الأمم المتحدة: الحوثيون لم يتخذوا أي إجراءات لحماية الطفولة في اليمن

تحالف دعم الشرعية والمنظمة الدولية وقّعا أول اتفاق من نوعه لفائدة القصّر

قائد القوات المشتركة للتحالف وممثلة الأمم المتحدة لدى توقيعهما الاتفاق في الرياض أمس (واس)
قائد القوات المشتركة للتحالف وممثلة الأمم المتحدة لدى توقيعهما الاتفاق في الرياض أمس (واس)
TT

الأمم المتحدة: الحوثيون لم يتخذوا أي إجراءات لحماية الطفولة في اليمن

قائد القوات المشتركة للتحالف وممثلة الأمم المتحدة لدى توقيعهما الاتفاق في الرياض أمس (واس)
قائد القوات المشتركة للتحالف وممثلة الأمم المتحدة لدى توقيعهما الاتفاق في الرياض أمس (واس)

أكدت فرجينيا جامبا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، أن الحوثيين «لم يتخذوا أي إجراءات لحماية الأطفال في اليمن»، وارتكبوا انتهاكات كبيرة بحق الطفولة، كاشفة عن إطلاق حملة دولية حول المخاطر التي يتعرض لها الأطفال في النزاع المسلح.
جاء ذلك على هامش توقيع تحالف دعم الشرعية في اليمن مذكرة تفاهم مع الأمم المتحدة لتعزيز حماية الأطفال القصّر المتضررين من النزاع في اليمن، إذ وقّع المذكرة الفريق فهد بن تركي قائد القوات المشتركة للتحالف، وجامبا، في الرياض، أمس، بحضور السفير الدكتور عبد الله المعلمي، مندوب السعودية الدائم في الأمم المتحدة.
وقالت جامبا إن «مذكرة التفاهم تهدف إلى تعزيز التعاون والإجراءات التي من شأنها حماية الأطفال في اليمن»، مشددةً على أن الحوثيين هم الطرف الذي لم يقم بأي إجراءات لحماية الأطفال في اليمن. وأضافت أن مذكرة التفاهم تعد الأولى من نوعها في العالم، ونتجت عن تكاتف تحالف دعم الشرعية في اليمن مع الأمم المتحدة وسيتم تنفيذها في الأراضي اليمنية، مشيرةً إلى أن نحو 10 آلاف طفل يتم تجنيدهم سنوياً في العالم.
إلى ذلك، أكد الأمير الفريق فهد بن تركي أن مذكرة التفاهم تعنى بجوانب إنسانية نبيلة، وسيعمل الجانبان وفق المذكرة بما يعزز الأهداف تجاه حماية الأطفال. وقال المعلمي إن بلاده تعمل على لفت النظر إلى الانتهاكات الحوثية في ‫اليمن، وكشف التدخلات الإيرانية في اليمن.
في غضون ذلك، استقبل وزير الخارجية السعودي الدكتور إبراهيم العساف، في مكتبه بالرياض أمس، الممثلة الأممية جامبا، وجرى خلال الاستقبال، بحث الأوضاع في اليمن وما تقدمه المملكة من دعم لجهود الأمم المتحدة من أجل اليمن، إضافة إلى بحث الجهود الإنسانية لإغاثة الشعب اليمني الشقيق. وحضر الاستقبال مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله المعلمي، ووكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية المتعددة السفير عبدالرحمن الرسي، والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، ورئيس وحدة حماية الأطفال في تحالف دعم الشرعية في اليمن العميد مبارك الزهراني.
من جهة أخرى، أطلقت السعودية سلسلة ورش عمل لرفع كفاءة مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين في اليمن التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بعد تجنيد الميليشيات الحوثية للأطفال اليمنيين وإشراكهم في الحروب. وأسهم مشروع «إعادة تأهيل الأطفال» في نسخته الأولى في إعادة تأهيل 400 طفل نفسياً واجتماعياً وتعليمياً وإعادتهم إلى الحياة الطبيعية، وصاحب ذلك توعية ودعم أكثر من 9600 من أولياء الأمور كما حظي المشروع بإشادة من الأمم المتحدة لأهدافه الاستراتيجية في دعم الاستقرار في العالم.
يشار إلى أن الحوثي جنّد ما يزيد على 23 ألف طفل لإشراكهم في العمل الحربي، بصورة مخالفة للاتفاقيات الدولية، وقوانين حماية حقوق الطفل، حيث يتعرض الأطفال في اليمن للعديد من الانتهاكات الجسيمة.
وقال محمد المقرمي رئيس مركز «اسكوب للدراسات والإعلام الإنساني»، إن مذكرة التفاهم التي وقّعها تحالف دعم الشرعية والأمم المتحدة تأتي ضمن سلسلة الجهود التي بذلها التحالف لحماية الأطفال المتضررين من النزاع المسلح في اليمن. وثمّن المقرمي الجهود الإنسانية التي كان من أبرزها مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين في الحرب، الذي بدأ مركز الملك سلمان تنفيذه منذ عامين في اليمن ويستهدف إعادة تأهيل 2000 طفل مجند وإعادتهم من المتارس إلى المدارس، وكان من أهم مخرجاته في مرحلته الأولى إعادة تأهيل 400 طفل نفسياً واجتماعياً وتعليمياً وإعادتهم إلى الحياة الطبيعية، وصاحب ذلك توعية ودعم 9600 من أولياء الأمور.
وأشار المقرمي إلى أن المشروع حظي بإشادة من الأمم المتحدة؛ حيث وصفته المنظمة الدولية بالبرنامج الذي يحمل أهدافاً استراتيجية بعيدة المدى تتمثل في تحقيق الاستقرار في المنطقة، واختير من الأمم المتحدة ليكون عضواً في تشكيل فريق دولي للتعاون في مجال إعادة تأهيل الأطفال المجندين في أربع قارات حول العالم، يتكون من 16 متخصصاً لديهم الخبرة والممارسة الكافية في التعامل مع موضوع تجنيد الأطفال.


مقالات ذات صلة

الجولاني يلتقي مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا

المشرق العربي أبو محمد الجولاني (أ.ب)

الجولاني يلتقي مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا

ناقش أحمد الشرع مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن ضرورة إعادة النظر في خريطة الطريق التي حددها مجلس الأمن الدولي في عام 2015.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أشخاص يلوحون بالأعلام السورية خلال مسيرة في السويداء بسوريا في 13 ديسمبر 2024، احتفالاً بانهيار حكم بشار الأسد (أ.ف.ب)

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

نقلت متحدثة باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن عنه قوله، اليوم (الجمعة)، إنه يرى تحديات كثيرة ماثلة أمام تحقيق الاستقرار في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي توافد النازحين السوريين إلى معبر المصنع لدخول لبنان (أ.ف.ب)

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

أفادت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال، نزحوا في الآونة الأخيرة في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل المسلحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه البالغ إزاء «الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها»، وأكد الحاجة الملحة إلى تهدئة العنف على كل الجبهات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.