Sunset
- إخراج: لاشلو نيميس
- تقييم: وسط
تسير والكاميرا وراءها… للأبد
قد لا يُرى الفارق بوضوح كاف بين فيلم يعتمد أسلوب عمل مبني على إدماج كل العناصر الفنية على قدر متقارب من التوازن والتساوي، وبين أسلوب آخر يغرف من تحديد الأهمية القصوى في عنصرين فقط أحدهما التصوير والثاني الحركة التي يتابعها التصوير دؤوباً.
المجري لاشلو نيميس فعل ذلك سابقاً عندما حقق فيلمه الأول «ابن شاوول» بالطريقة ذاتها: كاميرا على وجه وبدن شخصية واحدة في معظم الفيلم هي شخصية المعتقل اليهودي الذي يساعد الألمان في تنـظيم فوضى المعتقل المليء باليهود الذين سيتم إرسالهم إلى حتفهم. لكن نيميس عالج فوضى المكان وفوضى بحث بطله عن خلاص بفوضى مماثلة في العمل. الناتج هو خلق توتر لإيصال رسالة كان يمكن لها أن تصل أفضل لو عالج الفيلم من خلال محنته وليس عبر توظيفها.
الشيء ذاته يقال في فيلمه الجديد (تم افتتاحه في الولايات المتحدة مؤخراً وبعد سبعة أشهر من عرضه العالمي الأول في مهرجان فنيسيا). حكاية تقع في بودابست سنة 1913 وبطلتها إريس (جولي جاكاب) التي تنزح إلى العاصمة بودابست المكتظة طلباً لورثتها التي هي من حقها. تقصد داراً كان لوالديها لكن من وضع يده عليه يطردها منه فتؤم مكاناً تخلد فيه للراحة ليلاً. في اليوم التالي، وبعد حادثة كادت فيها أن تتعرض للاعتداء، تمضي باحثة عن أخيها الذي لم تلتق به منذ أن كانت فتاة صغيرة. هذا البحث يقودها للالتقاء مجدداً بالرجل الذي طردها في اليوم السابق واسمه أوسكار (ڤلاد إيڤانوف) الذي يعرض عليها عملاً في دارته التي تحضر لاحتفال سيحضره علية القوم وبعض أكثر أثرياء العاصمة وسواها. لكن انتقال إريس من الشارع إلى الدار الثرية لا يجعلها تنسى طباعها ولا بحثها عن الحقائق. خلال ذلك ستشهد نماذج من اهتمامات المحيطين بها وطباعهم وستحافظ على المسافة بينها وبينهم لأنها تختلف عنهم.
إذا ما تجاوز المشاهد الفوضى البصرية والتوتر المفتعل الناتج عنها (تم تصوير الفيلم بالأبيض والأسود بكاميرا فيلم وليس دجيتال) سيثير اهتمامه أن المخرج لم يكترث لوضع سيناريو يجيب على الأسئلة ولا حتى يطرح أسئلة من دون أجوبة بل تسوق نفسها مثل فقاعات الماء حين غليه. لا نعرف الكثير عن إليسا ولا عن خلفيتها ولا عما تملكه من معلومات توظفها لأجل هذا البحث. ثم هناك الحفل الكبير الذي يشكل تحدياً لمجموعة غامضة من الناس تريد الهجوم على القصر (أو الدار) لأسباب لا يشكل أحدها مبرراً كافياً. هم المخرج الأول متابعتها ولو بكاميرا تلاحقها بشكل دؤوب ومضجر.
هو ذات الأسلوب المتبع في «ابن شاوول» مع قصة مختلفة. بعد قليل لا يهم ما الذي يدور كدراما أو كنص روائي ولا حتى لماذا، بل يبقى السؤال الأكبر مناطاً بمعرفة ماهية ما نراه أو أهميته. وإذ لم ينل الفيلم لا في عروضه المهرجاناتية ولا التجارية حيزاً مهماً من النجاح، فإن هذه الأسئلة ستبقى كامنة حتى العرض الأخير.
شاشة الناقد: Sunset
شاشة الناقد: Sunset
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة