كلوب وبوكيتينو يعيدان إلى كرة القدم الإنجليزية أهم صفاتها الجميلة

جزء كبير من الانتعاش الذي تشهده الآن يعود إلى المدربين اللذين سيتواجهان اليوم على ملعب «آنفيلد»

يلتقي ليفربول وتوتنهام اليوم في مواجهة مثيرة ستكون التاسعة بين كلوب وبوكيتينو
يلتقي ليفربول وتوتنهام اليوم في مواجهة مثيرة ستكون التاسعة بين كلوب وبوكيتينو
TT

كلوب وبوكيتينو يعيدان إلى كرة القدم الإنجليزية أهم صفاتها الجميلة

يلتقي ليفربول وتوتنهام اليوم في مواجهة مثيرة ستكون التاسعة بين كلوب وبوكيتينو
يلتقي ليفربول وتوتنهام اليوم في مواجهة مثيرة ستكون التاسعة بين كلوب وبوكيتينو

تعلمت كرة القدم الإنجليزية، بكل تأكيد، الكثير من الدروس والعبر من المبالغة في الحديث عن «الجيل الذهبي» لكرة القدم الإنجليزية في أوقات وفترات سابقة. لكن في ظل وصول أربعة أندية إنجليزية لدور الثمانية في دوري أبطال أوروبا خلال الموسم الحالي، وفي ضوء المستوى المميز والنتائج الرائعة للمنتخب الإنجليزي الأول الذي يضم مجموعة رائعة من اللاعبين الصغار في السن، قد يكون من المنطقي أن نعترف بأن هناك شعورا عميقا بالإيجابية والأمل لكرة القدم الإنجليزية خلال السنوات المقبلة. وقد يكون هذا صحيحا عندما ننظر فقط إلى ما يحدث داخل أرض الملعب، ونتجاهل جبل الجليد الذي يلوح في الأفق نتيجة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي!
ويعود جزء كبير من هذا النجاح إلى المديرين الفنيين اللذين سيتواجهان على ملعب «آنفيلد» اليوم الأحد، وهما الألماني يورغن كلوب والأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، ليس فقط لأنهما قادا ليفربول وتوتنهام هوتسبير للتأهل لدور الثمانية في دوري أبطال أوروبا، ولكن أيضا لأنهما ساهما في تطوير أداء عدد كبير من اللاعبين الذين انضموا بعد ذلك للمنتخب الإنجليزي الأول – ضمت تشكيلة المنتخب الإنجليزي التي فازت على جمهورية التشيك ومنتخب مونتينيغرو أربعة لاعبين من توتنهام هوتسبير واثنين من لاعبي ليفربول. ولولا الإصابات، لضم المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، لاعبين آخرين من توتنهام هوتسبير ولاعب آخر من ليفربول، من دون احتساب ناثانيل كلاين وآدم لالانا. ويعني ذلك أن هذين المديرين الفنيين قد غيرا الثقافة السائدة في كرة القدم الإنجليزية.
ويمكن وصف كلا من كلوب وبوكيتينو بأنهما مديران فنيان من الطراز الحديث؛ حيث يعتمد كل منهما على الضغط العالي على الفريق المنافس، رغم أن كلا منهما ينتمي إلى مدرسة تدريبية مختلفة عن الآخر، فقد تعلم بوكيتينو على يد المدير الفني الأرجنتيني المخضرم مارس (آذار)يلو بيلسا، في حين يعد كلوب جزءا مما يمكن أن نطلق عليه مدرسة المفكرين الألمان الذين تأثروا بشدة بأفكار المدير الفني الإيطالي أريجو ساكي. وبهذا المعنى، يمكن القول بأن بوكيتينو وكلوب اثنان من أهم المديرين الفنيين في عالم كرة القدم وربما يكونا الأفضل منذ الفترة القصيرة التي هيمن فيها برشلونة على كرة القدم العالمية بقيادة المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا.
لكن ربما يكون الشيء الأهم هو أن كلا منهما قد وجد القوة التقليدية لكرة القدم الإنجليزية بمثابة البيئة المثالية لتطبيق أفكاره؛ حيث يتعامل كل منهما مع كرة القدم على أنها مسابقة جسدية وبدنية في المقام الأول. ورغم أن هذا الأمر كان يبدو محرجا ومسيئا لكرة القدم الإنجليزية في البداية، إلا أنه أثبت أنه الطريقة الأفضل للمنافسة في عالم كرة القدم. وبعد العصر الذي كان يعتمد بصورة كبيرة على التمرير القصير، جاء عصر آخر يصعب تحديده، أو بالأحرى عصرا يعترف بأهمية التمرير لكنه يرى أن المهارات الفردية أيضا مهمة ويرى أنه ربما لن يكون لذلك أهمية كبيرة إذا لم تُلعب كرة القدم بسرعة كبيرة وقوة بدنية هائلة.
وقد كان هذا هو الحال عندما لم تكن كرة القدم الإنجليزية تتفاعل بشكل منتظم مع أعلى المستويات في كرة القدم الأوروبية، وهو ما كان يؤدي لشعور الأندية والمنتخبات الإنجليزية بعدم الثقة. لكن في بدايات التسعينيات من القرن الماضي، وفي محاولة لإيجاد حلول مناسبة بعد المعاناة في بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 1992 والفشل المهين في التأهل لكأس العالم 1994. حاولت كرة القدم الإنجليزية تقليد أي نموذج آخر للتغلب على هذا الفشل.
وكان الجميع قد نسى أن الأندية الإنجليزية قد سيطرت على أوروبا في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضي. وكان من الممكن أن تلعب الأندية الإنجليزية كرة القدم بقوة بدنية كبيرة من دون وحشية أو عنف، وكان من الممكن أن نلعب بشكل مباشر دون أن تلجأ إلى الكرات الطولية إلى أطراف الملعب أو إلى الأمام إلى مهاجم عملاق من أجل استغلال الكرات الهوائية بشكل ممل. وقد تغلب كلوب وبوكيتينو على هذه العيوب وساعدا فريقيهما على تقديم كرة قدم تعتمد على القوة البدنية الهائلة واللعب الجماعي الممتع والمثير في نفس الوقت. وكما قال بوكيتينو عندما تولى قيادة نادي ساوثهامبتون، فإن ما كان ضرورياً هو أن «يؤمن اللاعبون الإنجليز حقاً بموهبتهم وقدراتهم الكامنة والموجودة في لاعبي كرة القدم الإنجليز».
وفي الحقيقة، كان الضغط الذي يميز كرة القدم التي يعتمد عليها كلوب وبوكيتينو، موجودا بالفعل في كرة القدم الإنجليزية منذ الستينيات من القرن الماضي. وبالطبع، فإن كرة القدم التي يقدمها كل منهما الآن ليست هي نفسها كرة القدم التي كان يلعبها ليفربول أو نوتنغهام فورست أو إبسويتش تاون قبل أربعة عقود، لكنها تشترك معها في بعض المبادئ الأساسية. إن مشاهدة توتنهام هوتسبير وهو يسيطر تماما على مجريات الأمور من الناحية البدنية أمام يوفنتوس الإيطالي الموسم الماضي (رغم الخسارة) أو رؤية ليفربول وهو يطيح بالخصم بعد الآخر في دوري أبطال أوروبا يذكرنا بالديناميكية التي كانت تتسم بها كرة القدم الإنجليزية في وقت سابق.
من جهته دافع كلوب عن عدم إبرام توتنهام لأي صفقات هذا الموسم. وقال كلوب إنه يجب الإشادة بما فعله توتنهام هوتسبير بعدم التعاقد مع أي لاعب جديد وأكد أن مدربه بوكيتينو يستحق التقدير على عدم إنفاق أموال في آخر فترتي انتقالات. وأصبح توتنهام أول فريق في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بشكله الحالي لا يتعاقد مع أي لاعب جديد في فترتي انتقالات متتاليتين لكن رغم الافتقار للوجوه الجديدة فإنه يبدو في طريقه لإنهاء المسابقة في المربع الذهبي للموسم الرابع على التوالي.
وقال كلوب قبل مواجهة توتنهام اليوم الأحد: «في إنجلترا، دولة الانتقالات، إذا لم تبرم صفقات فإن هذا يجذب الاهتمام بشدة». وكان فريق بوكيتينو يتنافس مع ليفربول ومانشستر سيتي في السباق على اللقب حتى فبراير (شباط) لكنه تراجع بفارق 15 نقطة عن القمة. وربما يمثل ملعب توتنهام الجديد، البالغ سعته 62 ألف متفرج، عائقا ماليا أمام إبرام الصفقات، خاصة أن التقديرات الأولية كانت تقول إن تكلفته ستبلغ نحو 700 مليون جنيه إسترليني (913 مليون دولار) قبل أن تقفز إلى مليار جنيه إسترليني.
وقال كلوب: «أنا متأكد أن ماوريسيو بوكيتينو كان سيحب إضافة لاعبين لكن الفريق الأول لتوتنهام من الصعب أن يتحسن. إذا كنت تملك التشكيلة المناسبة فلا يوجد ما يدفعك إلى الانشغال في سوق الانتقالات. لكن الفريق الموجود نفسه يمكن تطويره. وربما يكون اللاعب المتاح أفضل من اللاعب الذي تود ضمه». وأضاف: «أحترم أسلوبه كثيرا. في النهاية يجب علينا اتخاذ قراراتنا. لا أعرف لماذا حدث ذلك، لكن في أغلب الأحيان عندما لا تبرم صفقات يكون ذلك بسبب المال».


