«حماس» تدعم ملف المصالحة الفلسطينية بقرارات أحادية

استعاد ملف المصالحة الفلسطينية جانبا من الاهتمام الشعبي والإعلامي بعد إعلان رئيس حكومة حماس في قطاع غزة اسماعيل هنية السماح بعودة كل أعضاء حركة فتح الذين غادروا القطاع عقب سيطرة حماس عليه منتصف عام 2007 والافراج عن عدد من عناصر حركة فتح تعتقلهم حماس في غزة، سعيا منها لتهيأة أجواء المصالحة بين الطرفين المتنازعين.
جاء ذلك عقب زيارة هنية لوزارة الداخلية في حكومته المقالة، حيث قال انه تقرر "السماح لكل أبناء قطاع غزة من حركة فتح الذين خرجوا من القطاع على اثر الاحداث الداخلية بالعودة بلا مقابل، باستثناء من لهم ملفات بالقضاء"، واضاف انه تقرر ايضا "الافراج عن بعض المعتقلين من الذين لهم اشكالات امنية وسياسية من ابناء حركة فتح، لخلق المناخ الموائم لتهيئة أجواء المصالحة".
واوضح هنية أيضا انه سيجري "السماح لنواب حركة فتح في المجلس التشريعي الذين خرجوا من القطاع بزيارته"، واجرى هنية اتصالا مع الرئيس محمود عباس مساء أمس لاطلاعه على كافة القرارات التي جرى اتخاذها والتناقش حولها، وأكد على سعيه لانهاء الانقسام من خلال خطوات تعزيز الثقة، وذكر مكتب هنية إن الرئيس عباس رحب بالقرارات التي اتخذها هنية اليوم، وقال إنها تسهم في انجاح التسوية الداخلية.
وأكدت حركة حماس على جديتها في التجاوب مع ما طرحه رئيس حكومتها في قطاع غزة، وأشارت إلى أن هذه المبادرات التي طرحها هنية هي بمثابة تأكيد على توفر إرادة حقيقية لإنجاح اتفاق المصالحة، وقال سامي أبو زهري الناطق الرسمي باسم حركة حماس في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» (أونلاين)، إن "المصالحة بين طرفين ونحن في حماس جادون في تفعيل هذا الملف، وحركة حماس وحكومة غزة يستمران في التعبير عن جدية الطرح من خلال خطوات عملية"..
وأشار أبو زهري إلى أن الخطوات المعلنة هي أحادية ولا تأتي ضمن اتفاق مسبق مع حركة فتح، وقال إن "الخطوات التي جرى الإعلان عنها جاءت من طرف واحد وتستهدف تهيئة المناخات للمضي قدما في المصالحة الوطنية".
وحول سؤال عن مغزى هذه الخطوات التي تأتي في وقت تعاني فيه حركة حماس وحكومتها في قطاع غزة من عزلة اقتصادية وسياسية، رفض أبو زهري الربط بين مبادرات المصالحة وموقف الحركة مما يجري في مصر. وأشار إلى ان "الاتهامات ستكون حاضرة من البعض ضد حماس في كل الأحوال سواء كانت الأمور جامدة، أو قمنا بطرح خطوات عملية.
وأوضح أن في جعبة حماس وحكومة غزة الكثير لتقديمه في المقبل من الأيام في طريق إنجاز كافة استحقاقات المصالحة الوطنية.
من جهته، كشف محمد اشتية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عن زيارة مرتقبة خلال أيام لمسؤول ملف المصالحة في الحركة عزام الأحمد إلى قطاع غزة، وذلك لاستكمال ما اتفق عليه بين الرئيس عباس وهنية أمس الاثنين.
وقال اشتية خلال لقاء نظمته مؤسسة بيت الصحافة في قطاع غزة اليوم الثلاثاء "لقد التقينا أنا والأحمد برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قبل نحو 15 يوماً في العاصمة القطرية الدوحة وبحثنا ملف المصالحة".
وأضاف "نحن جاهزون للمصالحة وإنهاء الانقسام والأخ إسماعيل هنية يقوم بجهد كبير جداً في موضوع المصالحة والتي اعلن عنها أمس هي خطوات في الاتجاه الصحيح، ونرحب بها ونتمنى أن لا تقف"، مشيراً إلى ان "هناك اطرافا تسعى لتعطيل خطوات رئيس حكومة حماس في غزة وملف المصالحة بشكل عام"
يذكر أن كافة جهود الوساطة من عدد من الدول العربية لاستعادة الوحدة بين الحركتين قد فشلت منذ أن سيطرت حركة حماس بالقوة على قطاع غزة بعدما أطاحت بالأجهزة الأمنية الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس في اشتباكات دامية وقعت في منتصف يوليو (حزيران) 2007 ، وكان آخر تلك الجهود التزام زعماء الحركتين باتفاق بخصوص الوحدة توسطت فيه مصر في عام 2011 لكنه تبدد بسبب نزاعات حول تقاسم السلطة وإيجاد استراتيجية مشتركة في الصراع الطويل مع إسرائيل.