حكومة مادورو تسحب من غوايدو منصب رئيس البرلمان

منعته من ممارسة مهامه النيابية لمدة 15 سنة... وموسكو أكدت بقاء عسكرييها في فنزويلا

غوايدو يحيّي أنصاره في كراكاس أمس (أ.ف.ب)
غوايدو يحيّي أنصاره في كراكاس أمس (أ.ف.ب)
TT

حكومة مادورو تسحب من غوايدو منصب رئيس البرلمان

غوايدو يحيّي أنصاره في كراكاس أمس (أ.ف.ب)
غوايدو يحيّي أنصاره في كراكاس أمس (أ.ف.ب)

أعلنت السلطات الفنزويلية أنه تم حرمان المعارض خوان غوايدو من منصبه كرئيس للبرلمان، ولم يعد قادرا على ممارسة مهمته كنائب طوال خمسة عشر عاما للاشتباه بممارسته الفساد.
وصرّح المراقب العام للدولة، إلفيس أموروزو، المكلّف السّهر على شفافية الإدارة في فنزويلا للتلفزيون الرسمي بأنه قرر «منع المواطن (خوان غوايدو) من ممارسة أي وظيفة نيابية» لخمسة عشر عاما، أي «المدة القصوى التي ينص عليها القانون»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضح أموروزو القريب من نظام الرئيس نيكولاس مادورو أن غوايدو لا يبرر في تصريحاته عما يملك، بعض النفقات في فنزويلا وخارجها بواسطة أموال مصدرها دول أخرى. وأضاف: «لقد قام بأكثر من 91 رحلة خارج الأراضي (الفنزويلية) بكلفة تجاوزت 310 ملايين بوليفار (نحو 94 ألف دولار)، من دون أن يحدد مصدر هذه الأموال».
وكان المراقب العام للدولة أعلن في 11 فبراير (شباط) فتح تحقيق بحق غوايدو. وطلب من النيابة «القيام بالخطوات اللازمة» من دون تفاصيل إضافية. وكان التدبير نفسه اتخذ بحق المرشح للانتخابات الرئاسية العام 2013 إنريكي كابريليس، ومنع تاليا من الترشح لانتخابات 2018.
على صعيد متصل، أكدت موسكو أمس بقاء عسكرييها الذين وصلوا قبل أيام إلى فنزويلا، والذين يطالب دونالد ترمب بمغادرتهم «طوال المدة اللازمة» بالنسبة لحليفها مادورو، طالبة من واشنطن «ألا تقلق» من العلاقات بين البلدين.
وجاءت تصريحات المتحدث باسم الكرملين بعد أن طالب الرئيس الأميركي روسيا بسحب قواتها العسكرية من فنزويلا التي تعصف بها أزمة سياسية واقتصادية. وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن «هناك التزامات بموجب عقود، عقود لتسليم أنواع من السلع. لا نعتقد أن على دول أخرى أن تقلق بشأن علاقاتنا الثنائية». وأضاف: «لا نتدخل في أي شكل في الشؤون الداخلية لفنزويلا ونريد من الدول الأخرى أن تحتذي بنا وتترك للفنزويليين أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم». وأفاد بأن روسيا لا تبلغ الولايات المتحدة كيف تدبّر علاقاتها الخارجية، وأن موسكو تتوقع المعاملة نفسها و«الاحترام المتبادل».
وأثار إرسال موسكو طائرتين تقلان نحو مائة عسكري و35 طناً من العتاد «في إطار التعاون التقني والعسكري» مع فنزويلا، توترا دوليا بشأن فنزويلا حيث تسعى إدارة ترمب لتغيير نظام الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو.
وكررت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا غداة تحذير الرئيس الأميركي أن «خبراء» روسا موجودين في كراكاس ولا يشكلون «تهديدا» لأحد.
وأكدت زاخاروفا في مؤتمر صحافي: «إنهم يعملون على تطبيق الاتفاقات الموقعة في مجال التعاون التقني والعسكري. إلى متى؟ طوال المدة التي يحتاجون إليها. طوال المدة التي تراها حكومة فنزويلا ضرورية».
وتابعت بأنّ «روسيا لا تقوم بتغيير توازن القوى في المنطقة. روسيا لا تهدد أحدا بخلاف» بعض الأشخاص في واشنطن.
وكانت زاخاروفا تشير إلى تصريحات ترمب الذي طالب القوات الروسية في فنزويلا «بالخروج» وإلى وزير خارجيته مايك بومبيو الذي قال إن واشنطن لا تعتزم التفاوض مع مادورو وتريد إنهاء نفوذ روسيا وكوبا في فنزويلا.
لم تتراجع وتيرة الخطاب بين واشنطن، التي تعترف بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيساً بالوكالة وتطالب برحيل نيكولاس مادورو، وموسكو التي تتهم الولايات المتحدة بأنها تحاول تدبير «انقلاب» في هذا البلد الذي يملك احتياطياً ضخماً من النفط. وقالت زاخاروفا: «لا روسيا ولا فنزويلا مقاطعة في الولايات المتحدة».
واعتبرت زاخاروفا الانتقادات التي يطلقها مسؤولون أميركيون منذ بداية الأسبوع بمثابة «محاولة متغطرسة للإملاء على دولتين سيدتين كيف عليهما أن تديرا علاقاتهما». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتهم الولايات المتحدة الاثنين بمحاولة تدبير «انقلاب» للإطاحة بالرئيس الفنزويلي مادورو.
وقال الملحق العسكري في سفارة فنزويلا في روسيا جوزيه رافايل توريالبا بيريز: «أصر على القول بأن الأمر ينحصر في مجال التعاون العسكري والتقني. الوجود العسكري الروسي لا علاقة له بتاتاً باحتمال تنفيذ عمليات عسكرية»، كما نقلت عنه وكالة إنترفاكس. وأكد أنه من المقرر أن يزور وزير الدفاع الفنزويلي موسكو في أواخر أبريل .
والثلاثاء، قالت زاخاروفا في بيان إنّ موسكو «تطور تعاونها مع فنزويلا وفقا لتطبيق دقيق لدستور هذا البلد مع الاحترام الكامل لقوانينه». وأضافت أن «وجود اختصاصيين روس على الأراضي الفنزويلية يخضع لاتفاق بين الحكومتين الروسية والفنزويلية حول التعاون العسكري والتقني تم توقيعه في مايو (أيار) 2001».
وفي العام 2011، منحت روسيا فنزويلا قرضا بقيمة 4 مليارات دولار لشراء أسلحة روسية.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.