قالت الحكومة البلجيكية، إنها تعمل بنشاط وجهود واضحة من أجل إعادة الأطفال الصغار من أبناء الدواعش، الموجودين حالياً في مخيمات على الأراضي السورية. ورفضت الحكومة تحديد موعد أو جدول زمني لتحقيق هذا الأمر، ووصفت الملف بأنه دقيق للغاية.
وشدد وزير العدل البلجيكي جينس كوين، على أن موقف الحكومة واضح، وهو الالتزام بإعادة الأطفال الصغار الأقل من عشر سنوات، أما الأكبر من عشر سنوات فسيتم النظر في ملفاتهم من خلال دراسة كل حالة على حدة. وأضاف أن هناك اتصالات تجرى في هذا الصدد، وهناك تعاون مع المنظمات البلجيكية والدولية للتوصل إلى صورة نهائية حول عدد الأطفال الذين يحملون الجنسية البلجيكية، والآخرين الذين يدعون أنهم يحملون الجنسية البلجيكية، وأيضاً أماكن وجودهم على الأراضي السورية.
وجاء كلام الوزير للبرلمان البلجيكي تعليقاً على الأنباء التي أفادت بوفاة طفلين من أبناء المقاتلين الدواعش من البلجيكيين، الذين سافروا للقتال في مناطق الصراعات، وذلك داخل أحد المخيمات بعد سقوط باغوز، آخر معاقل تنظيم «داعش». واعترف الوزير بأن الحالة المعيشية حرجة وصعبة للغاية داخل المخيمات المخصصة لأرامل وأطفال الدواعش، وتتطلب تدخلاً سريعاً. مختتماً: «نأمل أن يكون هناك حل لهذا الوضع في القريب، وخاصة بالنسبة للحالات ذات الأولوية».
ويوجد حالياً داخل تلك المعسكرات 20 طفلاً بلجيكياً، منهم أربعة من الأيتام، ويواجهون ظروفاً صعبة للغاية، بحسب ما ذكرت هايدي ديباو من منظمة «تشيلد فوكس». ووجهت السيدة البلجيكية رسالة مفتوحة للحكومة البلجيكية من داخل المعسكر، تطالبها فيها بإعادة الأمهات مع أطفالهن من تلك المعسكرات. وحمل البروفسور خيرت لوتس من جامعة «بروكسل الحرة»، تلك الرسالة بعد عودته من زيارة المعسكر، وإجراء الكشف الطبي على أعداد من الأطفال هناك.
وتحذر منظمات غير حكومية من مغبة إهمال مصير هؤلاء الأطفال، الذين سيشكلون جيلاً جديداً من «الكتائب الإرهابية»، في حال تم تركهم في مناطق خطرة.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أفادت في مطلع فبراير (شباط) الماضي بوفاة 29 طفلاً، بسبب الطقس البارد والصقيع داخل المخيمات. ويأتي ذلك بعد أن توفي طفلان من أطفال الدواعش البلجيكيين داخل المخيمات الكردية، منذ سقوط باغوز، آخر جيوب «داعش» في شمال سوريا، في حين أصيب أطفال آخرون من بينهم فتاة في الرابعة من عمرها، بترت ذراعها بعد إصابتها بأعيرة نارية.
ونقلت وسائل الإعلام في بروكسل، عن أحد أفراد عائلة الطفلة، قولها: «كيف يمكن توفير العلاج والشفاء للأطفال المصابين، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشون فيها داخل المخيمات الكردية؟».
وقالت شقيقة والدة الطفلة، إن شقيقتها توسلت للمسؤولين عن المعسكر، وقالت لهم: «خذوا الأطفال بعيداً عن هنا واتركونا نحن هنا نموت».
وحسب ما ذكرت صحيفة «دي مورغن» اليومية البلجيكية، فقد تلقت منظمة «تشيلد فوكس» خلال الأيام القليلة الماضية من عائلتين في بلجيكا ما يفيد بوفاة طفلين لهما في سوريا، أحدهما يبلغ من العمر عاماً ونصف عام، وعندما وصل إلى معسكر الحول الكردي، تبين أن الطفل يعاني من سوء التغذية والمرض، لدرجة أنه جرى نقله إلى المستشفى دون أمه، لمحاولة إنقاذه.
ولا تتوفر معلومات دقيقة حول عدد الأطفال المولودين لآباء بلجيكيين في سوريا والعراق، إذ تقدر مصادر أمنية عددهم بـ162 طفلاً، بينما تتحدث أخرى عن 115 فقط، معظمهم دون سن السادسة. وكان كثير من المسؤولين في البلاد قد وصفوا بـ«الصعبة» إعادة الأطفال. وحسب تصريحات سابقة لكثير من المسؤولين: «سيكون الأمر معقداً بسبب عدم وجود قنوات دبلوماسية خاصة مع سوريا، كما يتعين التأكد من نسب وجنسيات هؤلاء الأطفال».
بلجيكا تتعاون مع منظمات دولية لإعادة أطفال «الدواعش» الأقل من عشر سنوات
تحذيرات من أن بقاءهم سيشكل جيلاً جديداً من الكتائب الإرهابية
بلجيكا تتعاون مع منظمات دولية لإعادة أطفال «الدواعش» الأقل من عشر سنوات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة