موسكو ترفض تخفيف التدابير الأمنية لمواجهة الإرهاب

باتروشيف أكد تطوير المتطرفين أساليبهم

TT

موسكو ترفض تخفيف التدابير الأمنية لمواجهة الإرهاب

قال نيكولاي باتروشيف سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، إن الإرهاب، ورغم النتائج الإيجابية في مكافحته، «لم يُجفف بعد»، ورفض تخفيف التدابير الوقائية الأمنية، وأشار إلى إحباط الأمن الروسية عشرات العمليات ذات الطابع الإرهابي العام الماضي، لافتاً إلى تطوير الإرهابيين أساليبهم، وانتشار ظاهرة «الإرهاب الهاتفي»، وقال إن الأمن تمكن من اعتقال عدد كبير من المسؤولين عن ذلك النوع من الإرهاب.
وفي حوار أجرته معه صحيفة «إزفستيا» الروسية، قال باتروشيف إن الأجهزة الأمنية تمكنت خلال العام الماضي وحده من إحباط 35 جريمة ذات طابع إرهابي، بينها 19 هجمة إرهابية. وفي إجابته على سؤال حول إمكانية تخفيف التدابير الأمنية في مواقع محددة على خلفية الإنجازات التي تم تحقيقها في مجال مكافحة الإرهاب، قال سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي إن «الناس اعتادوا منذ زمن على التدابير الأمنية في المطارات وملاعب كرة القدم، وباتوا ينظرون إليها كأمر طبيعي مفروغ منه»، ونوه إلى أن «الإرهابيين يعملون بشكل دائم على تطوير تكتيكاتهم، ويستخدمون بنشاط الوسائل التقنية الحديثة ومختلف أساليب التخفي والسرية، ويختبرون دوماً مدى يقظتنا، لهذا من السابق لأوانه الحديث عن تخفيف تدابير مكافحة الإرهاب».
وحذر من أن «الإرهاب لم ينته بعد، والتهديد الإرهابي قائم»، وذكَّر بأن الأمن الروسي تمكن خلال العام الماضي وحده من إحباط 35 جريمة إرهابية الطابع، بينها 19 هجوماً إرهابياً. وتوقف عند استخدام الإرهابيين التقنيات العصرية في نشاطهم، وقال إن «الإرهاب الهاتفي أخذ ينتشر على نحو واسع»، لافتاً إلى «تلقي أكثر من ألفي بلاغ كاذب منذ بداية العام الحالي حول وجود متفجرات في أماكن عامة»، وأكد أن «غالبية تلك البلاغات مصدرها من خارج روسيا، وتمكنا من تحديد نحو 400 شخص من الذين يقفون خلف البلاغات الهاتفية الكاذبة والرسائل الإلكترونية التحذيرية، وتم تقديم بعض الحالات إلى العدالة».
وبالتزامن مع استمرار العمليات الأمنية الخاصة في مجال مكافحة الإرهاب، وإعلان السلطات الروسية من حين لآخر عن القضاء، في مناطق مختلفة من البلاد، على مسلحين، وعلى أعضاء خلايا متطرفة كانت تخطط لعمليات إرهابية، يواجه الأمن الروسي منذ خريف عام 2017 ظاهرة «الإرهاب الهاتفي»، أي بلاغات عبر اتصالات هاتفية يحذر المتصل فيها من وجود مواد متفجرة في مكان محدد، وغالباً يختارون أماكن عامة مثل المراكز التجارية والفنادق والمسارح، ومنشآت حكومية مثل مقار البلدية والمحافظة، فضلاً عن منشآت اجتماعية حساسة مثل المشافي والمدارس ودور الحضانة والجامعات.
وفي جميع الحالات يضطر الأمن لإخلاء تلك المنشآت وتفتيشها بدقة، للتأكد من عدم وجود أي تهديد أمني. ويتضح دوماً أن البلاغات كاذبة ولا وجود لمواد متفجرة. ومنذ عام 2017 الذي اجتاحت فيه البلاغات الكاذبة 75 من أصل 85 إقليمياً روسياً، واضطر الأمن نتيجتها لإجلاء نحو مليوني مواطن من أكثر من ألف منشأة، لم تتوقف ظاهرة «الإرهاب الهاتفي»، وتجددت بموجة جديدة مطلع العام الحالي، ومع الاتصالات أخذت ترد رسائل تهديد عبر الإنترنت. وأول من أمس قام الأمن بإخلاء 800 شخص من مركز تجاري في موسكو، عقب تلقيه بلاغاً بوجود مواد متفجرة فيه. وبعد التفتيش اتضح أن البلاغ كاذب.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.