استطلاعات رأي: زيادة في نسبة الإسرائيليين غير الراضين عن نتنياهو

لم يسعفه موقف ترمب من القدس والجولان

استطلاعات رأي: زيادة في نسبة الإسرائيليين غير الراضين عن نتنياهو
TT

استطلاعات رأي: زيادة في نسبة الإسرائيليين غير الراضين عن نتنياهو

استطلاعات رأي: زيادة في نسبة الإسرائيليين غير الراضين عن نتنياهو

دلت نتيجتا استطلاعين للرأي، أجريا في إسرائيل يومي أمس وأول من أمس، على أن الاحتضان الحميم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في واشنطن، من الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل وحتى الاعتراف الأميركي بضم الجولان، لم يسعفه كثيراً. وما زال حزب الجنرالات «كاحول لافان» بقيادة بيني غانتس، يشكل قوة أساسية تهدد بهزيمة نتنياهو.
ففي الاستطلاعين، اللذين نشرهما كل من «إذاعة الجيش الإسرائيلي» وموقع «واللا» الإخباري، يتضح أن غالبية الجمهور غير راضين عن أداء نتنياهو كرئيس حكومة ووزير دفاع. في الاستطلاع الأول، قال 54 في المائة إنهم غير راضين (مقابل 35 في المائة راضين). وفي الاستطلاع الثاني، قال 56 في المائة (مقابل 38 في المائة) إنهم غير راضين. لكن الاستطلاعين يشيران إلى أن الإسرائيليين عادوا إلى المربع الأول من الإحباط؛ لأنهم لا يرون في حزب الجنرالات ورئيسه بيني غانتس، رئيس أركان الجيش الأسبق، بديلاً مقنعاً. فعندما سئلوا «أي من المرشحين يصلح لرئاسة الحكومة؟»، قال 45 في المائة، إنهم يختارون نتنياهو و33 في المائة اختاروا غانتس.
ويشير استطلاع إذاعة الجيش إلى أن حزب الجنرالات يتفوق على «الليكود» بالنتيجة 30 مقابل 28 مقعداً. في حين يشير الاستطلاع الثاني إلى تفوق الليكود على حزب الجنرالات بمقعد واحد 31:30 مقعداً. وفي الاستطلاعين، يظل معسكر اليمين أكبر من معسكر الوسط واليسار والعرب، بل إن استطلاع إذاعة الجيش يشير إلى هبوط العرب من 13 مقعداً حالياً إلى 8 مقاعد؛ إذ إن بموجبه ستسقط القائمة العربية التي تضم الحركة الإسلامية برئاسة منصور عباس وحزب التجمع الوطني برئاسة امطانس شحادة، ولا تتجاوز نسبة الحسم، في حين تحصل القائمة الثانية التي تضم الجبهة برئاسة أيمن عودة، والعربية للتغيير برئاسة أحمد الطيبي على 8 مقاعد.
ويرى الليكود، أنه في هذه الحالة سيعود نتنياهو ليشكل الحكومة، بينما يرى غانتس أنه هو الذي سيشكل الحكومة؛ لأن الاستطلاعات تمنحه تفوقا بشكل عام. وأنه سيستطيع تجنيد أحزاب يمينية معه.
وقالت الدكتورة مينا تسيمح، معدة استطلاع إذاعة الجيش: إن النتائج تدل على أن الجولات القتالية في الجنوب على حدود قطاع غزة عززت قوة اليمين عامة، ونتنياهو بوجه خاص، لكن في هذه المرحلة لم يطرأ أي تغيير ملموس في قوتي الحزبين الكبيرين. وإن خطابات المرشحين، بيني غانتس ونتنياهو، في مؤتمر «أيباك» والاجتماعات الحزبية الأخرى والمقابلات التلفزيونية لم تؤثر بشكل ملموس على مواقف الجمهور. ولذلك؛ فإن المعركة تتركز على الأحزاب الصغيرة، التي تتأرجح على حافة نسبة الحسم ويتهددها السقوط، وغالبيتها يمينية، مثل: حزب «يسرائيل بيتينو» بقيادة وزير الدفاع السابق، أفيغدور ليبرمان، و«كولانو» بقيادة وزير المالية الحالي، موشيه كحلون، و«غيشر» برئاسة عضو الكنيست المنشقة عن حزب ليبرمان، أورلي ليفي أبو قسيس، و«زيهوت» بقيادة عضو الكنيست السابق، موشيه فاغلين، المنشق عن حزب الليكود.
يشار إلى أن معدل نتائج آخر خمسة استطلاعات نشرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية، كانت على النحو التالي: «كاحول لافان» 31 مقعداً، «الليكود» 28 مقعداً، «العمل» 9 مقاعد، وحصل كل من تحالف الجبهة والعربية للتغير و«يهدوت هتوراه» على 7 مقاعد، بينما حصل تحالف أحزاب اليمين على 6 مقاعد، مقابل 5 مقاعد لكل من «اليمين الجديد» و«شاس» و«زيهوت» و«ميرتس»، و4 مقاعد لكل من تحالف الموحدة والتجمع، و«كولانو» أما حزبا «غيشر» و«يسرائيل بيتينو» فلا يتجاوزان نسبة الحسم في جميع هذه الاستطلاعات تقريباً. ووفقاً لهذه النتائج، يتساوى كل من معسكر اليمين ومعسكر الوسط واليسار بـ60 مقعداً لكل منهما.
ومثل هذه النتائج تفضي عادة بتشكيل حكومة «وحدة وطنية» تضم الحزبين الكبيرين بقيادة نتنياهو وغانتس، لكن الاستطلاع الأخير أشار إلى أن 45 في المائة من المستطلعين لا يؤيدون ذلك، مقابل تأييد 28 في المائة، وامتناع 27 في المائة.
ومع ذلك، يؤكد معدو الاستطلاعات أن نحو 30 في المائة من المصوتين لم يقرروا بعد لمن يصوتون. ولذلك؛ فإن الأسبوعين المتبقيين سوف يحسمان النتيجة. ولا يمكن من الآن معرفة الاتجاه العام، خصوصاً أن مكاتب الاستشارة الاستراتيجية التي تعمل إلى جانب الأحزاب الكبيرة، ومعظمها أميركية، تستعد لطرح مفاجآت تحدث تغييرات درامية لحسم المعركة.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.