«أمازون» تشدد قبضة التحكم بالمنازل الذكية

تستحوذ على منتجات متميزة لضمها إلى إبداعاتها الإلكترونية

المساعد الصوتي أساس المنزل الذكي الحديث  -  «إيرو» لتنشيط «واي - فاي»
المساعد الصوتي أساس المنزل الذكي الحديث - «إيرو» لتنشيط «واي - فاي»
TT

«أمازون» تشدد قبضة التحكم بالمنازل الذكية

المساعد الصوتي أساس المنزل الذكي الحديث  -  «إيرو» لتنشيط «واي - فاي»
المساعد الصوتي أساس المنزل الذكي الحديث - «إيرو» لتنشيط «واي - فاي»

استحوذت أمازون أخيراً على الشركة المصنعة لمنتج Eero المحبوب وهو عبارة عن موجّه إشارة شبكي مهمّته تنشيط مواقع واي - فاي غير الفعالة في المنزل. ولهذا السبب، لا شك أنكم لن تمانعوا استخدامه، أليس كذلك؟
قد لا يبدو لكم الأمر أكثر من مجرّد عملية شراء جديدة لعملاق التجارة الإلكترونية في العالم. ولكنّ الأهم، هو أنّ عملية الشراء هذه تسلّط الضوء على رغبة أمازون بالقيام بدور أكبر من مجرّد إضفاء «الذكاء» على منازلنا، وسعيها إلى تحويل مساكننا إلى «منازل أمازون».
- احتكار المنزل الذكي
فكّروا بالأمر لدقيقة، كما تقول «يو إس إيه توداي»، فاليوم يرحّب جرس «رينغ» Ring الذكي المزوّد بتقنية عرض الفيديو بضيوفكم على الباب، بعد أن استحوذت أمازون على الشركة التي تصنّعه العام الماضي. بعدها، يدخل الضيوف إلى غرفة الجلوس التي تضمّ مكبّر صوت «أمازون إيكو» الذي يشغّل الموسيقى بانتظار الحصول على أوامركم الصوتية.
ثمّ يتوجهون إلى المطبخ، حيث يعمل مايكرويف أمازون على تسخين العشاء المحضّر من أطعمة مشتراة من متجر «هول فودز» المملوك من أمازون، بينما تتولون أنتم تخفيض مستوى صوت تلفاز «أمازون فاير تي.في. إيدشن».
تطلبون من أليكسا تخفيف الأضواء الذكية التي تستخدم نظام «هيو» من فيليبس، المنتج الذكي المنزلي الوحيد الذي لا تملكه أمازون (حتى اليوم). أمّا الواي - فاي، قلب النظام، والذي لا يمكن للمنتجات الأخرى أن تعمل من دونه، فيتحكّم به Eero، أحدث استحواذات أمازون.
ولكن هل تشعرون بالراحة لفكرة تحكّم أمازون بمعظم أجزاء منزلكم؟ خاصة أن بعض المغرّدين على «تويتر» عبّروا عن عدم ارتياحهم لهذا الأمر. وقد غرّد أحدهم قائلاً: «خبر سيئ، خاصة أنني كنت معجبا بميزات الخصوصية المحكمة التي يوفّرها موجّه الإشارة Eero وباستجابته العالية. أمّا اليوم، فقد أصبحت تملكه واحدة من أكثر الشركات جمعاً للبيانات، وهذا الأمر يخيفني بعض الشيء».
من جهته، كتب مغرّد آخر على صفحة Eero الخاصة على «تويتر» قائلاً: «إنه لخبر مريع لأي شخص يقلق على خصوصيته. لا أستخدم أليكسا في منزلي لهذا السبب واليوم أنتم خيبتم آمالي».
عملت أمازون مع شركة Eero على تخفيف مشاكل الخصوصية، وأكدتا أنّ موجّه الإشارة الشبكي لا يشارك معلومات الواي - فاي مع أحد. ولكنّ أمازون، ستعرف قريباً كيف تستخدمون اتصال الواي - فاي خاصتكم، سواء على كومبيوتر أو جهاز محمول، لأنها ببساطة موجودة في شبكتكم المنزلية، وهذا الأمر تدركه Eero جيداً.
- التحكم بالمستهلكين
أحبّ التقنيون Eero لأنّه ساهم في حلّ مشكلة مهمّة ألا وهي المساعدة في تنشيط اتصال الواي - فاي في جميع أنحاء المنزل. وكان إدوارد بيغ من «يو.إس.إي. توداي» قد تحدّث في تقرير له عام 2016 عن أداء Eero وقال إنّ «مشكلة ضعف اتصال الواي - فاي في بعض أرجاء المنزل أصبحت من الماضي».
لقد كان موجّه الإشارة Eero الأوّل في فئته، قبل أن تتبعه أجهزة مشابهة أخرى مثل «نيتغير لينكسيس» من غوغل وغيرها. تباع الحزمة الواحدة من Eero والتي تتضمن ثلاثة موجهات بـ500 دولار، في حين سعّرت غوغل منتجها الشبيه بـ250 دولارا فقط.
رأت كارولينا ميلانيسي، محلّلة من شركة «كرييتف ستراتيجيز» أنّه اليوم ومع استحواذ أمازون على Eero، «لن يستطيع الناس التهرّب من أمازون في منازلهم. فقد باتت هذه الشركة العملاقة مصدراً للكثير من الأجهزة». في المقابل، لا يبدو باتريك مورهيد، محلّل من «مور إنسايتس» منزعجاً من خبر الاستحواذ.
يقول المحلل: «لعلّ أمازون تسيطر على أجزاء كثيرة من المنزل ولكنّ الأمر لا يختلف عمّا هو عليه مع الآيفون أو هواتف الآندرويد أو الساعات الذكية التي نرتديها في البيت». تراقب شركتا آبل وغوغل عادة كلّ خطوة يقوم بها المستهلكون من خلال الهواتف الذكية.
تملك شركة غوغل المنافسة منتجين ذكيين فحسب، هما نظام الواي - فاي الشبيه بـEero، وجهاز «نيست» لتنظيم الحرارة، بينما لا تبيع آبل أي أجهزة ذكية تحمل علامتها التجارية.
لم تبد آبل أو غوغل أي توجهات شرسة للاستحواذ على منتجات منزلية ذكية. وعندما تنفق شركة أمازون المزيد من الأموال على شراء منتجات تستخدمونها في منازلكم، هذا يعني أنكم لن تستطيعوا استخدام منتجات من علامات تجارية أخرى منافسة بسهولة. ففي حال وصلتم جميع أجهزة منزلكم بمساعد أليكسا الذكي، هل ستنعمون بفرصة استخدام المساعد الصوتي «غوغل هوم هاب» المزوّد بتقنية عرض الفيديو والذي لا يعمل إلّا بالتزامن مع مساعد غوغل الذكي؟ لا طبعاً، لأنكم ببساطة لا تستطيعون استخدام النظامين في وقت واحد.
في المقابل، يعتبر مكبّر «سونوس وان» للصوت مثلاً خياراً مثالياً في هذه الحالة. يتلقى «سونوس وان» أوامره الصوتية اليوم من مساعد أليكسا الذكي، ولكنّ الشركة المصنعة ستعمل في وقت لاحق من هذا العام على تحديث المنتج ليتلقى أوامره من مساعد غوغل أيضاً، ولكن ليس في وقت واحد. لهذا السبب، سيضطر المستخدم إلى اختيار مساعد شخصي من بين الاثنين.
- قارئات ومساعدات ذكية
فوّتت أمازون على نفسها فرصة الريادة في عالم الهواتف الذكية بسبب مساعيها المتأخرة جداً للدخول إلى السوق بعد آبل وغوغل. ولكنّها في المقابل بنت شركة عملاقة لإنتاج الأجهزة الذكية من ألواح القراءة الإلكترونية إلى الأجهزة اللوحية ومكبرات الصوت والكاميرات الأمنية ومنتجات المنزل الذكي.
عند زيارة متاجر «أمازون بوكس» في لوس أنجليس، سترون شهية أمازون المفتوحة لإغناء هذه الفئة، حيث إنها خصصت قسماً كبيراً من المتجر تحت عنوان «المنزل الذكي أصبح أسهل» (سمارت هوم ميد إيزي).
تصل الكلفة الإجمالية لتجهيز المنزل الذكي من أمازون إلى 1000 دولار. واليوم، يجب إضافة سعر جهاز Eero، والذي قد تبادر أمازون إلى خفضه عن سعره الحالي (500 دولار)، كما فعلت عند استحواذها على جرس «رينغ» بتقليص سعره إلى النصف، من 199 دولاراً إلى مائة دولار فقط. قد تبدو هذه الأخبار رائعة للمستهلكين، ولكن ما هو الثمن الذي سيدفعونه؟


مقالات ذات صلة

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال جولته في الأمازون (أ.ف.ب)

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

يزور جو بايدن الأمازون ليكون أول رئيس أميركي في منصبه يتوجه إلى هذه المنطقة، في وقت تلوح فيه مخاوف بشأن سياسة الولايات المتحدة البيئية مع عودة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (أمازوناس)
أميركا اللاتينية أطفال يمشون على شريط رملي في طريقهم إلى المدرسة في مجتمع سانتو أنطونيو في نوفو أيراو، ولاية أمازوناس، شمال البرازيل، 1 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

