عصابة ساعدت بن لادن بأموال استولت عليها في بريطانيا

عصابة ساعدت بن لادن  بأموال استولت عليها في بريطانيا
TT

عصابة ساعدت بن لادن بأموال استولت عليها في بريطانيا

عصابة ساعدت بن لادن  بأموال استولت عليها في بريطانيا

كشفت ملفات استخباراتية مسربة سرقة مبلغ 80 مليون جنيه إسترليني من أموال جامعي الضرائب البريطانيين واستخدامها في تمويل تنظيم «القاعدة» الإرهابي بزعامة أسامة بن لادن.
وكشفت الملفات كذلك عن أن تشكيلا عصابيا ضم بريطانيين وآسيويين في المملكة المتحدة - على صلة بتفجيرات لندن في السابع من يوليو (تموز) الماضي التي أودت بحياة 52 شخصا - تمكن من الحصول على ملايين الجنيهات من حصيلة «ضرائب القيمة المضافة»، وأنه عن طريق الغش والتحايل حصل على أموال من الخزانة العامة وأن جزءا من مبلغ 80 مليون جنيه إسترليني التي جرى تحويلها خارج البلاد قد أرسلت إلى تنظيمات إرهابية وأن بعضها وصل إلى معسكر تدريب كان يديره ويختبئ فيه أسامة بن لادن قبل قتله من قبل القوات الأميركية عام 2011.
وكشف تحقيق أجرته صحيفة «صانداي تايمز» البريطانية أمس، أن العصابة التي أدارت نشاطها من خلال العاصمة البريطانية لندن، وباكنغهام شاير، وبرمنغهام، ونورثويسيت، وأسكوتلندا طيلة العقدين الماضيين، قد تمكنت من جمع نحو 8 مليارات جنيه إسترليني من الخزانة العامة للدولة وأن جزءا من هذه المبالغ جاء من خلال الاحتيال في عمليات الرهن العقاري التي استهدفت عددا من البنوك والأفراد. وأوضحت التحقيقات التي أجرتها الصحيفة قيام التشكيل العصابي بتحويل 1 في المائة من إجمالي المبلغ (80 مليون من إجمالي 8 مليارات جنيه إسترليني) إلى تنظيم القاعدة في باكستان طيلة هذه الفترة.
وأورد التحقيق الذي أجري على مدى عامين، أن عددا من الآسيويين كانوا يدخلون إلى بريطانيا وهم محملون بحقائب من النقد «المشبوه» على نحو منتظم. ومن المرجح أن تكون هذه الشبكة الإجرامية المرتبطة بتفجيرات لندن التي أوقعت 52 قتيلا، قد أرسلت 1 في المائة من أرباحها، أي 80 مليون جنيه أسترليني، إلى تنظيم القاعدة في كل من باكستان وأفغانستان.
وأورد التحقيق أن هذه الأموال تم إرسالها إلى البلدين الآسيويين حتى يتم استغلالها في معسكرات تدريب الإرهابيين.
وكشفت وثيقة للمخابرات البريطانية، أن نصيبا من تلك الأموال انتهى به الأمر في معسكر يديره زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي قتلته قوات أميركية خاصة عام 2011». ولم يعد سرا أن هذا المبلغ قد استخدم في الإنفاق على معسكرات التدريب، وعلى تنفيذ العمليات الإرهابية وعلى برامج التدريب على الأنشطة المتطرفة والإرهابية.
وجاءت تفاصيل أموال دافعي الضرائب التي تحصلت عليها العصابة من خلال «هيئة الإيرادات الضريبية» و«سبيشال برانش» (شعبة الاستخبارات والأمن الخاصة البريطانية) التي تحرت عن نشاطات العصابة طيلة العشرين عاما الماضية. وقد اكتشف بعض هذه المعلومات في جهاز «لابتوب» عثرت عليه وكالة الاستخبارات الأميركية «سي أي إيه» والاستخبارات البريطانية «إم أي 6» في أفغانستان خلال بحثها عن بن لادن عام 2011.
لكن رغم كل تلك النتائج، أبلغ مسؤول ضريبي صحيفة «صنداي تايمز» بأنه قد منع من تبادل المعلومات مع جهاز الاستخبارات البريطاني نظرا لرغبة «هيئة الإيرادات الضريبية» في الحفاظ على سرية التعاملات الضريبية للإرهابيين المشتبه بهم.
غير أن ميغ هيلر، رئيسة لجنة الحسابات العامة، قالت إن هيئة الإيرادات الضريبية «ليس لديها دراية بكيفية التعامل مع الجهات الأمنية والاستخباراتية لحماية الشعب ومصالحه»، وأنها تعتزم التقدم باستجواب في البرلمان للتحقيق في عملية الغش والخداع التي جرت.
واختتمت هيلر قائلة «خصوصية بيانات دافعي الضرائب أمر مهم، لكن عندما يتعلق الأمر بإلحاق الضرر بنا، هنا يجب إبلاغ الجهات المعنية بما يجري». غير أن المتحدث باسم «هيئة الإيرادات الضريبية» رد بقوله إن «الهيئة لا تكشف عن المعلومات المتعلقة بقضايا الإرهاب».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».