لقاءات رسمية مكثفة بين واشنطن وسيول

بيونغ يانغ تبقي على تشغيل منشأة لتخصيب اليورانيوم في يونغبيون

مون جاي - إن
مون جاي - إن
TT

لقاءات رسمية مكثفة بين واشنطن وسيول

مون جاي - إن
مون جاي - إن

أعلنت سيول، أمس (الجمعة)، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيستقبل نظيره الكوري الجنوبي مون جاي - إن، الشهر المقبل، بعد فشل القمة الأخيرة في هانوي بين واشنطن وبيونغ يانغ.
وأكد البيت الأبيض المحادثات التي ستناقش ملف كوريا الشمالية. وقال إن الرئيس الكوري مون سيجتمع مع نظيره الأميركي ترمب في واشنطن يوم 11 أبريل (نيسان) لبحث ملف كوريا الشمالية، وغيره من القضايا الثنائية. وقال المسؤول الإعلامي في الرئاسة الكورية الجنوبية يون دو - هان، أمس (الجمعة)، إن «الزعيمين سيُجريان محادثات معمقة لتنسيق موقفهما من إقامة سلام في شبه الجزيرة الكورية من خلال نزع السلاح النووي بالكامل». يُذكر أن قمة هانوي، الشهر الماضي، بين الرئيس ترمب والزعيم الكوري الشمالي انهارت بسبب فشلهما في تضييق هوة الخلافات حول نطاق نزع السلاح النووي لبيونغ يانغ، وتخفيف العقوبات من قبل واشنطن. وأعادت بيونغ يانغ في الآونة الأخيرة موظفيها إلى مكتب الارتباط المشترك بين الكوريتين، بعد بضعة أيام على انسحابها منه في أعقاب فشل القمة الثانية بين ترمب وكيم.
وقالت كوريا الجنوبية أيضاً إنها سترسل وزيري الدفاع والخارجية ومسؤولين كباراً آخرين قبل قمة ترمب ومون لعقد اجتماعات في واشنطن. ومن المقرر أن تجتمع وزيرة الخارجية كانج كيونج - وها مع نظيرها الأميركي مايك بومبيو لمناقشة سبل المضي قدماً، بعد فشل قمة ترمب وكيم.
وأعلنت وزارة الدفاع أن الوزير جونج كيونج دو سيجتمع مع القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهان، يوم الاثنين. وقال البيت الأبيض في بيان: «يظل التحالف بين الولايات المتحدة وجمهورية كوريا عاملاً أساسياً لتحقيق السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة». ونشب خلاف بين واشنطن وسول بشأن تكاليف وجود القوات الأميركية في كوريا الجنوبية، إذ يطالب ترمب سيول بدفع المزيد لإبقاء نحو 28500 من القوات هناك.
بعد سنوات من التوتر في شبه الجزيرة الكورية المقسومة، شهد عام 2018 تقارباً بين الكوريتين مع عقد لقاءات بين الزعيم الكوري الشمالي وكل من ترمب ومون. وبعد انتخابه عام 2017، وعندما وعد بمباشرة الحوار مع الشمال، ضاعف مون الجهود من أجل أن يفضي الانفراج الذي تم تحقيقه إلى مبادرات ملموسة. ويندرج فتح مكتب الارتباط ضمن هذه المبادرات.
لكنّ فشل كيم وترمب في التوصّل لاتفاق خلال قمّتهما في هانوي، الشهر الماضي، التي كان هدفها دفع بيونغ يانغ للتخلّي عن برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الدوليّة المفروضة عليها، أثار تساؤلات بخصوص مستقبل عملية التقارب رغم تأكيد الطرفين رغبتهما في مواصلتها.
وتحتفظ كوريا الشمالية بمرفقها لتخصيب اليورانيوم في مجمعها النووي الرئيسي في يونغبيون، شمال بيونغ يانغ، قيد «التشغيل الطبيعي»، حسبما ذكرت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية، أمس (الجمعة).
وخلال الإحاطة التي قدمتها إلى لجنة الاستخبارات التابعة للجمعية الوطنية، قالت وكالة الاستخبارات الوطنية أيضاً، إن الدولة الشيوعية أوقفت تشغيل مفاعل نووي بقدرة 5 ميغاوات في مجمع يونغبيون، في أواخر العام الماضي، بسحب وكالة يونهاب للأنباء الكورية الجنوبية. وبالنسبة لأنشطة كوريا الشمالية في موقعها الرئيسي لإطلاق الصواريخ بعيدة المدى في دونغ تشانغ - ري على الساحل الغربي، قالت وكالة الاستخبارات، إن بيونغ يانغ بدأت العمل لاستعادة منصة الإطلاق هناك في فبراير (شباط).
وأنجزت تقريباً عملية إعادة التجميع، أثارت أعمال الترميم مخاوف من استئناف كوريا الشمالية لإطلاق الصواريخ أو غيرها من الاستفزازات العسكرية في عرض واضح لإحباطها من الجمود في المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.