واشنطن تضغط على أنقرة للتخلي عن منظومة «إس 400»

أعلنت تعليق تسليمها معدات خاصة بمقاتلات «إف 35»

المقاتلة «إف 35» كما عرضت في معرض برلين في أبريل الماضي (رويترز)
المقاتلة «إف 35» كما عرضت في معرض برلين في أبريل الماضي (رويترز)
TT

واشنطن تضغط على أنقرة للتخلي عن منظومة «إس 400»

المقاتلة «إف 35» كما عرضت في معرض برلين في أبريل الماضي (رويترز)
المقاتلة «إف 35» كما عرضت في معرض برلين في أبريل الماضي (رويترز)

بدأت الولايات المتحدة خطوات تصعيدية للرد على إعلان تركيا تمسكها بمنظومة الدفاع الصاروخي الروسية «إس - 400»، وأعلنت تعليق تسليمها جميع شحنات المعدات المتعلقة بمقاتلات «إف 35» الأميركية، لحملها على التخلي عن المنظومة الروسية المضادة للصواريخ. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ليل الاثنين - الثلاثاء، «إنه بانتظار قرار صريح من تركيا بالامتناع عن تسلم نظام (إس - 400) تم تعليق عمليات التسليم والأنشطة المرتبطة بتفعيل القدرات التشغيلية لطائرات (إف 35) في تركيا»، مضيفاً: «حوارنا مستمر مع تركيا بشأن هذه المسألة المهمة».
كانت وكالة «رويترز»، نقلت عن مصادر وصفتها بـ«المطلعة»، أن الولايات المتحدة علّقت إرسال معدات مقاتلات «إف - 35» إلى تركيا، في أول خطوة عملية من جانبها لوقف تسليم هذه الطائرات، في ظل تصميم أنقرة على شراء صواريخ «إس 400» من روسيا.
وأبلغ مسؤولون أميركيون نظراءهم الأتراك، خلال الأيام الماضية، أنهم لن يسلموهم شحنات إضافية لمعدات «إف - 35»، تحضيراً لوصول المقاتلات الأميركية التي تنتجها شركة «لوكهيد مارتن»، حسب مصدرين تحدثا لـ«رويترز». وأكدت المصادر أن الشحنة التي كان متوقعاً وصولها إلى تركيا، والتي تتعلق بمعدات تدريب ومعدات أخرى تخص المقاتلة الحربية، قد تمّ إلغاؤها. ومن المتوقع أن تصعب عملية التعليق هذه زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، إلى واشنطن، خلال الأسبوع الحالي، لحضور اجتماع وزراء خارجية «الناتو».
ويتوجه وزير الخارجية التركي إلى الولايات المتحدة، الخميس، للمشاركة في اجتماع «الناتو»، ومن المتوقع حسب ما أعلن أول من أمس، أن يلتقي نظيره الأميركي مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون، وستتطرق المباحثات معهما إلى الكثير من الملفات؛ في مقدمتها العلاقات بين البلدين والتوتر حول عدد من الملفات، من بينها ملف تسليم مقاتلات «إف - 35» التي تشارك تركيا في برنامج دولي لتصنيعها، ودفعت خلاله 900 مليون دولار.
كما يقوم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بزيارة إلى موسكو في 8 أبريل (نيسان) الحالي، ومن المنتظر أن يتم التطرق إلى هذا الموضوع، لكن مصادر أكدت أن تركيا لن تغير موقفها. وسبق أن هددت واشنطن، أنقرة، بأنها إذا مضت قدماً في شراء النظام الروسي للدفاع الجوي «إس 400»، فإنها ستضطر لإعادة النظر في مشاركة أنقرة في برنامج الطائرة المقاتلة «إف - 35». ويؤكد الرئيس التركي أن شراء بلاده منظومة «إس 400» الصاروخية من روسيا «لا علاقة له من قريب أو بعيد بأمن الولايات المتحدة، أو (حلف الناتو) أو صفقة مقاتلات (إف - 35)». وكانت تركيا جددت تمسكها بصفقة صواريخ «إس - 400» الروسية، رافضة ربطها بالاتفاق الخاص بمقاتلات «إف - 35» الأميركية، ومعتبرة أن محاولات واشنطن للضغط بمنع تسليم المقاتلات الأميركية والتدخل في الصفقة مع روسيا انتهاك للقانون الدولي.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن أنقرة ستحترم صفقة شراء منظومة «إس - 400» الدفاعية من روسيا، وإنها أوفت بالتزاماتها لتصبح جزءاً من برنامج مقاتلات «إف - 35» الأميركية، وانتقد تحرك نواب في مجلس الشيوخ الأميركي لمنع تسليم المقاتلات لتركيا. وأشار جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، عقب الاجتماع السابع لمجموعة التخطيط الاستراتيجي المشتركة التابعة لمجلس التعاون التركي الروسي رفيع المستوى، الذي عقد في مدينة أنطاليا، جنوب تركيا، يوم الجمعة الماضي، إلى أن بلاده لا تعتزم بيع أنظمة «إس - 400» لبلد آخر، وأن أنقرة وموسكو تبحثان مواعيد التسليم.
وحول الموقف الأميركي إزاء شراء منظومة «إس - 400» من روسيا، قال جاويش أوغلو إن «معارضة بلد ثالث لاتفاقية مبرمة بين بلدين آخرين يعد خرقاً للقانون الدولي»، مشيراً إلى أن واشنطن تصدر تصريحات متناقضة بشأن برنامج مقاتلات «إف - 35»، الذي تشارك فيه تركيا.
وكان 4 أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي قدموا، الأربعاء الماضي، مشروع قانون يدعمه الجمهوريون والديمقراطيون لمنع تسليم مقاتلات «إف - 35» لتركيا إلى أن تؤكد الحكومة الأميركية أن أنقرة لن تتسلم نظام الدفاع الجوي الروسي (إس - 400). وتقدم بمشروع القانون كل من السيناتورين الجمهوريين جيمس لانكفورد وتوم تيليس، والديمقراطيين جين شاهين وكريس فان هولين. ويحتوي مشروع القانون على عدم إعطاء تركيا أي ملكية فكرية وبيانات ضرورية تتعلق بصيانة مقاتلات «إف - 35»، وعدم إنشاء أي مرافق للتخزين في تركيا تتعلق بالمقاتلات الأميركية.
ويتضمن المشروع أن الرئيس الأميركي يمكنه إعفاء تركيا من القيود المذكورة في حال تعهد خطياً للكونغرس بأن الحكومة التركية لا تخطط، أو لا تنوي، الحصول على أنظمة الدفاع الجوي الروسية. ووفقاً لمشروع القانون، فإن شراء تركيا لأنظمة الدفاع الجوي الروسية من شأنه أن يعرض وحدة حلف شمال الأطلسي (ناتو) للخطر.
ويشير إلى أن عملية البيع تؤثر في عمليات القوات الأميركية، ومن ضمن ذلك عمليات التحالف الدولي، وفي التعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة وتركيا، وهو ما من شأنه أن يزيد بشكل كبير من خطر اختراق أنظمة الدفاع الأميركية وقدراتها التشغيلية. والاثنين الماضي، جدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، تأكيد بلاده عدم تراجعها عن شراء منظومة الصواريخ الروسية «إس - 400» للدفاع الجوي مهما كانت التهديدات الأميركية.



الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.