حظر البلاستيك في البحر الأحمر لحمايته من مصير «المتوسط» في مصر

قبل نحو عام، كانت جمعية المحافظة على البيئة بمحافظة البحر الأحمر المصرية تأمل في أن تستجيب أغلب الفنادق بالمحافظة للتجربة التي قامت بتنفيذها مع أحد الفنادق بها، ونتجت عن الاستغناء تماماً عن البلاستيك.
وكان مسؤولو الجمعية يؤمنون حينها بأن السبيل للوصول إلى حلم الاستغناء التام عن البلاستيك يتطلب بذل مزيد من الجهد في التوعية بأخطاره الملوثة للبيئة، ولكنهم أدركوا لاحقاً أنه يجب أن يسير مع هذا الأمر بالتوازي جهود لإصدار تشريع يدعم خفض استهلاك البلاستيك.
ورغم أن جمعية المحافظة على البيئة لم تفلح إلى الآن في الوصول إلى حلم إصدار التشريع، فإن مسؤوليها نجحوا في إقناع السلطات المحلية بإصدار قرار يمنع استخدام أكياس البلاستيك في المطاعم والصيدليات.
وبناءً على مذكرة رفعتها الجمعية إلى اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر، تتضمن الأخطار البيئية والصحية للبلاستيك، تم أول من أمس (الاثنين) إصدار القرار رقم (167) لعام 2019، بخصوص حظر استخدام البلاستيك في المطاعم والفنادق والصيدليات، كما شمل القرار أيضاً منع دخولها عبر المنافذ البحرية والبرية بالمحافظة، وعدم الترخيص لمصانع إنتاجها داخل نطاق المحافظة.
وتقول سهى الرملي، مدير تسويق «جمعية المحافظة على البيئة بمحافظة البحر الأحمر»، لـ«الشرق الأوسط»: «القرار الجديد الذي أصدره المحافظ أخيراً هو تفعيل لقرار قديم تم إصداره عام 2008، وتم التراخي في تنفيذه بسبب الأحداث السياسية التي شهدتها مصر منذ قيام ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011».وأضافت: «أبدت الجمعية مخاوفها من تحول البحر الأحمر إلى بحر من البلاستيك، وهو الوصف الذي أصبح ملتصقاً بالبحر المتوسط، وفق تقارير بيئية صدرت مؤخراً عن جهات دولية».
وصدر تقرير من الصندوق العالمي للطبيعة في شهر يونيو (حزيران) من العام الماضي، حذر من حجم وسرعة انتشار البلاستيك في مياه البحر المتوسط. ووصف التقرير البحر المتوسط بأنه سادس أكبر مناطق تكدس القمامة البحرية، وقال إن البلاستيك وحده يمثل 95 في المائة منها. وأضاف أنه رغم أن مياهه لا تشكل سوى 1 في المائة من مياه العالم، فإن النفايات البلاستيكية المنتشرة فيه تمثل 7 في المائة من الموجود بالبحار والمحيطات كافة.
ووضع التقرير ترتيباً للدول الأكثر تلويثاً للبحر المتوسط بنفايات البلاستيك، وجاءت مصر في المرتبة الرابعة، حيث تلقي يومياً 77 طناً من البلاستيك في البحر المتوسط، وجاء قبلها في الترتيب تركيا وإسبانيا وإيطاليا، إذ تلقي هذه الدول يومياً ما يقدر بنحو 144، و126، و90 طناً على الترتيب.
ويؤكد الدكتور محمود حنفي، الأستاذ بكلية العلوم جامعة قناة السويس المستشار البيئي للجمعية، أن إصدار القرار وإن كان قد أسعدهم، فإن ذلك لا يعني انتهاء مهمتهم. ويقول حنفي لـ«الشرق الأوسط»: «يجب أن يكون هناك قبول للقرار، وما سيترتب عليه من عقوبات في لائحته التنفيذية التي يتم إعدادها حالياً، ولن يأتي ذلك إلا عن طريق تكثيف حملات التوعية».