بريطانيا تؤكد التزامها العمل على إنجاح المسار الديمقراطي في ليبيا

TT

بريطانيا تؤكد التزامها العمل على إنجاح المسار الديمقراطي في ليبيا

بينما جددت بريطانيا دعمها، أمس، لحكومة فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، شنّ غسان سلامة، رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، هجوماً على النخبة الحاكمة في البلاد، واتهمها بالفساد.
وقال فرانك بيكر، سفير بريطانيا لدى ليبيا، إن حكومة بلاده تجدد دعمها لحكومة السراج، والتزامها بالعمل على إنجاح المسار الديمقراطي، الذي يفضي إلى انتخابات عامة، حسبما أعلن مكتب السراج، الذي أوضح أن الاجتماع، الذي تم في طرابلس، جاء على خلفية انتهاء مدة عمل السفير البريطاني. وكان السراج قد بحث في اجتماع حكومي موسع أوضاع المؤسسة الليبية للاستثمار، وذلك في ضوء تقرير بشأن التصرف في بعض أصول شركة الاستثمارات الأفريقية.
من جانبه، قال المبعوث الأممي غسان سلامة، إن الطبقة السياسية في ليبيا ترفض إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي تخطط لإجرائها البعثة الأممية قبل نهاية العام الحالي، مقابل 83 في المائة من الليبيين الذين أيدوا إجراء انتخابات، وفقاً لآخر استطلاع رأي، أجرته البعثة، بتعاون مع عدد من السفارات والمنظمات العاملة في البلاد.
ووصف سلامة، في تصريحات تلفزيونية له، مساء أول من أمس، النظام الراهن في ليبيا بأنه «فاشل وريعي، وقائم على النهب والسلب والفساد»، معتبراً أن «الليبيين يعيشون على مرتباتهم الضعيفة، بينما تجمع الطبقة الحاكمة الملايين كل يوم من خلال الفساد».
ورأى سلامة أن «فساد الفئة السياسية الحاكمة في ليبيا يندى له الجبين»، وقال بهذا الخصوص إنه «لا يمكن تقدير حجم النهب الحاصل وسرقة الأموال العامة في هذا البلد. هناك أمر غير طبيعي، وهو أن كل يوم يشهد ولادة مليونير جديد في ليبيا، بينما الطبقة المتوسطة تتقلص». داعياً الفئة الحاكمة إلى الاستماع لمواطنيها، والكف عن التمسك بكراسي السلطة، واتهم النظام الحاكم بإغراق البلاد في الفساد والنهب والسلب، موضحاً في ذات السياق أن الميليشيات المسلحة كانت تستفيد من فارق سعر صرف الدولار في السوق الموازية. وعن المؤتمر الجامع الذي يخطط لعقده في غدامس، منتصف الشهر المقبل، قال سلامة إنه «لن يكون بديلاً عن المكونات السياسية القائمة»، لافتاً إلى أنه سيطرح بعض المقترحات، الرامية إلى إيجاد قاعدة دستورية للانتخابات، في ظل الانسداد الذي تواجهه مسودة مشروع الدستور.
من جهة ثانية، انتقدت منظمة «أطباء بلا حدود» غير الحكومية، أمس، ما وصفته بظروف الاعتقال «القاسية» والمعدلات «المقلقة» لسوء التغذية بين اللاجئين والمهاجرين المحتجزين، الذين تمكنت من لقائهم في مركز اعتقال في العاصمة الليبية طرابلس.
وقالت المنظمة إن سلسلتين من الفحوص الغذائية، التي أجرتها في مركز «سبأ»، تؤكدان أن «ما يقرب من ربع السجناء» في هذا المركز يعانون من سوء التغذية، وأن «الأطفال أكثر عرضة بشكل كبير من البالغين لسوء التغذية الحاد والمعتدل»، مشيرة إلى أن هذه النتائج تؤكد الشهادات التي تفيد أن «المعتقلين لا يحصلون إلا على وجبة واحدة فقط كل يومين أو 3 أيام، وأن الوافدين الجدد قد ينتظرون مدة تصل إلى 4 أيام للحصول على الطعام».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.