الإسرائيليون يرون مصلحة «حماس» تقتضي استمرار التوتر

TT

الإسرائيليون يرون مصلحة «حماس» تقتضي استمرار التوتر

على الرغم من تأكيد الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، على أن الجهود المصرية أثمرت التوصل إلى اتفاقية تهدئة في قطاع غزة، ساد التوتر طيلة أمس الجمعة بين الطرفين، وراح الناطقون الإسرائيليون يهددون بتصعيد وتنفيذ عملية حربية واسعة، وعادوا إلى التلويح بسلاح الاغتيالات، وأبقوا على حشودهم حول القطاع.
وقالت مصادر في تل أبيب، إن التصعيد الكلامي الإسرائيلي يهدف إلى التأثير على جمهور المشاركين في مسيرات العودة وعلى قادة الفصائل الفلسطينية، حتى يضمنوا أن يمر يوم الأرض، الذي يصادف اليوم السبت، وفيه تكون قد مرت سنة كاملة على مسيرات العودة، من دون صدامات خطيرة، ومن دون محاولات فلسطينية لاقتحام السياج الحدودي الفاصل باتجاه البلدات الإسرائيلية.
وكانت مصادر إسرائيلية قد أكدت الأنباء الفلسطينية التي تحدثت عن موافقة الفصائل على إبعاد المتظاهرين في احتجاجات «المسيرة المليونية»، اليوم السبت، إلى 300 متر، ووقف إطلاق البالونات الحارقة والمواد المتفجرة باتجاه إسرائيل، والقنابل اليدوية والصوتية، واقتحام وقص الأسلاك الشائكة، وإشعال إطارات السيارات بجانب السياج الفاصل، وغيرها مما يعرف باسم «الأعمال الخشنة»، في مقابل وقف إسرائيل إطلاق الرصاص الحي، وإدخال ما يطلبه الفلسطينيون من مواد غذائية ومواد بناء للبنى التحتية، وتحسين الكهرباء والماء، وتقديم تسهيلات جديدة في المعابر، وزيادة عدد العمال 15 ألفاً (من 25 إلى 40 ألفاً). كذلك، صادقت المصادر الإسرائيلية على أن تل أبيب وافقت على مضاعفة ضخ الأموال القطرية إلى «حماس»، من 15 إلى 30 مليون دولار شهرياً، وتمديد فترة الدفع ستة شهور أخرى، بحيث يذهب ثلث المبلغ للعائلات الفقيرة، وثلثه كبرامج تشغيل عمال مؤقت، وثلثه لقطاع الصحة، وعلى دفع ثمن السولار لمحطة توليد الكهرباء في غزة حتى نهاية 2019، إضافة لدفع نفقات خط كهرباء «161» الإسرائيلي لتزويد القطاع بـ120 ميغاواط.
لكن هذه المصادر قالت في الوقت ذاته، إنها ترى أن «التهدئة على الأرض بعيدة جداً» وإن «الانفجار الحربي أقرب من التهدئة».
وادعت بعض الأوساط الاستخبارية أن «هناك معلومات تصل إلى إسرائيل عن الأوضاع والأبحاث العميقة التي تدور في مقرات (حماس) القيادية، وكلها تشير إلى أن هناك مصلحة استراتيجية لدى حركة (حماس)، اليوم، في إبقاء اللهيب مشتعلاً لدرجة معينة». وأضافت أن «ما يقال في جلسات القيادات الحمساوية يدل على أن الغضب الشعبي لدى المواطنين في قطاع غزة هو غضب حقيقي. فالجمهور الفلسطيني هناك لم يعد يحتمل فعلاً أسلوب حكم (حماس)، وقضية رفع الضرائب هي القشة التي كسرت ظهر البعير. فالحديث لا يكشف عن غضب محدود لقضية محددة، إنما هو غضب تراكمي بسبب مجمل سياسات (حماس).



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.