السيسي يؤكد دعم مصر لمبادرة الصين «الحزام والطريق»

لتعزيز التعاون بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل وزير الدفاع الصيني في القاهرة أمس (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل وزير الدفاع الصيني في القاهرة أمس (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يؤكد دعم مصر لمبادرة الصين «الحزام والطريق»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل وزير الدفاع الصيني في القاهرة أمس (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل وزير الدفاع الصيني في القاهرة أمس (الرئاسة المصرية)

أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في القاهرة أمس، مباحثات مع الفريق أول وي فنغ هه، وزير الدفاع الصيني، بحضور نظيره المصري الفريق أول محمد زكي. وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن وزير الدفاع الصيني أكد «حرص بلاده على تطوير علاقاتها الاستراتيجية مع مصر على مختلف الأصعدة، في ظل دورها المحوري كركيزة أساسية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن النجاحات الكبيرة التي حققتها في مجال الأمن والاستقرار، والإصلاح الاقتصادي».
وأشار المتحدث، في بيان، إلى أن الرئيس السيسي أعرب عن ترحيبه بوزير الدفاع الصيني، مؤكداً ما تحظى به التجربة التنموية الصينية من تقدير كبير لدى مصر. كما أكد الرئيس حرص مصر على تعزيز علاقات التعاون الممتد منذ عقود بين البلدين، مشيداً بما تشهده تلك العلاقات من تطورات إيجابية مؤخراً، وارتقائها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وأضاف أنه تم خلال اللقاء استعراض عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك؛ حيث أوضح الرئيس السيسي دعم مصر لمبادرة الصين «الحزام والطريق» لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، منوهاً إلى أنها تتكامل مع جهود مصر التنموية في جذب الاستثمار، وكذلك المشروعات القومية الكبرى الجارية إقامتها، وفي مقدمتها محور تنمية قناة السويس الذي يتضمن إنشاء مناطق صناعية ولوجيستية، وموانئ على البحرين الأحمر والمتوسط، فضلاً عما قامت به مصر من طفرة في مجال إنتاج الطاقة بأنواعها المختلفة، وكذا شبكة الطرق، وازدواج الخط الملاحي لقناة السويس، لافتاً إلى أنها مشروعات في مجملها تعمل على سرعة وتسهيل حركة التجارة.
وأوضح المتحدث أن اللقاء تطرق أيضاً إلى بحث التعاون الثنائي بين الجانبين على الصعيد الأمني والعسكري ومكافحة الإرهاب، والتدريبات المشتركة، في ضوء ما يتوفر لدى الجانبين من خبرات يمكن تعظيم استغلالها، لتطوير قدراتهما في تلك المجالات.
في السياق ذاته، التقى الرئيس السيسي أمس إجنازيو كاسيس، وزير الخارجية السويسري، وقال السفير راضي، إن الرئيس السيسي أكد أهمية العمل على زيادة الاستثمارات السويسرية في مصر، فضلاً عن أهمية زيادة حجم التبادل التجاري، في ضوء ما توفره اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط بين مصر والدول العربية والأفريقية والأوروبية من أفضلية لنفاذ السلع المصدرة من مصر، الأمر الذي من شأنه توفير كافة سبل النجاح للاستثمارات الأجنبية.
وأضاف السفير راضي أن وزير خارجية سويسرا أشاد بالعلاقات المصرية السويسرية، مؤكداً حرص بلاده على دفع وتطوير أطر التعاون المشترك مع مصر في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادي، في ضوء مرور 110 سنوات على العلاقات التجارية المصرية السويسرية.
وذكر السفير بسام راضي أن اللقاء تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية في عدد من مجالات التعاون المشترك، ومن بينها المجال الثقافي، وحماية التراث الثقافي، في ضوء حرص مصر على استعادة الآثار المصرية التي خرجت منها بطرق غير مشروعة.
وأوضح أنه تم خلال اللقاء بحث عدد من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك؛ حيث أشار السيسي إلى الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني، كما تطرق اللقاء إلى الجهود المصرية للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة في ليبيا وسوريا واليمن، بما يضمن وحدة مؤسسات الدولة الوطنية في تلك الدول.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».