الجفاف في منطقة الأمازون يعرّض نحو نصف مليون طفل للخطر

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، يوم الخميس، إن ندرة المياه والجفاف يؤثران على أكثر من 420 ألف طفل في 3 دول بمنطقة الأمازون.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
الولايات المتحدة​ جيف بيزوس مؤسس شركة «أمازون» (رويترز)

جيف بيزوس يهنئ ترمب على «العودة غير العادية... والنصر الحاسم»

هنأ جيف بيزوس، مؤسس شركة «أمازون»، دونالد ترمب على «العودة السياسية غير العادية والنصر الحاسم» بعد فوز المرشح الجمهوري بالإنتخابات الرئاسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص خلال مشاركة «أمازون» في مؤتمر «ليب 24» وإعلانها عن استثمارات ضخمة في السعودية (الشرق الأوسط)

خاص «أمازون»: السعودية والإمارات الأسرع نمواً في التجارة الإلكترونية

كشف مسؤول في شركة «أمازون» أن المنطقة تشهد تطورات مهمة فيما يتعلق بالتجارة الإلكترونية، مؤكداً أن السعودية والإمارات هما أسرع الأسواق نمواً.

عبير حمدي (الرياض)
خاص كاميرا «بان تيلت» أول كاميرا داخلية من «أمازون» تدور بزاوية 360 درجة وتميل بزاوية 169 درجة (أمازون)

خاص الكاميرات الذكية أمْ «سي سي تي في»... كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي معايير الأمان المنزلي؟

لا تُعد الكاميرات الذكية مجرد موضة عابرة، بل ضرورة في المنازل الحديثة.

نسيم رمضان (دبي)

«أبل» تطلق تحديثات على نظامها «أبل إنتلدجنس»... ماذا تتضمن؟

عملاء يمرون أمام شعار شركة «أبل» داخل متجرها في محطة غراند سنترال بنيويورك (رويترز)
عملاء يمرون أمام شعار شركة «أبل» داخل متجرها في محطة غراند سنترال بنيويورك (رويترز)
TT

«أبل» تطلق تحديثات على نظامها «أبل إنتلدجنس»... ماذا تتضمن؟

عملاء يمرون أمام شعار شركة «أبل» داخل متجرها في محطة غراند سنترال بنيويورك (رويترز)
عملاء يمرون أمام شعار شركة «أبل» داخل متجرها في محطة غراند سنترال بنيويورك (رويترز)

أطلقت شركة «أبل» الأربعاء تحديثات لنظام الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاص بها، «أبل إنتلدجنس»، الذي يدمج وظائف من «تشات جي بي تي» في تطبيقاتها، بما في ذلك المساعد الصوتي «سيري»، في هواتف «آيفون».

وستُتاح لمستخدمي هواتف «أبل» الذكية وأجهزتها اللوحية الحديثة، أدوات جديدة لإنشاء رموز تعبيرية مشابهة لصورهم أو تحسين طريقة كتابتهم للرسائل مثلاً.

أما مَن يملكون هواتف «آيفون 16»، فسيتمكنون من توجيه كاميرا أجهزتهم نحو الأماكن المحيطة بهم، وطرح أسئلة على الهاتف مرتبطة بها.

وكانت «أبل» كشفت عن «أبل إنتلدجنس» في يونيو (حزيران)، وبدأت راهناً نشره بعد عامين من إطلاق شركة «أوبن إيه آي» برنامجها القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي، «تشات جي بي تي».

وفي تغيير ملحوظ لـ«أبل» الملتزمة جداً خصوصية البيانات، تعاونت الشركة الأميركية مع «أوبن إيه آي» لدمج «تشات جي بي تي» في وظائف معينة، وفي مساعدها «سيري».

وبات بإمكان مستخدمي الأجهزة الوصول إلى نموذج الذكاء الاصطناعي من دون مغادرة نظام «أبل».

وترغب المجموعة الأميركية في تدارك تأخرها عن جيرانها في «سيليكون فالي» بمجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وعن شركات أخرى مصنّعة للهواتف الذكية مثل «سامسونغ» و«غوغل» اللتين سبق لهما أن دمجا وظائف ذكاء اصطناعي مماثلة في هواتفهما الجوالة التي تعمل بنظام «أندرويد».

وتطرح «أبل» في مرحلة أولى تحديثاتها في 6 دول ناطقة باللغة الإنجليزية، بينها الولايات المتحدة وأستراليا وكندا والمملكة المتحدة.

وتعتزم الشركة إضافة التحديثات بـ11 لغة أخرى على مدار العام المقبل.