شارك فنانون مصريون وأفارقة، في لقاء ثقافي دولي بعنوان «الفنون البصرية... حوار بين مصر وأفريقيا»، ومعرض «مصر - أفريقيا... ثقافة ممتدة» في دار الأوبرا المصرية، مؤكدين أن الفن لغة التواصل والحوار الأولى التي لا تعترف بالحدود الجغرافية واللغوية، يأتي ذلك في إطار الفعاليات المصاحبة لرئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، والتي تضم أنشطة ومهرجانات تجسد ما وصلت إليه الفنون والآداب في القارة السمراء.
من جانبها، قالت الشاعرة الليبية لطفية القذافي، مستشار الاتحاد الدولي للمرأة الأفريقية؛ على هامش المعرض الفني: إن «الثقافة والفنون الأفريقية جزء من هذا العالم»، لافتة إلى أن «شمال أفريقيا كانت بوابة القارة للتواصل مع الحضارات العالمية القديمة، وحظيت بمكونات ثقافية ناجمة عن التداخل الثقافي مع الرومانيين والفينيقيين»، وأضافت: «في أقصى الغرب الليبي تظل مدينة سبراطة خير شاهد على التبادل الثقافي بين حضارات العالم القديم في المدينة الأثرية بها بما تضمه من منحوتات ومخطوطات»، مضيفة أن «القارة حالة من حالات الموزاييك بديعة في تنوعها الثقافي والفني».
بينما أكد الفنان السوداني معتز الإمام، أن «ثورة التواصل الاجتماعي قاربت بين الفنانين الأفارقة لمتابعة أعمال بعضهم بعضاً». واعتبر أن نهر النيل يمثل «مشتركاً إبداعياً أكثر منه مشتركاً جيوغرافياً بين الأفارقة».
وتحدث الفنان الإريتري محمود أبوبكر عن دور الفن في التواصل بين الشعوب الأفريقية في 50 دولة، مؤكداً أن الجغرافيا ليست ضماناً للتواصل، بل إن الدول المتجاورة تجد بينها أحياناً حدوداً أقوى من المعابر الحدودية، لافتاً إلى أن «النزاعات والحروب والسياسية فرقت بين الشعوب حدودياً ومكانياً، لكن الفنون كانت دائماً حلقة الوصل بين أبناء القارة».
وضم معرض «مصر - أفريقيا... ثقافة ممتدة»، لوحات ومنحوتات ونسيجيات تعكس مختلف المدارس الفنية التشكيلية. وقالت الفنانة سهير عثمان لـ«الشرق الأوسط»: «المعرض يجمع أشكال الفنون البصرية كافة المعبرة عن الفن الأفريقي، وشارك به نخبة من الفنانين من مختلف الأجيال من الرواد وجيل الوسط والشباب؛ لإقامة حوار فكري بالفن، يضم المعرض أعمالاً لـ60 فناناً وفنانة من مختلف أنحاء القارة».
غلب على لوحات المعرض الحضور القوي للمرأة الأفريقية والطبيعة الخلابة التي تتمتع بها القارة السمراء وملامح أبنائها المشعة بالأمل والإصرار. وشارك الفنان والناقد الكبير الدكتور مصطفى الرزاز بلوحتين نسيجيتين من الصوف الخالص باللونين الأبيض والأسود، تعبران عن الطبيعة الأفريقية بطيورها وحيواناتها، كذلك شاركت الفنانة سهير عثمان بلوحة نسيجية لنساء بالزي الأفريقي، في وضعية جلوس المرأة في مصر القديمة أثناء تقديم القرابين، في حين عبرت اللوحة الأخرى عن الإنسان الأفريقي وقدرته على مواجهة التحديات مع تضخيم نِسب القدم كصورة رمزية للرسوخ، فيما تتوسط المعرض لوحة جدارية للفنان فرغلي عبد الحفيظ رسمها برمال دهشور ورمال سيوة.
وشارك الدكتور الطيب الحضيري من السودان بلوحة تجريدية عن الحياة الأفريقية بألوانها المتداخلة، بينما شاركت باونينا قمبا بلوحتين تجسدان الرقص الفلكوري الأفريقي، وشارك أنتوني ميشنجو بلوحتين بورتريه لسيدتين أفريقيتين، كما شارك الفنان الكبير عز الدين نجيب بلوحة عن المرأة النوبية، والفنان عصام الصابري من ليبيا بلوحتين تجريدتين، وشارك فنان الكاريكاتير المصري عمرو فهمي بلوحة تجسد حواراً بين سيدة مصرية وأخرى أفريقية تسيران في مياه النيل. وضم المعرض أيضاً لوحتين لنقيب التشكيليين المصريين حمدي أبو المعاطي، ومنحوتة للنحات المصري طارق الكومي.
«الشرق الأوسط» التقت الفنان باتريس لاكي، من جمهورية جنوب السودان، وهو مشارك بلوحتين، يقول عنهما: «حاولت من خلال اللوحتين تجسيد الحياة اليومية للسيدة الأفريقية ومعاناتها في توفير الأمن والغذاء لأسرتها»، رسم لاكي في كل لوحة 3 نساء تتوسطهن سيدة تحمل طفلها، واستلهم أزياءهن من أزياء نساء قبيلة باري التي توجد بجوبا، وتشير اللوحات إلى اهتمام هذه القبيلة بصناعة الحلي المتنوعة التي ترتديها النساء، وجاءت خلفيات اللوحتين لتعبر عن موسم الحصاد أو موسم الجفاف.
الفنون البصرية الأفريقية في «حوارية تشكيلية» بالقاهرة
بمشاركة 60 فناناً وفنانة من القارة السمراء
الفنون البصرية الأفريقية في «حوارية تشكيلية» بالقاهرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة