أعلنت شركة «أرامكو السعودية» التي حصلت أمس على أول تصنيف ائتماني لها، محققة أعلى ربحية في العالم خلال العام الماضي، عن تدشين برنامج عالمي لسندات متوسطة الأجل.
وقالت الشركة في بيان أمس، إنها ستقوم بترتيب سلسلة من الاجتماعات مع مستثمرين من ذوي العائد الثابت، وذلك بدءاً من أمس (الاثنين)، ومن المحتمل، خلال هذا البرنامج، أن يتم طرح سندات ذات أولوية وغير مضمونة حكومياً ومُقوَّمة بالدولار الأميركي، بناءً على أوضاع السوق.
وقالت «أرامكو»: إن السندات «في حال إصدارها» سوف تكون مدرجة في القائمة الرسمية لدى هيئة الإدراج بالمملكة المتحدة ومقبولة للتداول في السوق المالية المنتظمة في لندن.
من جانب آخر، قالت «أرامكو السعودية» في نشرة إصدار سنداتها: إن إصدار الدين الدولي الأول لها غير مضمون من الحكومة السعودية. وقالت: «إضافة إلى ذلك، فإن الحكومة غير ملزمة بتقديم الدعم المالي للشركة». كما قالت الشركة في هذه النشرة، إنها تعتزم استكمال الاستحواذ على 70 في المائة في الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) في 2020.
وقالت «أرامكو» في نشرة إصدار سندات لها، أمس، إن حقلها الغوار، أضخم حقل نفط في العالم، حوى 58 مليار برميل من المكافئ النفطي في احتياطياته المجمعة نهاية 2018، و48.3 مليار من احتياطيات السوائل.
وقالت «أرامكو»، إنها تتوقع أن تظل أسعار النفط الخام العالمية متقلبة بعد تذبذبات كبيرة في الأشهر الأخيرة. موضحة أن «التقلبات في السعر الذي بوسع الشركة بيع النفط الخام به قد تتسبب في تفاوت كبير لنتائج عمليات الشركة وتدفقاتها النقدية».
وأظهرت تقارير محاسبية لمؤسسات دولية للتصنيف الائتماني، أن شركة «أرامكو السعودية»، كبرى شركات النفط في العالم، كانت الشركة الأعلى ربحية في العالم خلال العام الماضي، متفوقة على الكيانات الأميركية العملاقة مثل «إكسون موبيل» للنفط و«آبل» للإلكترونيات.
في حين أعلنت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني أمس، أن «أرامكو السعودية»، حققت أرباحاً بقيمة 224 مليار دولار العام الماضي قبل حساب الضرائب والفوائد ومعدل الإهلاك، وذلك بعد أن فتحت حساباتها لأول مرة في التاريخ، وهو ما يزيد بشدة على أرباح تشغيل «آبل» و«إكسون موبيل».
في حين قدّر تقرير مؤسسة «موديز» للتصنيف الائتماني المنشور أمس، أن صافي أرباح «أرامكو» خلال العام الماضي بلغ 111.1 مليار دولار.
وقد منحت المؤسستان شركة «أرامكو» خامس أعلى تصنيف ائتماني لديهما، قبل أيام من طرح الشركة لسندات في السوق الدولية؛ بهدف المساهمة في تمويل صفقة استحواذها على شركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك).
وأشارت «بلومبرغ» إلى أن «أرامكو» تدفع نحو 50 في المائة من أرباحها في صورة ضريبة دخل إلى جانب دفع ما لا يقل عن 20 في المائة من إيراداتها كرسوم حقوق استغلال للدولة السعودية.
وبحسب مؤسسة «موديز»، فإن «أرامكو» حققت خلال العام الماضي تدفقات نقدية تشغيلية قيمتها 121 مليار دولار، في حين بلغت نفقاتها الرأسمالية 35.1 مليار دولار، ودفعت للحكومة السعودية 58.2 مليار دولار نصيباً من الأرباح عن العام الماضي.
وأشارت «بلومبرغ» إلى أن التأثير الحكومي القوي على «أرامكو» من خلال الضرائب المرتفعة التي تدفعها الشركة للخزانة العامة، يحدّ من ربحيتها، حيث يقل صافي عائد الشركة عن كل برميل نفط تنتجه، عما تحققه الشركات النفطية العالمية الأخرى مثل «رويال داتش شل» البريطانية الهولندية. وأضافت مؤسسة «موديز» التي منحت الشركة السعودية تصنيف «إيه1» أن «أرامكو» لديها سيولة نقدية بلغت 48.8 مليار دولار مقابل ديون مجمعة قيمتها 27 مليار دولار حتى نهاية العام الماضي.
ومنحت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني «أرامكو» أول تصنيف وهو «إيه + بنظرة مستقرة»، بينما تتحضر الشركة السعودية لإصدار سندات بقيمة 10 مليارات دولار لتمويل شراء 70 في المائة من أسهم شركة البتروكيماويات السعودية الضخمة «سابك».
وفتحت «أرامكو» دفاتر حساباتها للمرة الأولى منذ تأميمها قبل 40 عاماً، لوكالتي «فيتش» و«موديز» الدوليتين للتصنيف الائتماني.
ومنحت «فتيش» تصنيف «إيه +» لـ«أرامكو»؛ نظراً إلى أن الحكومة السعودية تأخذ جزءاً كبيراً من أرباح الشركة؛ إذ تعتمد الرياض على «أرامكو» للحصول على نحو 70 في المائة من إيرادات الدولة المتوقعة التي ستبلغ 260 مليار دولار.
واستناداً إلى مواردها المالية ومخزونها الضخم من المواد الهيدروكربونية وتكلفة الإنتاج المنخفضة، فإن تصنيف الشركة وحدها كان سيصبح «إيه إيه +»، وهو أعلى تصنيف، على نفس درجة شركات النفط العالمية.
وتوقعت وكالة «فيتش» في تقريرها الصادر أمس، أن تقوم «أرامكو»، التي تملك تدفقات مالية كبيرة ومستويات منخفضة من الديون، بتمويل الجزء الأكبر من قيمة الاستحواذ على «سابك» نقداً. وأكدت «فيتش»، أن «(أرامكو السعودية) هي أكبر منتج للنفط عالمياً من حيث الحجم».
وأشارت الوكالة، إلى أنه «في 2018 بلغ متوسط إنتاجها من السوائل والهيدروكربون إجمالاً 11.6 مليون و13.6 مليون برميل من المكافئ النفطي يومياً، على الترتيب، وهو ما يفوق بكثير إنتاج المنبع للمنتجين العالميين والإقليميين المتكاملين مثل (أدنوك) الإماراتية و(رويال داتش شيل) و(توتال) الفرنسية و(بريتيش بيتروليوم)».
وتقدر «أرامكو» احتياطات النفط المثبتة بـ227 مليار برميل واحتياطاتها من الهيدروكربون بـ257 مليار برميل من المكافئ النفطي، ما يكفي لأكثر من نصف قرن وهو مستوى عالٍ ومريح، بحسب «فيتش».
وستقدم «فيتش» تصنيفاً نهائياً على السندات المتوقع إصدارها من «أرامكو» فقط بعد حصولها على الوثائق النهائية التي تحتوي على قيمة الإصدار. وتوقعت الوكالة ارتفاع ديون «أرامكو» من نحو 15 مليار دولار حالياً إلى 35 مليار دولار بحلول عام 2021. ورأت الوكالة، أن الاستحواذ على «سابك»، رابع أكبر منتج للكيماويات في العالم: «يتماشى مع استراتيجية التكامل» التابعة للشركة ويساعد في تنويع الأرباح مع تأثير محدود على قدرات «أرامكو». وذكرت «فيتش» أنه استناداً إلى معلومات قدمتها «أرامكو»، فإن طرح 5 في المائة من أسهمها للاكتتاب العام الأولي ما زال قائماً ومن المرجح أن يتم عام 2021.
في أول تصنيف ائتماني لها... «أرامكو» الأعلى ربحية عالمياً متفوقة على «إكسون موبيل» و«آبل»
أعلنت عن تدشين برنامج عالمي لسندات متوسطة الأجل وإصدار محتمل
في أول تصنيف ائتماني لها... «أرامكو» الأعلى ربحية عالمياً متفوقة على «إكسون موبيل» و«آبل»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة