مفاجأة سارة ومهمة كانت في انتظار خبراء الترميم في هيئة التراث الإنجليزي (إنجليش هيرتيج) عندما كانوا يقومون بتنظيف إحدى اللوحات المعروضة في أحد البيوت الأثرية التي تشرف عليها الهيئة، فقد أظهرت عملية إزالة ورنيش أصفر، غطى اللوحة لأكثر من قرن، أن اللوحة تعود بالفعل إلى عصر النهضة في فلورنسا، وأنها أيضاً خرجت من ورشة الفنان الشهير ساندرو بوتيتشلي.
وكان من المعتقد أن اللوحة المعروضة في بيت «رانجر» في غرينيتش، مجرد نسخة مقلدة عن اللوحة الأصلية لبوتيتشلي.
ولاحظ الخبراء بعد إخضاع اللوحة لاختبارات مختلفة، منها وضعها تحت الأشعة وتحليل الألوان، أن اللوحة الغنية بالألوان الحية كالأحمر والأزرق والذهبي، وأن هناك تغييرات أضيفت على بناء اللوحة؛ ما أثار الشك بأن تكون اللوحة مجرد نسخة مقلدة.
وقالت راتشيل ترنبول، كبيرة خبراء الترميم في المؤسسة، إنها تشاورت مع مختصين من متحفي «فيكتوريا آند ألبرت» و«ناشونال غاليري»، وجاء تقييم الخبراء ليرجح أن اللوحة خرجت بالفعل من ورشة فنان عصر النهضة الشهير، الذي عرف كغيره من الرسامين المشهورين في تلك الفترة بتوظيف عدد من الرسامين الشباب لمساعدته في رسم اللوحات الكبيرة، وكان الاستديو كثيراً ما ينتج لوحات تحمل أسلوب الفنان ونسخاً مختلفة من لوحاته الشهيرة.
وتشير ترنبول إلى أن عملية الترميم «منحتنا فرصة التدقيق في اللوحة وترميمها للمرة الأولى منذ مائة عام أو أكثر الاقتراب بشكل جديد منها. لاحظت على الفور أن اللوحة بين أيدينا تحمل تشابهاً كبيراً مع الأعمال التي أنتجتها ورشة بوتيتشلي، من ناحية الأسلوب، كان الشبه أكبر من أن تكون تقليداً، كانت الحقبة الزمنية الصحيحة واللوحة سليمة من الناحية الفنية، وهي مرسومة على ورق مصنوع من شجرة الحور الذي كان شائعاً في تلك الفترة».
ونقلت وكالة «رويترز» عن ترنبول قولها: «ظهور هذه الألوان من تحت تلك الطبقات التي وضعت ضمن عملية ترميم لاحقة هو تجربة رائعة».
واستخدم الخبراء الأشعة السينية والأشعة تحت الحمراء في فحص اللوحة وكشف الرسم تحتها، بما في ذلك أي تغيير في الخطوط الأصلية، وهو ما قدم دلائل على هويتها الحقيقية.
وهذه أقرب نسخة للتحفة الأصلية التي ترجع إلى القرن الخامس عشر والمعروضة حالياً في متحف أوفيزي في فلورنسا.
وساندرو بوتيتشلي (1445 - 1510) كان أحد أساطين عصر النهضة، واشتهر بلوحات مثل «ذا بيرث أوف فينوس» و«بريمافيرا». أدار ورشة فنية في مدينة فلورنسا منذ عام 1470، حيث وظف عدداً من المساعدين الذين كانت مهمتهم المساعدة في تنفيذ أجزاء من اللوحات الفنية الضخمة التي كان يكلف بعملها.
وكان من المألوف وقتها أن يعيد هو أو مساعدوه رسم إحدى اللوحات بناءً على طلب أحد رعاة الفنون، لكن اللوحات المنفذة تختلف في حجمها وبعض التفاصيل بحسب المبلغ المعروض.
اكتشاف لوحة لبوتيتشلي تحت طبقات من الورنيش
اكتشاف لوحة لبوتيتشلي تحت طبقات من الورنيش
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة