تمديد عمل الأمين العام للناتو عامين

قبل أيام من اجتماعات وزراء خارجية دول الحلف في واشنطن

TT

تمديد عمل الأمين العام للناتو عامين

وافق حلف شمال الأطلسي «الناتو» أمس الخميس، على تمديد فترة عمل أمينه العام الحالي ينس ستولتنبرغ لمدة عامين. وقال بيان صدر عن مقر الحلف في بروكسل أن مجلسه وافق على تمديد ولاية ستولتنبرغ حتى نهاية سبتمبر (أيلول) 2022 وأعرب الحلفاء عن دعمهم لعمل الأمين العام من أجل تحديث الحلف الأطلسي وضمان بقائه مناسبا للمستقبل. وجاء القرار هذا بعد وقت قصير من الإعلان عن توجه ستولتنبرغ إلى واشنطن ليترأس اجتماعات وزراء خارجية الحلف في الثالث والرابع من أبريل (نيسان) وأيضا للمشاركة في الاحتفال بالعيد السبعين لتأسيس التحالف. كما سيشارك ستولتنبرغ في عدة فعاليات ولقاءات على هامش الزيارة ومنها لقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الثاني من أبريل، كما سيلقي الأمين العام كلمة يوم 3 أبريل في اجتماع مشترك لمجلسي النواب والكونغرس في الكابيتول هيل، ويلتقي بعدها مع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وأيضا مع قيادات من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وفي نفس اليوم يلتقي ستولتنبرغ مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. وفي خريف 2014 تولى رئيس الوزراء النرويجي السابق ينس ستولتنبرغ منصب الأمين العام للحلف ليخلف الدنماركي فوغ راسموسين بعد خدمة استمرت 5 سنوات على رأس الحلف، الذي يضم 28 دولة ويتخذ من بروكسل مقرا له.
جدير بالذكر أن ستولتنبرغ بدأ حياته السياسية في الأوساط الراديكالية المعارضة للحلف، قبل أن يصبح مؤيدا للتوافق الذي يمكن أن يتبلور اليوم عبر علاقات جيدة مع القادة الروس. وستولتنبرغ، 59 عاما، خبير اقتصادي لم يكن أبدا من متابعي قضايا الدفاع والأمن بشكل خاص، لكن السنوات العشر التي أمضاها في السلطة رئيسا لمختلف الحكومات ساهمت في إثراء علاقاته الدولية وفن التفاوض. وهو أول أمين عام للحلف يتحدر من دولة حدودية مع روسيا، ويقيم المسؤول العمالي علاقات جيدة مع موسكو وهي ورقة مهمة في يده في أوج أزمة القرم التي خلفت أجواء تشبه حقبة الحرب الباردة.
واعتبرت صحيفة «افتينسوبستن» النرويجية في بداية توليه المنصب أن «خبرة ستولتنبرغ والنرويج بصفتها جارة لروسيا ستكون بالتأكيد مفيدة». وأضافت «لكن طبيعة العلاقة التي يجب أن يقيمها الغرب مع روسيا تتقرر في أماكن أخرى خارج هيئات حلف الأطلسي».
وفي شبابه ناضل ستولتنبرغ ضد حلف الأطلسي والمجموعة الأوروبية، الهيئتين اللتين أصبح لاحقا مؤيدا لهما. وفي مراهقته رشق بالحجارة السفارة الأميركية ردا على قصف سلاح الجو الأميركي في 1973 هايبونغ.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.