراكة مع صندوق التنمية الاجتماعية ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، مكّن المجتمعات المحلية من قيادة عملية التخطيط والتنفيذ، مما عزّز الحوكمة المحلية والتماسك الاجتماعي في بيئات تعاني هشاشة مؤسسية شديدة.

وبيّن التقرير أن تحديث البنية التحتية المائية أسهم في خفض استهلاك مياه الري بنسبة تتراوح بين 70 و80 في المائة، وتحسين إنتاجية المزارعين، إلى جانب حماية 131 هكتاراً من الأراضي الزراعية. كما استفاد أكثر من 3300 مزارع من المدارس الحقلية والأعمال الزراعية، فيما تلقت 4000 امرأة ورجل تدريبات في مجالات التغذية والزراعة المنزلية.


مصر تستكمل ماراثون الانتخابات البرلمانية وسط جدول مزدحم

المصريون بالأردن يصوتون في المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب (أ.ش.أ)
المصريون بالأردن يصوتون في المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب (أ.ش.أ)
TT

مصر تستكمل ماراثون الانتخابات البرلمانية وسط جدول مزدحم

المصريون بالأردن يصوتون في المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب (أ.ش.أ)
المصريون بالأردن يصوتون في المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب (أ.ش.أ)

تستكمل مصر ماراثون الانتخابات البرلمانية بانطلاق جولة الإعادة للمغتربين بالمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب، الاثنين، وسط جدول انتخابي مزدحم، عدّه خبراء «منهكاً» لكل من المرشحين والناخبين، مع استحداث جولات جديدة طرأت على أجندة الانتخابات بسبب إلغاء نتائج انتخابات بعض الدوائر لـ«مخالفات»، والطعن على نتائج دوائر أخرى.

وانطلقت عمليات الاقتراع في جولة الإعادة بالمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب المصري «الغرفة الأولى للبرلمان» يومي الاثنين والثلاثاء، بينما يجري التصويت بالداخل يومي الأربعاء والخميس المقبلين.

جولات انتخابية جديدة في اقتراع مجلس النواب المصري (حزب الدستور)

وفي سابقة لافتة يصوت المصريون في انتخابات مجلس النواب على مراحل ممتدة، تصل إلى 7 جولات انتخابية، على خلفية إلغاء نتائج عدد من الدوائر، حيث أصدرت «المحكمة الإدارية العليا» بمجلس الدولة، وهي أعلى محكمة إدارية، نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أحكاماً ببطلان الانتخابات في نحو 30 دائرة بانتخابات المرحلة الأولى، عقب فحصها طعوناً تقدم بها مرشحون.

وسبق ذلك قرار «الهيئة الوطنية للانتخابات» بإلغاء نتائج الانتخابات في 19 دائرة بالمرحلة الأولى، عقب حديث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن «مخالفات»، بالمرحلة الأولى التي انطلقت في 10 نوفمبر الماضي.

وكان مقرراً إعلان النتيجة النهائية لانتخابات مجلس النواب في 25 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بحسب الخريطة الزمنية التي أعلنتها «هيئة الانتخابات» قبل انطلاق الاقتراع، غير أنها أدخلت تعديلات عليها ليكون الإعلان النهائي عن النتيجة في 10 يناير (كانون الثاني) المقبل.

في سابقة استثنائية يصوت المصريون في انتخابات النواب عبر 7 جولات (حزب الدستور)

ويرى نائب مدير مركز «الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بمصر، عمرو هاشم ربيع، أن تعدد وطول جولات التصويت والإعادة يصيب الناخبين بـ«الملل» و«الإحباط»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «7 جولات مرهقة جداً للناخبين والمرشحين، كما أصيبت الأحزاب المشاركة بالإنهاك والارتباك»، وبحسب ربيع، فإن «طول الجولات لن يؤثر في النتائج النهائية للانتخابات»، لكن تأثيره واضح في «نسبة المشاركة المتدنية».

وتثير انتخابات مجلس النواب المصري جدلاً واسعاً قبل بدايتها؛ إذ طالبت أحزاب عدة بتطبيق نظام «القائمة النسبية» لضمان تمثيل عادل لجميع الأحزاب والقوى السياسية، بديلاً عن النظام المطبَّق حالياً، ويعتمد قانون الانتخابات الحالي نظاماً انتخابياً مختلطاً، بواقع انتخاب نصف المقاعد فردياً، في حين أن النصف الآخر يُنتخب بنظام «القوائم المغلقة المطلقة»؛ ما يعني فوز أعضاء القائمة بالكامل حال تحقيقها أعلى الأصوات.

أحزاب مصرية تحشد قوتها لاستكمال جولات الانتخابات (حزب مستقبل وطن)

وفي رأي خبير النظم والتشريعات البرلمانية عبد الناصر قنديل، فإن تعدد وامتداد جولات الإعادة أفرزا مشهداً انتخابياً «مرتبكاً»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «وصول مراحل الإعادة إلى 7 جولات ماراثون وعملية استثنائية لم تحدث في تاريخ الحياة البرلمانية المصرية، فهي أطول عملية اقتراع في تاريخ مصر، وهو مشهد سيغير الكثير، ويطيح بثوابت عدة».

وبحسب قنديل: «اضطر كثير من المرشحين إلى تغيير تكتيكاتهم الانتخابية التي كانوا يعتقدون أنها ستضمن لهم الفوز منذ الجولة الأولى».

وتقتصر جولات الإعادة على المقاعد الفردية، التي طالها إلغاء النتائج؛ إذ سبق أن أعلنت «الهيئة الوطنية للانتخابات» فوز «القائمة الوطنية من أجل مصر»، التي تضم 12 حزباً، بمقاعد المرحلة الأولى، وخاضت المنافسة منفردة دون وجود قوائم منافسة.

ويعتقد قنديل أن «المشهد الانتخابي الحالي ضاغط على الأحزاب السياسية، التي لم تتعود أيضاً على هذا التطويل، وهو ما أثر سلباً في قدرتها حشد الناخبين»، وبحسب قنديل، فإن «الهيئة الوطنية للانتخابات تعاملت بكفاءة فنية واضحة مكنتها من وضع جدول زمني استثنائي لجميع المراحل رغم ضيق الوقت».

ويشهد البرلمان المقبل وجود 596 نائباً، بينهم 568 عضواً بالانتخاب، و28 عضواً بنسبة 5 في المائة يعينهم رئيس الجمهورية. ولا يزال يدور التنافس حول 195 مقعداً داخل دوائر الإعادة في المرحلتين الأولى والثانية بجانب الدوائر المُلغاة التي تُعاد انتخاباتها، وفقاً لـ«هيئة الانتخابات».


غزة تكابد لانتشال الجثث من تحت الأنقاض... والعواصف تهدم المباني المتضررة

السلطات في غزة تحذر من احتمال انهيار المزيد من المباني المتضررة من الحرب بسبب الأمطار الغزيرة (أ.ب)
السلطات في غزة تحذر من احتمال انهيار المزيد من المباني المتضررة من الحرب بسبب الأمطار الغزيرة (أ.ب)
TT

غزة تكابد لانتشال الجثث من تحت الأنقاض... والعواصف تهدم المباني المتضررة

السلطات في غزة تحذر من احتمال انهيار المزيد من المباني المتضررة من الحرب بسبب الأمطار الغزيرة (أ.ب)
السلطات في غزة تحذر من احتمال انهيار المزيد من المباني المتضررة من الحرب بسبب الأمطار الغزيرة (أ.ب)

حذرت السلطات في قطاع غزة اليوم (الاثنين) من احتمال انهيار مزيد من المباني المتضررة من الحرب بسبب الأمطار الغزيرة في القطاع الفلسطيني المدمر، وقالت إن الأحوال الجوية تجعل من الصعب انتشال الجثث التي لا تزال تحت الأنقاض.

ووفقاً لـ«رويترز»، ذكرت السلطات الصحية أن انهيار مبنيين في غزة يوم الجمعة أسفر عن مقتل 12 على الأقل، وذلك وسط عاصفة جرفت الخيام وأغرقتها أيضاً، وأدت إلى وفيات بسبب التعرض للبرد.

واتفقت إسرائيل وحركة «حماس» على وقف إطلاق النار في أكتوبر (تشرين الأول) بعد عامين من القصف المكثف والعمليات العسكرية، لكن المنظمات الإنسانية تقول إن المساعدات التي تدخل غزة قليلة للغاية، في حين لا يزال جميع السكان تقريباً بلا مأوى.

ودعا المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، المجتمع الدولي إلى توفير منازل متنقلة وكرفانات للنازحين الفلسطينيين بدلاً من الخيام.

وقال: «إذا لم يتم حماية الناس اليوم سنشهد مزيداً من الضحايا. سنشهد مزيداً من قتل الناس، والأطفال، والنساء، والعوائل بأكملها داخل هذه المباني».

سلطات غزة تواصل الحفر لانتشال نحو تسعة آلاف جثة يقدّر أنها لا تزال مدفونة تحت الأنقاض (أ.ب)

وكان محمد نصار وعائلته يعيشون في مبنى مكون من ستة طوابق تضرر بشدة جراء الغارات الإسرائيلية في وقت سابق من الحرب، ثم انهار يوم الجمعة.

وواجهت أسرته صعوبات في العثور على مسكن بديل، وغمرتهم المياه أثناء إقامتهم في خيمة خلال نوبة سابقة من سوء الأحوال الجوية. وخرج نصار لشراء بعض الاحتياجات يوم الجمعة وعاد ليجد مشهد الحطام وعمال الإنقاذ يحاولون انتشال الجثث من تحت الأنقاض.

وقال نصار: «شفت إيد ابني طالعة من تحت الأرض، يعني أكتر منظر أثّرني، ابني تحت الأرض مش قادرين نطلعه». وتُوفي ابنه (15 عاماً) وابنته (18 عاماً).

وفي غضون ذلك، قال المتحدث إسماعيل الثوابتة إن سلطات غزة تواصل الحفر لانتشال نحو تسعة آلاف جثة يقدّر أنها لا تزال مدفونة تحت الأنقاض جراء القصف الإسرائيلي خلال الحرب، لكنهم يفتقرون إلى المعدات اللازمة لتسريع العمل.

وانتشل عمال الإنقاذ اليوم رفات نحو 20 شخصاً من مبنى متعدد الطوابق تعرض للقصف في ديسمبر (كانون الأول) 2023، حيث يُعتقد أن نحو 60 شخصاً، بينهم 30 طفلاً، كانوا يحتمون فيه.