تلقى ورش الخط العربي التي ينظمها متحف قصر الأمير محمد علي بالمنيل إقبالاً كبيراً من المصريين والعرب والأجانب الذين يسعون إلى تعلم أسرار وفنون اللغة العربية، وتسعى إدارة المتحف إلى إعادة الاهتمام بالخط العربي وفنونه، من خلال ورش مجانية متخصصة تناسب فئات عمرية مختلفة.
وبدأت أخيراً أحدث الورش التي ينظمها المتحف، بالتعاون مع معهد «استديو العربية» لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وخصصت الورشة للفئة العمرية من 18 إلى 40 سنة.
وحققت ورش الخط العربي التي بدأ المتحف تنظيمها العام الماضي انتشاراً واسعاً بين المصريين والعرب والأجانب المقيمين في مصر، وهو ما دفع إدارة المتحف إلى تكثيف جهودها، والتوسع في تنظيم الورش لفئات عمرية مختلفة.
ومن جانبه، يقول الدكتور ولاء الدين بدوي، مدير عام متحف قصر الأمير محمد علي، لـ«الشرق الأوسط»: «إن المتحف يُعد بمثابة مدرسة للخطوط العربية بشتى أنواعها، وتستهدف الورش جميع الناطقين بالعربية، وهو ما جعلها تلقى إقبالاً كبيراً من جنسيات مختلفة، بينهم سوريون وعراقيون ويمنيون وأجانب من المقيمين في مصر».
ويضيف بدوي: «نحاول إعادة الاهتمام بالخط العربي، خصوصاً بين الأجيال الجديدة، فالأطفال الذين يتعلمون في مدارس اللغات يكون اهتمامهم باللغة العربية محدوداً، كما أن طبيعة العصر جعلت الاهتمام بالخط العربي وفنونه يتراجع إلى حد كبير، وهو أمر نسعى إلى تغييره، فهذا جزء من دورنا المجتمعي، خصوصاً أن رواد الخط العربي لهم تاريخ يرتبط بتاريخ المتحف، حيث أتى بهم الأمير محمد علي من مناطق كثيرة».
وتتضمن الورشة الحالية 6 محاضرات، مدة كل منها 3 ساعات، وتنقسم إلى شقين: أحدهما يغطي الجانب النظري، والثاني عبارة عن ورش عملية للكتابة، وتغطي المحاضرات النظرية عدداً من المحاور، أبرزها نشأة وتاريخ وتطور فن الخط العربي، والتعرف على أشهر الخطوط العربية واستخداماتها، وطرق توظيفها، ومعرفة الفروق الأساسية بينها، من خلال تدريبات عملية، ودراسة الأدوات المستخدمة في فن الخط العربي، ومراحل تطورها، والطرق العلمية لكتابة الخط العربي.
وتركز الورش العملية على مجموعة من أساسيات فن الخط العربي، بداية من التدريب على طريقة استخدام القلم بشكل صحيح والتحكم في حركته، والتدريب على طريق معرفة الفروق الفنية بين الأنواع المختلفة لأشهر الخطوط العربية، كما يتضمن التدريب تعلم خط «الرقعة» وأصوله، الذي يعد أحد أشهر أنواع الخط العربي.
وبدوره، يقول محمد شافعي، مسؤول قسم الفنون الإسلامية بمعهد «استديو العربية» لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، لـ«الشرق الأوسط»: «ورش الخط العربي بشكل عام تجذب الكثير من الناطقين باللغة العربية، وكذلك الأجانب الذين يدرسون العربية في مصر، وتلقى ورش متحف قصر الأمير محمد علي اهتماماً من جنسيات عربية وأجنبية كثيرة مقيمة في مصر».
ويضيف شافعي الذي يتولى التدريب في ورش المتحف: «لدينا بالمعهد منهجان منفصلان: أحدهما لتعلم اللغة العربية، والثاني للخط العربي، ولدينا طلاب من جنسيات عربية وأجنبية كثيرة، بينهم بريطانيون وأميركيون وكنديون من الذين يتعلمون اللغة العربية في مصر، ويجذبهم فن الخط العربي، وكذلك يقبل الكثيرون من طلاب جامعة الأزهر الوافدين من دول كثيرة، خصوصاً من شرق آسيا، على تعلم فن الخط العربي، بجانب دراستهم للغة العربية».
ويعد الأطفال والنساء أكثر الفئات إقبالاً على ورش الخط العربي، وتحرص إدارة المتحف على تنظيم ورش متنوعة تستهدف أعماراً مختلفة، فيما تتنوع أسباب وأهداف المشاركين، ما بين طلاب مدارس وجامعات يسعون إلى تحسين أدائهم، وأشخاص في أعمار مختلفة لديهم اهتمام بالخط العربي، وخطّاطين يشاركون في الورش لتطوير مهنتهم.
إلى ذلك، تقول هدير عادل، رئيس قسم المعارض المؤقتة بمتحف قصر الأمير محمد علي، لـ«الشرق الأوسط»: «نحرص على تنظيم ورش الخط العربي لتتناسب مع فئات عمرية مختلفة، فالورشة الحالية تغطي فئة عمرية واسعة، ما بين 18 و40 عاماً، ويوجد ورش للأطفال حتى سن 13 عاماً، وأخرى حتى 18 عاماً، ويعد الأطفال في مرحلة التعليم الأساسي من أكثر الفئات إقبالاً، وكذلك النساء في أعمار مختلفة، وطلاب الجامعات».
ورش الخط العربي بقصر محمد علي تجتذب المصريين والأجانب
للتدريب على فنون «الرقعة»
ورش الخط العربي بقصر محمد علي تجتذب المصريين والأجانب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة