الأحزاب اليمينية المتشددة تطلق من إيطاليا حملاتها لانتخابات البرلمان الأوروبي

TT

الأحزاب اليمينية المتشددة تطلق من إيطاليا حملاتها لانتخابات البرلمان الأوروبي

تستعدّ الأحزاب الشعبوية الأوروبية، التي تتخذ من العداء للمهاجرين شعاراً لها، لإطلاق حملاتها لانتخابات برلمان ستراسبورغ المقررة في 26 مايو (أيار) المقبل. تنطلق الحملة في 8 أبريل (نيسان) في ميلانو بقيادة وزير الداخلية الإيطالي المتشدد نائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني عن حزب «رابطة الشمال»، ومشاركة ممثلين لحزب الحرية النمساوي، وحزب «البديل من أجل ألمانيا»، وحزب «التجمع الوطني» الفرنسي، و«حزب الشعب الدنماركي» و«حزب الفنلنديين». وأعلن «حزب الرابطة» اليميني المتشدد، أول من أمس (الثلاثاء)، أنه من المتوقع أن يقدم سالفيني مقترحات من أجل «أوروبا ذات المنطق السليم»، بمشاركة زملائه من ساسة اليمين الشعبويين في أوروبا. ووفقاً لصحيفة «لا ستامبا»، ستشمل هذه المقترحات إنهاء تمويل الاتحاد الأوروبي لتركيا والدفاع عن القيم المسيحية وسياسة هجرة أوروبية أكثر تشدداً دون إعادة توزيع المهاجرين داخل التكتل، وفرض قيود على سلطة بروكسل في إملاء السياسة الاقتصادية على الدول الأعضاء.
وأشارت الصحيفة إلى أن كثيراً من زعماء الأحزاب اليمينية سوف يشاركون في المؤتمر الذي يستضيفه سالفيني. وقال نائب المستشار النمساوي زعيم حزب الحرية هاينز كريستيان شتراخه، أمس (الأربعاء)، في فيينا إن الاجتماع له «هدف واضح»، هو تحويل المجموعات الثلاث اليمينية المتشككة في الاتحاد الأوروبي الموجودة اليوم في البرلمان الأوروبي إلى مجموعة واحدة، مضيفاً أنه لن يحضر.
وفي وقت سابق من هذا العام، قال زعيم حزب «البديل من أجل ألمانيا»، وهو أيضاً مرشح الحزب الأول في انتخابات الاتحاد الأوروبي، إنه يأمل في تشكيل تجمع يميني كبير بعد الانتخابات يضم حزب الحرية النمساوي، وحزب الرابطة الإيطالي، وكثيراً من أحزاب دول الشمال.
وقبل نحو سبعة أسابيع على انتخابات البرلمان الأوروبي، كشفت دراسة حديثة انقساماً بين الأوروبيين في موقفهم تجاه الاتحاد الأوروبي. وأظهرت الدراسة، التي أجرتها مؤسسة «بيرتلسمان» الألمانية، واقتبست منها الوكالة الألمانية، أن هناك فجوةً في أوروبا بين الذين ينظرون بتفاؤل تجاه حالة المجتمع ووضعهم الاقتصادي، والذين ينظرون إلى الأمرين بقلق. وذكر مُعدّو الدراسة أن هذه المواقف المتباينة من الممكن أن يكون لها تأثيرات مباشرة على الانتخابات.
وأشارت الدراسة إلى أن المتفائلين والمتشككين يتبنون آراء مختلفة على نحو واضح بشأن سياسة الاتحاد الأوروبي وتفضيلات حزبية متباينة، حيث يتضح ذلك من الإعراب المتزايد للمواطنين المتشككين عن تعاطفهم مع الأحزاب اليمينية الشعبوية أو اليمينية المتطرفة، مثل حزب الجبهة الوطنية في فرنسا وحزب «البديل من أجل ألمانيا» في ألمانيا، وحزب «رابطة الشمال» في إيطاليا.
وأوضحت الدراسة أن هذه الفئة غير راضية في الأغلب عن القرارات على مستوى الاتحاد الأوروبي، وتنتقد طريقة العمل في الاتحاد، وترى أن بروكسل وستراسبورغ تهملان مصالح المواطنين. وفي المقابل، يميل المواطنون المتفائلون إلى أحزاب تيار الوسط والموالية لأوروبا، ويقيمون أداء الاتحاد الأوروبي على نحو إيجابي أكبر ويطلعون على السياسة الأوروبية على نحو أفضل. وشمل الاستطلاع نحو 11700 مواطن في جميع الدول الأعضاء في الاتحاد.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.