مقالات ذات صلة

فيرنانديز: علينا إصلاح أخطائنا قبل التفكير في مان سيتي

رياضة عالمية  فيرنانديز دعا إلى إصلاح الأخطاء الفنية في فريقه (إ.ب.أ)

فيرنانديز: علينا إصلاح أخطائنا قبل التفكير في مان سيتي

قال البرتغالي برونو فيرنانديز قائد فريق مانشستر يونايتد إن فريقه يجب أن يعمل على إصلاح أخطائه بدلاً من التفكير في الأداء السيئ لمنافسه في المباراة المقبلة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية استبدل بوستيكوغلو المهاجم فيرنر ودفع بالجناح ديان كولوسيفسكي (إ.ب.أ)

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

وجه أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، انتقادات لاذعة لمهاجمه تيمو فيرنر بعدما استبدله بين الشوطين خلال التعادل 1-1 مع رينجرز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

سيتي يدين الإساءة العنصرية ضد قائده ووكر

أدان مانشستر سيتي الإساءات العنصرية، عبر الإنترنت، التي استهدفت قائد فريقه كايل ووكر بعد الخسارة 2 - صفر أمام يوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية رحل أشوورث عن يونايتد يوم الأحد الماضي بموجب اتفاق بين الطرفين (رويترز)

أموريم: أهداف مانشستر يونايتد لن تتغير برحيل أشوورث

قال روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، إن رحيل دان أشوورث عن منصب المدير الرياضي يشكل موقفاً صعباً بالنسبة للنادي لكنّ شيئاً لم يتغير فيما يتعلق بأهدافه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».