تأكيدات «الحياد» تستقبل وزير خارجية فنزويلا في بيروت

TT

تأكيدات «الحياد» تستقبل وزير خارجية فنزويلا في بيروت

يزور وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا بيروت غداً؛ حيث يعقد لقاءات رسمية وأخرى مع قوى بينها «حزب الله». وكان مقرراً أن يلتقي الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية أرياسا؛ لكن مصادر مواكبة للزيارة قالت لـ«الشرق الأوسط» إن مواعيد اللقاءات الرسمية لم تحدد بعد.
فالقصر الجمهوري لم يحدد موعداً بعد للقاء طلبه الوزير الفنزويلي مع الرئيس ميشال عون، بسبب ارتباطات الأخير خارج البلاد الأسبوع الماضي، بدءاً من زيارة موسكو إلى مشاركته في القمة العربية بتونس. أما رئيس مجلس النواب نبيه بري فاعتذر، بالنظر إلى أنه سيكون في زيارة خارجية أيضاً. ولم يُحدّد بعد موعد للقاء الوزير مع رئيس الوزراء سعد الحريري؛ لأنه كان في باريس لدواعي العلاج. ولم تحدد وزارة الخارجية بعد موعداً للقاء أرياسا مع الوزير جبران باسيل الذي كان في الأسبوع الماضي في جولة خارجية أيضاً، وانتقل من موسكو إلى ثلاث دول في أوروبا الشرقية.
وتستمر زيارة أرياسا للبنان لمدة يومين، وقد تتوسع لقاءاته لتشمل فئات حزبية مؤيدة لبلاده، منها «حزب الله»، بحسب ما أفادت مصادر مطلعة، بينما من المتوقع أن يطلع الوزير الفنزويلي المسؤولين اللبنانيين على الحالة المضطربة التي تعيشها بلاده «بسبب التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية، وما نتج عنه من انقسامات» حول الرئيس نيكولاس مادورو الذي تعارضه الولايات المتحدة بقوة، وتدعوه إلى ترك الرئاسة للمعارض خوان غوايدو.
اللافت أن أرياسا يزور بيروت بعد عشرة أيام على إنهاء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو محادثاته في لبنان، إلا أن توقيت الزيارة، سواء عن قصد أو عن غير قصد، يبقى مهماً. فالمسؤول الفنزويلي سينتهز منبر الإعلام اللبناني ليهاجم التدخل الأميركي في رئاسة مادورو.
وأفاد مصدر مواكب للزيارة بأن وزارة الخارجية لم تتبلغ رسمياً الهدف منها، وأن تحديد ذلك سيتم الاثنين المقبل، وفقاً لمصدر في السفارة الفنزويلية في بيروت. وأوضح المصدر أن أرياسا «سيتبلغ أن موقف لبنان الرسمي هو الوقوف على الحياد، والنأي بالنفس؛ لأنه لا يتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، ولا بالنسبة إلى الصراع الأميركي - الفنزويلي، وبالتالي لا يمكن تصنيفه مؤيداً لمادورو ولا لمنافسه».
كما سيتطرق أرياسا، بحسب المصادر، في مباحثاته مع المسؤولين، إلى سير العلاقات الثنائية بين البلدين وكيفية تقويتها في شتى المجالات المتاحة، وإلى الجالية اللبنانية واندماجها في المجتمع الفنزويلي، علماً بأن عدداً كبيراً من اللبنانيين قصدوا منذ زمن طويل فنزويلا، واستقروا فيها وأنشأوا مصانع لهم أو توظفوا في مجالات أخرى.
ويقدر عدد هؤلاء بـ340 ألفاً، يعيش معظمهم في كاراكاس العاصمة. ومن المعروف أن للبنانيين تأثيراً على الثقافة الفنزويلية؛ خصوصاً في الطعام والموسيقى. ومعظم اللبنانيين الفنزويليين هم من المسيحيين. أما على الصعيد السياسي فتقول المصادر إن «العلاقات جيدة ومريحة، والمهم حماية أبناء الجالية مهما كان عددها».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».