نبيلة عبيد: الأدوار غير المناسبة سبب ابتعادي عن الساحة الفنية

قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها تختار ظهورها في البرامج بعناية

نبيلة عبيد: الأدوار غير المناسبة سبب ابتعادي عن الساحة الفنية
TT

نبيلة عبيد: الأدوار غير المناسبة سبب ابتعادي عن الساحة الفنية

نبيلة عبيد: الأدوار غير المناسبة سبب ابتعادي عن الساحة الفنية

لقَّبها الجمهور بـ«نجمة مصر الأولى»، بعد توهجها السينمائي في ثمانينات القرن الماضي، عبر أدائها أدواراً مهمة وصعبة لا تزال حاضرة بقوة في أذهان الجماهير المصرية والعربية، لكن الفنانة المصرية الكبيرة قررت الانصراف عن الساحة الفنية لعدم وجود أدوار وسيناريوهات تناسب تاريخها الفني، وفق ما قالته في حوارها مع «الشرق الأوسط». وأوضحت عبيد أيضاً، أنها لا تمانع الظهور أمام نجوم الجيل الحالي، بشرط وجود دور يناسبها، وأوضحت أنها تختار ظهورها في البرامج التلفزيونية، وحفلات التكريم بعناية شديدة؛ حفاظاً على «تاريخها الفني». وإلى نص الحوار...
> في البداية... حدثينا عن سبب ابتعادك عن الساحة الفنية حالياً؟
- لم أجد السيناريو المناسب اللائق بي، للعودة من خلاله إلى الساحة الفنية، فأخيراً شاهدت فيلماً قصيراً عن حياتي الفنية على قناة «نايل سينما» المصرية، وشعرت بالفخر الكبير عند مشاهدتي له، وهذا التاريخ المهم الذي صنعته يحتمّ عليّ انتقاء الأعمال المناسبة لي، وعند ظهوري ضيفة شرف في مسلسل «لهفة» كان دوري عبارة عن «نجمة العرب»، حيث كانت دنيا سمير غانم تؤدي دور فتاة تحب التمثيل وجاءت لبرنامج اكتشاف المواهب كي تصير نجمة، فحتى ظهوري في هذا الدور الصغير كان في إطار مناسب لي؛ ولذلك أبحث عن سيناريو يعيدني بشكل يحبه الجمهور، ولا يجعل أحداً يقول: «إيه اللي بتعمله ده»، والحمد لله تاريخي السينمائي كله مشرف وأغلب أفلامي في ذاكرة السينما، وحتى البرامج التي أظهر بها، والتكريمات أختارها بعناية، ولا أقبل أي عرض لمجرد الظهور أو التكريم.
> معنى ذلك أن الابتعاد كان باختيارك؟
- نعم، هذا صحيح، فأنا وضعت خطة لنفسي كي لا أقلل من التاريخ الذي صنعته، فالظهور حالياً محسوب، وليس لمجرد التواجد فقط.
> قدمتِ أدواراً ناجحة كثيرة على مدار تاريخك الفني... هل هذا يُصعّب عليك عملية الاختيار؟
هذا صحيح إلى حد كبير، فمثلاً شخصية الراقصة قدمتها بأكثر من شكل ومعالجة، سواء في أفلام «الراقصة والطبال» و«الراقصة والسياسي» و«سمارة الأمير»، ويستحيل أن تجدي وجه تشابه بين الشخصيات الثلاث، وكلها أعمال لمؤلفين كبار، وعندما أختار بين سيناريوهات معروضة عليّ فإن عيني تكون صوب الشخصية وطريقة معالجتها وخلفيتها، أما في باقي أفلامي فكنت حريصة على اختيار موضوعات لكتاب كبار، أمثال نجيب محفوظ، وإحسان عبد القدوس، ومصطفى محرم، ومحمود أبو زيد، وكلهم كتاب أثروا تاريخي السينمائي، وجعلوه غنياً بالشخصيات التي أفتخر بها، ووقتها كنا كفنانين نعمل من أجل الموهبة والفن بحق؛ لأننا لم نتقاض ملايين الجنيهات، مثلما يحدث الآن، فأجورنا كانت «ملاليم» مقارنة بالآن، وصرفناها على الملابس وغيره، وكنا سعداء جداً بالأدوار الرائعة التي قدمناها ودخل أغلبها في تاريخ السينما.
لو ظهرت الآن بشكل لا يليق بتاريخي، فسوف يحاسبني الجمهور حساباً عسيراً، وحتى الظهور العادي محسوب عليّ أيضاً، فأنا ملك الجمهور، وأذكر في هذا الصدد أنني في شبابي ذات مرة شاهدت هند رستم، في محل من المحال العريقة فدخلت وراءها وتأملتها طويلاً لدرجة أنني لامست ملابسها، ولم أصدق أنني أقف أمامها، وكنت أشعر قبل هذه اللحظة بأنها إنسانة قادمة من عالم آخر لا ننتمي نحن إليه؛ فالفنان زمان كانت له هيبة ومقام كبير للغاية.
