باحثون يرصدون صعود الإمبراطورية البيزنطية من خلال القمامة

باحثون يرصدون صعود الإمبراطورية البيزنطية من خلال القمامة
TT

باحثون يرصدون صعود الإمبراطورية البيزنطية من خلال القمامة

باحثون يرصدون صعود الإمبراطورية البيزنطية من خلال القمامة

شهدت منطقة شرق البحر المتوسط، التابعة للإمبراطورية البيزنطية، أفولاً لافتاً، حسبما خلص إليه باحثون في علم الآثار، من خلال تحليل مكب أثري للنفايات بالقرب من المركز الإداري في مدينة الخُلصة الحالية الواقعة في صحراء النقب.
وقال الباحثون إن النظام الحضري للتخلص من القمامة انتهى بشكل مفاجئ جداً منتصف القرن السادس الميلادي، وهو ما يتزامن مع العصر الجليدي الصغير أواخر العصر القديم، وبداية ما يعرف بـ«طاعون جستانيان»، حسبما ذكر الباحثون في مجلة «بروسيدنجز» التابعة لـ«الأكاديمية الأميركية للعلوم».
وكانت الإمبراطورية الرومانية مقسمة عام 395 إلى نصفين، حكمت خلالها الإمبراطورية البيزنطية، أو إمبراطورية شرق منطقة البحر المتوسط، المنطقة الشرقية للبحر المتوسط.
ووصلت هذه الإمبراطورية إلى أوجها في الفترة القريبة من عام 550، وذلك عندما كانت تمتد إلى القسطنطينية، إسطنبول اليوم، عاصمة تلك الإمبراطورية آنذاك، وذلك قبل أن تتقلص فيما بعد. وهناك عدة أسباب مختلفة، يناقشها العلماء ويعزون إليها تراجع الإمبراطورية، حيث مرت الإمبراطورية في فترة منتصف القرن السادس الميلادي بما يعرف بالعصر الجليدي الصغير، وكذلك «طاعون جستانيان»، ثم كان التمدد الإسلامي في القرن السابع.
وأعاد الباحثون من خلال الدراسة تخيل كيفية صعود مدينة الخلصة وزوالها، وذلك اعتماداً على تحليل محتويات أربعة مكبات قمامة شمال البلدة وجنوب شرقها، وهي المكبات التي كان سكان المدينة يلقون فيها مخلفاتهم، «حيث اعتبرنا التخلص المنظم من النفايات علامة على انتظام الحياة الاجتماعية بشكل جيد في هذا التجمع الحضري»، حسبما أوضح الباحثون، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
وكان مجرد حجم هذه المكبات لافتاً للنظر بالفعل، حيث قدر الباحثون سعتها بنحو مليون و200 ألف متر مكعب، موزعة على مساحة أكثر من 10 هكتارات. عثر الباحثون داخل هذه المكبات على نحو 15 ألف قطعة خزف مكسورة، بعضها يعود لأباريق خزفية كانت بها خمر النقب الشهير.
وأشار الباحثون إلى أن الجزء الأكبر من هذه القمامة تكدس على مدى قرنين، بدءاً من عام 550 وحتى عام 350 قبل الميلاد، أي ما يعادل كمية نفايات تبلغ 6000 متر مكعب سنوياً.
وأسفر التأريخ بالكربون المشعC14) ) عن أن الطبقات الأعلى لهذه القمامة تعود للقرن السادس، ما يعني حسب العلماء أن تخلص المدينة المنظم من القمامة انتهى آنذاك بشكل مفاجئ، «وقبل نحو قرن من الغزو الإسلامي لمناطق جنوب الشام، وبالتزامن مع سلسلة ثورات بركانية يعرف الباحثون زمن اندلاعها على وجه الدقة، وكذلك بالتزامن مع عدة مظاهر للمناخ البارد وبداية (طاعون جستانيان)»، حسبما أوضح الباحثون. وتمثل فترة وصول كميات القمامة لأعلى معدلاتها ذروة النشاط العمراني في صحراء النقب، وهي الفترة التي تبعها الأفول الطويل للمدينة.


