الشرعية تتجه إلى عقد البرلمان قبل انتخابات الحوثيين التكميلية

TT

الشرعية تتجه إلى عقد البرلمان قبل انتخابات الحوثيين التكميلية

وجه نائب رئيس مجلس النواب (البرلمان) في اليمن، محمد علي الشدادي، رسالة إلى النواب الموالين للحكومة الشرعية، في داخل البلاد وخارجها، للتأهب من أجل عقد أولى جلسات البرلمان في أبريل (نيسان) الحالي، دون تحديد دقيق للموعد أو المكان.
وأفاد عدد من النواب اليمنيين لـ«الشرق الأوسط» بأنهم تلقوا رسالة الشدادي التي طلب فيها من «الأعضاء كافة، في الخارج والداخل، تحديد أماكنهم، ليتم نقلهم إلى مكان انعقاد الجلسة الأولى المقررة»، لكنهم رجحوا عدم الانتهاء من عملية الترتيبات الأمنية واللائحية لمثل هذا الانعقاد.
ويرجح مراقبون أن الشرعية في اليمن تريد أن تستبق الانتخابات الحوثية التكميلية، المزمعة في 13 أبريل (نيسان)، لملء مقاعد النواب المتوفين في مناطق سيطرتها، أملاً في انتزاع الأغلبية من الشرعية التي يؤيدها 134 نائباً.
ودعا الشدادي، في رسالته، جميع النواب الموجودين خارج اليمن للتجمع في الرياض، في موعد أقصاه 31 مارس (آذار)، حتى يتم نقلهم إلى المكان المحدد للجلسة، كما دعا الأعضاء داخل اليمن لتحديد أماكن وجودهم لترتيب إجراءات نقلهم.
غير أن مصادر نيابية أكدت لـ«الشرق الأوسط» عدم اكتمال الترتيبات حتى الآن، خصوصاً مع عودة عدد من النواب من الرياض إلى عواصم مختلفة، حيث يقيمون فيها، ومن بينهم رئيس كتلة حزب «المؤتمر الشعبي» والقيادي في الحزب سلطان البركاني الذي عاد السبت إلى القاهرة.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد أمر بنقل البرلمان إلى عدن، واستئناف جلساته، بعد التحاق أغلبية النواب بالشرعية، وعددهم 134 عضواً، من بين 276 نائباً ما زالوا على قيد الحياة.
ويبلغ عدد أعضاء البرلمان في اليمن 301، غير أن الموت أودى بحياة 34 منهم حتى الآن، فيما لا يزال نحو 100 عضو في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين، يقودهم رئيس البرلمان يحيى الراعي الذي فضل التحالف مع الجماعة الموالية لإيران.
ويعقد النواب في صنعاء جلسات غير قانونية، لافتقادها للنصاب، تحت ترهيب وترغيب الجماعة الحوثية التي تفرض على العشرات منهم الإقامة الإجبارية، خشية فرارهم إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية.
وفي مسعى من الجماعة لتغليب كفتها، من حيث عدد النواب، أعلنت اعتزامها إجراء انتخابات لملء المقاعد الشاغرة بسبب الوفاة في 13 أبريل (نيسان) الحالي، وعددها 34 مقعداً، غير أنها فعلياً لن تتمكن من إجراء هذه الانتخابات الصورية في الدوائر الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، إلا أنها ستتمكن من تنصيب نحو 20 شخصاً من الموالين لها في الدوائر الخاضعة لمناطق سيطرتها.
وكانت الجماعة قد عينت أربعة من أتباعها في اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء في صنعاء، قبل أن يقرر الرئيس هادي نقل مقر اللجنة إلى العاصمة المؤقتة عدن، ويأمر بالتحقيق مع القضاة المتواطئين مع الجماعة من أعضاء اللجنة في صنعاء.
وبحسب مصادر نيابية في صنعاء، أمرت الجماعة الأحزاب بتقديم مرشحيها صورياً لملء المقاعد الشاغرة، غير أن أي من الأحزاب اليمنية لم يتقدم لخوض الانتخابات، مما جعل الجماعة تختار عدداً من أتباعها، باعتبارهم الأكثر حظاً بالفوز.
وقبل أيام، أدانت اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء، من عدن، محاولة الحوثيين في العاصمة صنعاء إجراء انتخابات ملء المقاعد الشاغرة لمجلس النواب، لعدم توفر الأحوال والشروط الدستورية.
وقالت في بيان رسمي: «إن تلك الإجراءات صدرت من غير ذي صفة، ومصادمتها بمبادئ الدستور وأحكام القانون، وتذهب باليمن إلى مسار شطري يطيل معاناته».
وأكدت أنها ستظل ملتزمة بالحياد والاستقلال والمهنية والنزاهة في أداء أعمالها، مشيرة إلى أنها منذ بدء الأزمة لم تقم بأي إجراء، ولم تتخذ أي قرار يخالف النصوص، ويؤدي إلى تعميق الأزمة.
وقالت اللجنة في بيانها إنها «عازمة على وضع الخطط والبرامج التفصيلية المنفذة لمشروع السجل الانتخابي والرقم الوطني، بالتعاون والعمل مع شركائها من المنظمات الدولية الداعمة».
ودعا البيان الأطراف السياسية والمنظمات المحلية والدولية إلى أن يكونوا عوناً لها في تجاوز هذه الظروف العصيبة، وبما يعينها على أداء مهامها، وفقاً للدستور والقوانين النافذة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.