> لكن مع كل ذلك، لن تستطيعي منع نفسك من النزول إلى الشارع؟
- أنا كفنانة أحسب خطواتي جيداً لدرجة أنني أنتقي المحال والمطاعم التي أتردد عليها، وكل هذه القيم المهمة عرفناها من الأجيال السابقة لنا كفاتن حمامة وهند رستم، وماجدة.
> وما حقيقة أنك فكرت في الإنتاج السينمائي لنفسك؟
- هذا الكلام كان منذ فترة طويلة جداً، بل إنني فكّرت فيه في بداياتي الفنية، فوقتها كانت أمامي الفنانة ماجدة، وهي معروفة طبعاً أنها منتجة مهمة، وكانت بالنسبة لي مثلاً عظيماً للفنان المنتج، وكانت حرة نفسها لأنها من تختار الروايات التي تمثل فيها وتنتجها، وأذكر أنها اختارت رواية «أين عمري» وتعتبر من أعظم وأهم ما قدمت.
أما الآن، فلا أفكر مطلقاً في الإنتاج لأسباب كثيرة أولها أين سأجد الرواية والسيناريو التي أجازف وأفكر في إنتاجها لنفسي، فضلاً عن أن الإنتاج نفسه مهمة كبيرة جداً ومغامرة تحتاج إلى مجازفة، وأنصح زميلاتي ألا يقدِمن على خطوة مماثلة أبداً.
> هل توافقين على الظهور بمرافقة فنان من الجيل الحالي، سواء أحمد السقا أو كريم عبد العزيز، وغيرهما؟
- أوافق فوراً، بشرط وجود دور مناسب لي، بل أجد أن مشاركتي أنا وجيلي معهم أمر ضروري للغاية ولصالح الفن، فأنا شاهدت مسرحية «3 أيام في الساحل»، بطولة محمد هنيدي، وكنت سعيدة جداً بها، فكل الأجيال لا بد أن تترابط وتتواصل معاً في أعمال فنية، فكلنا فنانون لا بد أن يحدث تواصل وتكامل بيننا، كما أن جيل هنيدي مثلاً ظهر بالمجهود والعمل الشاق، ولم يصبحوا نجوماً من فراغ.
> وهل توافقين كذلك على تحويل أحد أفلامك السينمائية إلى مسلسل الآن مثلما حدث مع أعمال فنية أخرى؟
- لا أحب هذا إطلاقاً، ولا أحبّذه، لسبب مهم، وهو أن الفيلم قد حقق نجاحاً لدى عرضه، وترسخت عنه صورة ذهنية معينة في أذهان الجمهور بالطريقة التي قُدم بها، ولو تمت إعادته فهو أمر يعود للفنانين الذين شاركوا فيه ويتحملون مسؤوليته بالكامل.
> وما هو تقييمك لما يتم تقديمه على الساحة السينمائية حالياً؟
- كما يقول المثل «كل وقت وله آذان»، فجيلي أنا أمر، وما يقدم الآن أمر آخر مختلف تماماً، فما يتم تقديمه الآن يستهدف الجيل الحالي من الشباب، الذين بالطبع لهم أفكارهم ومعتقداتهم المختلفة عن جيلنا تماماً، وبالتالي فإن صناع السينما يخاطبون الشباب الحالي، وكل جيل يظهر له نجومه وكتابه ومؤلفوه ومخرجوه أيضاً، وفي النهاية الحياة مراحل وكل مرحلة لها ما يناسبها.
> من أكثر فنان تحبين مشاهدته من الجيل الحالي؟
- أنا لا أنظر لشخصية الممثل، لكن أنظر لما يقدمه في عمل ما، فعندما مثلاً أشاهد فيلماً لأمير كرارة، لا أحكم عليه كإنسان في حد ذاته، لكن على الشخصية التي يقدمها في العمل، وكذلك تامر حسني، وأحمد السقا، وكريم عبد العزيز.
> حياتك الشخصية دائماً محط أنظار الجمهور المصري والعربي... كيف تقيّمين ذلك؟
- الكثير من الأخبار التي تتردد عن حياتي الشخصية مجرد إشاعات، مثل الإشاعة الأخيرة حول خطوبتي من شاب يبلغ من العمر 30 عاماً، وكل ذلك كذب طبعاً، مثلما يحدث مع إشاعات الوفاة التي طالت كثيراً من الفنانين أخيراً، والكذبة تكذّب نفسها وتنتهي، وتعلمت من كل أساتذتي ألا أرد على أمور سخيفة مماثلة، لكني تعودت على مثل هذه الإشاعات التي تموت بمرور الوقت.


مقالات ذات صلة

خالد النبوي يعوّل على غموض أحداث «سراب»

يوميات الشرق خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)

خالد النبوي يعوّل على غموض أحداث «سراب»

يؤدي خالد النبوي في مسلسل «سراب» شخصية «طارق حسيب» الذي يتمتّع بحاسّة تجعله يتوقع الأحداث قبل تحققها.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد زكي مجسداً شخصية عبد الحليم حافظ (يوتيوب)

دراما السيرة الذاتية للمشاهير حق عام أم خاص؟

تصبح المهمة أسهل حين تكتب شخصية مشهورة مذكراتها قبل وفاتها، وهذا ما حدث في فيلم «أيام السادات» الذي كتب السيناريو له من واقع مذكراته الكاتب الراحل أحمد بهجت.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد مكي يقدم شخصية «شمس الغاوي» في رمضان 2025 (حسابه بموقع فيسبوك)

«الغاوي» رهان أحمد مكي الجديد في الدراما الرمضانية

يراهن الفنان المصري أحمد مكي على خوض ماراثون «الدراما الرمضانية» المقبل بمسلسل «الغاوي» الذي يشهد ظهوره بشخصية مختلفة عما اعتاد تقديمه من قبل.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق تخرج أمل بوشوشة من ذلك الصندوق الذي يصوّر الحياة بحجم أصغر (حسابها في «فيسبوك»)

أمل بوشوشة... «شوطٌ كبير» نحو الذات

تعلم أمل بوشوشة أنّ المهنة قد تبدو جاحدة أسوة بمجالات تتعدَّد؛ ولا تنتظر دائماً ما يُشبع الأعماق. أتاح «المهرّج» مساحة لعب أوسع. منحها إحساساً بالخروج من نفسها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري مصطفى شعبان (حسابه على فيسبوك)

مصطفى شعبان يخطف الاهتمام بالحديث عن كواليس زواجه

خطف الفنان المصري مصطفى شعبان الأنظار بعد حديثه للمرة الأولى عن كواليس حياته الشخصية وزواجه قبل أشهر عدّة.

داليا ماهر (القاهرة)

دوللي شاهين: أغنياتي تعبر عن تقدير كبير للمرأة

الفنانة دوللي شاهين مع ابنتها (حسابها على {إنستغرام})
الفنانة دوللي شاهين مع ابنتها (حسابها على {إنستغرام})
TT

دوللي شاهين: أغنياتي تعبر عن تقدير كبير للمرأة

الفنانة دوللي شاهين مع ابنتها (حسابها على {إنستغرام})
الفنانة دوللي شاهين مع ابنتها (حسابها على {إنستغرام})

قالت الفنانة اللبنانية دوللي شاهين إن أغنياتها تعبر عن تقدير كبير للمرأة، وتؤكد أنها قادرة على الوقوف من جديد مهما تعرضت لانكسارات، لافتة إلى حرصها على أن يكون كل ألبوم غنائي تصدره يحمل هوية مختلفة، مؤكدة في حوارها لـ«الشرق الأوسط» أنها لم تعش حالة الانكسار لكنها عبرت عنها في أغنيتها «أنا الحاجة الحلوة»، وعَدّت الغناء والتمثيل يكملان بعضهما لكن لا يعوض أي منهما الآخر.

وعبرت الفنانة اللبنانية عن حبها لمشاهدة الأفلام القديمة «الأبيض والأسود» لشادية وصباح وعبد الحليم حافظ لأنهم جمعوا بين الغناء والتمثيل ببراعة، مشيرة إلى أنها تنتقي ما يناسبها وليس عليها تقديم كل ألوان الفنون.

وطرحت دوللي قبل أيام أغنية جديدة باللهجة اللبنانية بمناسبة أعياد الميلاد بعنوان «روح زورن» عبر موقع الفيديوهات «يوتيوب» والمنصات الرقمية الموسيقية، وحققت الأغنية نسبة مشاهدات مرتفعة بعد طرحها بساعات، وهي من كلمات جوزيف حرب وألحان فولكلور وتوزيع أحمد عبد العزيز وإخراج مؤمن يوسف.

واختارت الفنانة أن تقدم دعوة إنسانية في عيد الميلاد حسبما تقول: «(روح زورن) تتحدث عن الفقراء الذين يقضون العيد في ظروف صعبة، وتحث الناس القادرين على التعاطف معهم ومساعدتهم، وأن يقدموا لهم الهدايا والملابس الجديدة في العيد لتعم الفرحة القلوب، فهي تناسب جداً أجواء أعياد الميلاد».

تحرص دوللي على أن يحمل كل ألبوم جديد لها هوية خاصة (حسابها على {إنستغرام})

وكانت دوللي قد طرحت منذ فترة أغنيتي «أنا الحاجة الحلوة» و«ست البنات»، وكشفت أن هاتين الأغنيتين ضمن ألبومها «الملكة» لكنها طرحتهما بشكل منفرد «سينغل» وتوضح: «بدلاً من طرح أغنيات الألبوم دفعة واحدة، أطرح كل 3 أشهر تقريباً أغنية؛ حتى تأخذ فرصتها كاملة في الاستماع والمشاهدة».

وتنحاز المطربة اللبنانية للمرأة مثلما تقول: «أحاول اختيار كلمات تعبر عن بنات حواء، وكل أغنياتي تعبر عن تقدير للأنثى وتعكس مشاعر البنت عموماً. مثلاً أغنية (أنا الحاجة الحلوة) لامرأة تعاني بسبب الرجل الذي كانت تحبه، ولو نظرنا لمجموعة الأغاني التي طرحتها أتحدث فيها عن أنثى تعبت وانكسرت ثم وقفت واستعادت نفسها لتواصل مشوارها، هذه الأغاني تعبر بتسلسل معين عن فتاة في طريق التعافي من عذابات الحب، وأن ضعفها كان بسبب حبها، بينما هي قوية ومتماسكة، لكن قلبها يعود ويشعر بحنين للحب، وبرغم أنني لم أعش حالة الانكسار لكنني أحببت فكرة التعافي بعد الألم».

شاهين قدمت أغنية جديدة بموسم أعياد الميلاد (حسابها على {إنستغرام})

وتحرص دوللي على أن يحمل كل ألبوم جديد لها هوية خاصة: «أسعى أن يروي الألبوم (حدوتة) متكاملة من أول أغنية لتنقل الجمهور من حالة لأخرى حتى آخر أغنية».

ولا تعد دوللي قلة ظهورها غياباً: «لا أغيب لكنني مُقلة في ظهوري هذه الفترة لأن لدي هدفاً معيناً أتطلع للوصول إليه، فأنا لا أقدم على شيء بشكل عشوائي، ولا أخطو خطوة سوى بعد تفكير ودراسة، وأدرك ما أريده وأسعى لتحقيقه».

وظهرت دوللي بصفتها ممثلة لأول مرة من خلال فيلم «ويجا» عام 2005 للمخرج خالد يوسف، ولفتت الأنظار بقوة لها كممثلة، كما شاركت في بطولة أفلام عدة على غرار «الشياطين»، و«العودة» 2007، و«نمس بوند»، و«المش مهندس حسن 2008»، و«تتح» 2013، ثم «ظرف صحي» 2014، وتؤكد: «كل أفلامي نجحت، (نمس بوند) حقق نجاحاً كبيراً و(المش مهندس حسن) نجح أيضاً وأغنيته ظلت حتى الآن متصدرة قوائم (تيك توك) رغم مرور سنوات على تقديمها، وكذلك (تتح)، وهذا السبب يجعلني مقلة في أعمالي لأنني أحب أن تترك أعمالي أثراً لدى الناس»، وفق تعبيرها.

تؤمن دوللي بأن الغناء والتمثيل يكملان بعضهما لكن لا يعوض أحدهما الآخر، وقد بدأت مطربة، وتعبر عن حبها لأفلام «الأبيض والأسود» لعبد الحليم حافظ وصباح وسعاد حسني الذين ترى أنهم جمعوا ببراعة في أفلامهم بين مجالي التمثيل والغناء.

وبسؤالها عن سبب غيابها درامياً، تقول: «أحب انتقاء أعمالي، وأنا بصفتي فنانة أقدم العمل الذي أراه مناسباً لي، وليس مطلوباً مني أن أقدم كل ألوان الفن».