مقالات ذات صلة

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

يوميات الشرق زاهي حواس (حسابه على فيسبوك)

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

أكد الدكتور زاهي حواس، أن رفض مصر مسلسل «كليوباترا» الذي أذاعته «نتفليكس» هو تصنيفه عملاً «وثائقي».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

وجد علماء الأنثروبولوجيا التطورية بمعهد «ماكس بلانك» بألمانيا طريقة للتحقق بأمان من القطع الأثرية القديمة بحثًا عن الحمض النووي البيئي دون تدميرها، وطبقوها على قطعة عُثر عليها في كهف دينيسوفا الشهير بروسيا عام 2019. وبخلاف شظايا كروموسوماتها، لم يتم الكشف عن أي أثر للمرأة نفسها، على الرغم من أن الجينات التي امتصتها القلادة مع عرقها وخلايا جلدها أدت بالخبراء إلى الاعتقاد بأنها تنتمي إلى مجموعة قديمة من أفراد شمال أوراسيا من العصر الحجري القديم. ويفتح هذا الاكتشاف المذهل فكرة أن القطع الأثرية الأخرى التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ المصنوعة من الأسنان والعظام هي مصادر غير مستغلة للمواد الوراثية

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

يُذكر الفايكنغ كمقاتلين شرسين. لكن حتى هؤلاء المحاربين الأقوياء لم يكونوا ليصمدوا أمام تغير المناخ. فقد اكتشف العلماء أخيرًا أن نمو الصفيحة الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر أدى إلى فيضانات ساحلية هائلة أغرقت مزارع الشمال ودفعت بالفايكنغ في النهاية إلى الخروج من غرينلاند في القرن الخامس عشر الميلادي. أسس الفايكنغ لأول مرة موطئ قدم جنوب غرينلاند حوالى عام 985 بعد الميلاد مع وصول إريك ثورفالدسون، المعروف أيضًا باسم «إريك الأحمر»؛ وهو مستكشف نرويجي المولد أبحر إلى غرينلاند بعد نفيه من آيسلندا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

لا تزال مدينة مروي الأثرية، شمال السودان، تحتل واجهة الأحداث وشاشات التلفزة وأجهزة البث المرئي والمسموع والمكتوب، منذ قرابة الأسبوع، بسبب استيلاء قوات «الدعم السريع» على مطارها والقاعد الجوية الموجودة هناك، وبسبب ما شهدته المنطقة الوادعة من عمليات قتالية مستمرة، يتصدر مشهدها اليوم طرف، ليستعيده الطرف الثاني في اليوم الذي يليه. وتُعد مروي التي يجري فيها الصراع، إحدى أهم المناطق الأثرية في البلاد، ويرجع تاريخها إلى «مملكة كوش» وعاصمتها الجنوبية، وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد نحو 350 كيلومتراً عن الخرطوم، وتقع فيها أهم المواقع الأثرية للحضارة المروية، مثل البجراوية، والنقعة والمصورات،

أحمد يونس (الخرطوم)
يوميات الشرق علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

اتهم علماء آثار مصريون صناع الفيلم الوثائقي «الملكة كليوباترا» الذي من المقرر عرضه على شبكة «نتفليكس» في شهر مايو (أيار) المقبل، بـ«تزييف التاريخ»، «وإهانة الحضارة المصرية القديمة»، واستنكروا الإصرار على إظهار بطلة المسلسل التي تجسد قصة حياة كليوباترا، بملامح أفريقية، بينما تنحدر الملكة من جذور بطلمية ذات ملامح شقراء وبشرة بيضاء. وقال عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس لـ«الشرق الأوسط»، إن «محاولة تصوير ملامح كليوباترا على أنها ملكة من أفريقيا، تزييف لتاريخ مصر القديمة، لأنها بطلمية»، واتهم حركة «أفروسنتريك» أو «المركزية الأفريقية» بالوقوف وراء العمل. وطالب باتخاذ إجراءات مصرية للرد على هذا

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.